مكانة أويس القرني
لأويس القرني مكانة عظيمة يعرفها الصحابة رضوان الله عليهم لما سمعوه من النبي صلى الله عليه وسلم، ولذا فقد عقد الإمام النووي في شرح مسلم بابا في فضائله، وأورد تحته ما أخرجه مسلم رحمه الله من أحاديث في فضله، منها:
عنْ أُسَيْرِ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: "كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه إِذَا أَتَى عَلَيْهِ أَمْدَادُ أَهْلِ الْيَمَنِ سَأَلَهُمْ: أَفِيكُمْ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ؟ حَتَّى أَتَى عَلَى أُوَيْسٍ فَقَالَ: أَنْتَ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: مِنْ مُرَادٍ، ثُمَّ مِنْ قَرَنٍ؟ قَالَ: نَعَمْ. أويس القرني.. قصة رجل منعه برّه بأمه من أن يكون صحابيًا | مصراوى. قَالَ: فَكَانَ بِكَ بَرَصٌ فَبَرَأْتَ مِنْهُ إِلَّا مَوْضِعَ دِرْهَمٍ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ لَكَ وَالِدَةٌ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «يَأْتِي عَلَيْكُمْ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ مَعَ أَمْدَادِ أَهْلِ الْيَمَنِ، مِنْ مُرَادٍ، ثُمَّ مِنْ قَرَنٍ، كَانَ بِهِ بَرَصٌ فَبَرَأَ مِنْهُ إِلَّا مَوْضِعَ دِرْهَمٍ، لَهُ وَالِدَةٌ هُوَ بِهَا بَرٌّ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ، فَإِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَكَ فَافْعَلْ» فَاسْتَغْفِرْ لِي.
- قصة عن بر الوالدين| قصة أويس القرني مع عمر بن الخطاب
- أويس القرني.. قصة رجل منعه برّه بأمه من أن يكون صحابيًا | مصراوى
- 135 من حديث: (كَانَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ رضي اللَّه عنه إِذا أَتَى عَلَيْهِ أَمْدَادُ أَهْلِ الْيَمنِ سأَلَهُمْ: "أَفِيكُمْ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ..)
قصة عن بر الوالدين| قصة أويس القرني مع عمر بن الخطاب
قال: لقيت عمر؟ قال: نعم، فاستغفر له، ففطن له الناس، فانطلق على وجهه. أي بار، وهذا من دلائل نبوته ﷺ؛ لأنه في زمانه ﷺ ما كانت تأتي أمداد اليمن، وأويس بن عامر هذا في عداد التابعين، ولم يلقه النبي ﷺ، فذكره بوصف لا يخطئه. قال: لو أقسم على الله لأبره ، يعني: لو أنه حلف أن يكون كذا، أو أن لا يقع كذا، أو قال: أقسم عليك يا رب بكذا وكذا فإن ذلك يقع، بمعنى أن الله يبر قسمه. لو أقسم على الله لأبره، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل ، يعني: يدعو لك، يطلب لك المغفرة من الله ، فقال له عمر : فاستغفر لي، فاستغفر له، فقال له عمر: أين تريد؟ قال: الكوفة... إلى آخره. لاحظوا هنا في هذا الحديث أن النبي ﷺ ذكر صفة واحدة في عمل أويس القرني وهي البر بأمه، ما ذكر عبادات، وأعمالا، وصدقات، وقيامًا، وصيامًا، فدل ذلك على عظم بر الوالدين، وأن الإنسان يبلغ به المراتب العالية. قصة عن بر الوالدين| قصة أويس القرني مع عمر بن الخطاب. قال: لو أقسم على الله لأبره، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل ، هذا لا يدل على أن أويس القرني أفضل من عمر ، فعمر أفضل منه، ولكنّ أويساً القرني له هذه المزية، أن النبي ﷺ ذكره بهذه الصفة، وقال لعمر: إن استطعت أن يستغفر لك فافعل. والقاعدة: "أن المزية لا تقتضي الأفضلية"، فأويس له مزية، لو أقسم على الله لأبره، لكن ليس بأفضل من أبي بكر وعمر وعثمان وعلي والصحابة ، فالمزية لا تقتضي الأفضلية، فعلي هو أبو السبطين، وهو زوج فاطمة، وهو الذي قال فيه النبي ﷺ: أمَا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي؟ [2] ، ومع ذلك ليس بأفضل من أبي بكر، ولا عمر، ولا عثمان.
أويس القرني.. قصة رجل منعه برّه بأمه من أن يكون صحابيًا | مصراوى
يكون سببا في قبول توبة العبد إذا كانت توبة نصوحه. من يسعى على والديه ، ويبرهما يكون في سبيل الله. [2]
135 من حديث: (كَانَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ رضي اللَّه عنه إِذا أَتَى عَلَيْهِ أَمْدَادُ أَهْلِ الْيَمنِ سأَلَهُمْ: "أَفِيكُمْ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ..)
[٥]
العبر المستفادة من قصة أويس القرني مع أمه
الحرص على دعاء الصالحين، ولا سيما أن البارين بآبائهم، فإنها أرجى للقبول، كما أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم – عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- أن يطلب الدعاء من أويس القرني، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"وَدَعْوَةُ الْوَالِدِ عَلَى وَلَدِهِ"لأن دعوة الوالدين لا ترد لا بالخير ولا بالشر. قصة اويس القرني. [٦] [٧]
شؤم العقوق
"عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ؟ ثَلَاثًا. قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ، فَقَالَ: أَلَا وَقَوْلُ الزُّورِ. قَالَ فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا حَتَّى قُلْنَا لَيْتَهُ سَكَتَ" [٨] ،قَالَ كَعْب الْأَحْبَار (رَحمَه الله): إِن اللهَ ليعجل هَلَاك العَبْد إِذا كَانَ عاقاً لوَالِديهِ ليعجل لَهُ الْعَذَاب. فالحذر الحذر من العقوق، وخاصة عند الشيخوخة الابن شجرة يتعاهد بها الوالدين، يسهران عليها، يراقبانها كل يوم ليأكلا منها، يتفيأ ظلها، وإذا بها حنظل مر لا ظل ولا طعم، وهكذا الولد إذا خاب به الأمل.
خرج أويس القرني مع سيدنا علي كرم الله وجهه في موقعة صفين، وتمنى الشهادة ودعا الله قائلاً: اللهم ارزقني شهادة توجب لي الحياة والرزق. وقاتل بين يدي سيدنا علي حتى استشهد فنظروا فإذا عليه نيف وأربعون جراحة، وكان ذلك سنة 37 هـ في وقعة صفين.