ويرجع الفضل في ذلك كله إلى يقظة رجال الحكومة العربية السعودية وضربهم على أيدي العابثين بأشد العقوبات كقطع يد السارق، وقطع أيدي وأرجل قطاع الطريق من خلاف. ومما يدعو إلى تمام الرضا والإعجاب أن تنفيذ العقوبة مرة واحدة كاف غالبا في عدم تكرار وقوع الجريمة التي تستوجبها). ذلك والشرع الإسلامي الحكيم لم يحدد العقوبات إلا في أمهات الجرائم وكبائر المعاصي، وهي التي يضطرب لها حبل الجماعات وتشقى بها الأمم، وهي في خمسة مواطن: 1 - في الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا، وهم قطاع الطريق. مجلة الرسالة/العدد 682/شريعة الكمال والخلود. . . - ويكي مصدر. 2 - والذين يقتلون النفس بغير حق
3 - والذين يرمون المحصنات الغافلات
4 - والزانية والزاني
5 - والسارق والسارقة. وما عدا ذلك من الجرائم لم يحدد العقوبات فيها، بل ترك للحكام وأهل الرأي من العلماء والمجتهدين أمرها ليلاحظوا ملابسات الجريمة وحالة المجرم، وما يناسب البيئة ويتفق مع أحوال الأمة في مختلف عصورها، وذلك ما أسلفنا شرحه في مبحث التعزيز.
مجلة الرسالة/العدد 979/في تاريخ الأدب التركي - ويكي مصدر
فنرى كثيراً من شعراء الترك، وبالأخص المتصوفة منهم، ينظمون الشعر باللغة الفارسية أو أنهم يقتبسون القواعد الشعرية الفارسية وأساليبها، أو يستعملون ألفاظا فارسية في أشعارهم. ولا ننس بعض الشعراء ممن نسبوا لغتهم الأصلية أو هجروها في الأدب. وكذلك نجد شعراء كثيرين من الفرس برعوا في التفنن بالأدب التركي.. موعد اذان العصر المدينة المنورة. وهكذا فإن الحياة الاجتماعية في ذلك العصر كانت حياة متداخلة امتزجت بها الشعوب الشرقية تحت لواء الدين، فنتج من اتحاد هذه العناصر عنصر أدبي متماسك في الروح والجوهر، وإن كان متبايناً في اللون والمظهر. دور الأدب التركي فيما قبل العهد العثماني:
ويشمل هذا الدور عهد الدولة الغزنوية (سنة 962م - 1183م) والدولة القاراخانية (932 - 1212م) والدولة السلجوقية (من القرن الحادي عشر إلى القرن الثالث عشر الميلادي) وعهد المغول (من القرن الثالث عشر إلى القرن الرابع عشر الميلادي)
وتميزت هذه العهود بتحسن الوضع الاجتماعي للأتراك تحسناً كبيراً؛ فبسطوا سلطانهم في داخل البلاد الإسلامية وكونوا لهم مركزاً ممتازاً بين المسلمين. وقد زاد اتصالهم بالعرب في هذه العهود وقويت العلائق بينهم وبين الفرس والهنود، فنشأت علاقات ثقافية وثيقة كان لها من الأثر ما كان
إن الآثار الأدبية التي انتشرت في هذه العهود، والتي انتقلت إلينا على علاتها إنما مصدرها عهد الدولة الغزنوية.
مجلة الرسالة/العدد 682/شريعة الكمال والخلود. . . - ويكي مصدر
مجلة الرسالة/العدد 491/البريد الأدبي
إعجاب
قبل أن تنسيني الشواغل أني قرأت مقالا نفيساً للأستاذ (أبي أسامة) أسجل إعجابي، وأرجوه أن يذكر حقوق الأدب والتاريخ على قلمه البليغ
زاده الله توفيقاً إلى توفيق، ورفع بأمثاله أعلام البيان. زكي مبارك
تصحيح بعض سقطات الكرملي
أنا أعلم أني طلبت إلى الأب أنستاس الكرملي أن يكون دقيقاً أميناً واعياً... أكون قد كلفته ما ليس من عادته، بل فوق ما يطيق. ولذا فغرضي من كلمتي ليس الأب نفسه، وإنما أكتب تحذيراً لبعض من يقرأ كلامه من ضعاف الطلاب حذراً أن ينخدع به ويعتمده من غير تحقيق
ادعى الأب في العدد (475) من الرسالة الغراء أن استعمال خطأ لضد الصواب (من الأغلاط الشائعة في مصر). موعد اذان العصر في المدينة المنورة. ثم قال: (على ما كتب اللغة) فنبهنا في العدد (479) إلى أن هذا الرأي ليس في كتاب من كتب اللغة، ونقلنا له نقولاً أجمعت كلها - بلا استثناء - على أن (الخطأ) كلمة صحيحة وبعضها ذكر (الخطاء) بعد (الخطأ) وبعضها لم يذكر وبعضها وهاها وهو صاحب الصحاح. فسبب وهيهاً إذاً عدم ذكرها في بعض المعاجم ونص بعضها على توهينها
فلما صرعه الحق حاول أن يبتعد عنه فكان مما قال في العدد (487) من الرسالة: (خذ بيدك أي معجم شئت... تر أن الكلمة القليلة الأحرف مقدمة على غيرها)
وهذا - وإن وقع كثيراً - إلا إنه لا يطرد.
وتوسعت هذه الطريقة على يد ولده النجيب الموسوم ب (سلطان ولد) الذي تمكن من نشر لوائها فوق سماء البلاد النائية، فتفرعت الطريقة إلى فروع تغلغلت جذورها في داخل الأقطار العراقية والسورية والمصرية، وانتشرت مبادئها كذلك في بلاد أذربيجان الشمالية
ولهذه الطريقة أثر عظيم في سير الأدب التركي. مجلة الرسالة/العدد 979/في تاريخ الأدب التركي - ويكي مصدر. فقد أخذ الشعراء الأتراك يتقربون إلى شيوخها ويعتنقون تقاليد الطريقة وشعائرها المعروفة، فظهر لون من الأدب ينبغي تسميته بالأدب المولوي الذي أصبح فيما بعد يسمى بأدب التكايا، وذلك نتيجة تنوع الطرائق الصوفية وانتشارها في طول البلاد وعرضها هذه نبذة مختصرة عن حياة الشاعر جلال الدين الرومي وعن أثره في الأدب التركي. وهناك شعراء كثيرون ممن عاشوا في هذه العهود أمثال الخوارزمي والجندي وسليمان باقر ومير حيدر ولطفي وأميري وحسين بايقرا وعلي شيرنوائي والقاضي وبرهان الدين وضرير الأرضرومي وحبيبي وخطائي وغيرهم من شعراء الترك، إن أردنا الاستفاضة في دراستهم في هذا المقام لطال بنا المقال. وخرج عما سميناه بالنظرات وإذا راعيتا جانب الاختصار وتجانبنا التفصيل...
وهنا نكون قد أعطينا للقارئ صورة مختصرة للأدوار التاريخية التي مر بها الأدب التركي منذ نشأته حتى أوائل العهد العثماني.