فنحن المسلمون يجب أن نرعى دين الله، فلا نسمح أبداً بسقوط الفريضة، ولا بحلية محرم بحال من الأحوال. وقوله: وَعَهْدِهِمْ [المعارج:32], أي: الذي عاهدنا عليه كالذي ائتمنا عليه, فالذي عاهدنا عليه عهداً لا يمكن أن نخون فيه, والأمانة كذلك. فإذا وضع شخص عندك مليار دولار وغاب سنة أو عشر سنوات فتقدمه له كما هو, ولا تقل شيئاً، وإذا عاهدته معاهدة فلا تخنه ولا تغشه, ولا تكذب عليه. ومن عاهد الله فمن باب أولى. فإذا قلت: لا إله إلا الله محمد رسول الله فقد عاهدت الله, فلا تعبد إلا الله، واتبع رسول الله, وامش وراءه؛ لتدخل الجنة, حتى تكون قد وفيت بالعهد. تفسير قوله تعالى: (والذين هم بشهاداتهم قائمون)
المادة السابعة: قال تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ [المعارج:33]. وفي قراءة سبعية. (والذين هم بشهادتهم) قَائِمُونَ [المعارج:33]. فإذا كان عندك شهادة فعليك أن تؤديها كما هي، ولا تزيد فيها ولا تنقص، ولا تقدم ولا تؤخر، بل تؤدي الشهادة كما طلبت منك، فتقول: حضرت كذا.. رأيت كذا.. والذين هم لفروجهم حافظون إلآ على أزواجهم. علمت كذا، وتقول: أشهد بكذا وكذا، بلا خيانة، وبلا زيادة ولا نقصان، كما تقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله. إذ لا يجوز أن تقول: أشهد أن لا إله إلا الله ولا تعبد الله, وإلا فأنت تكذب.
التفريغ النصي - تفسير سورة المؤمنون [1-7] - للشيخ المنتصر الكتاني
وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ
تفسير بن كثير يقول تعالى مخبراً عن الإنسان، وما هو مجبول عليه من الأخلاق الدنيئة { إن الإنسان خلق هلوعاً} ، ثم فسره بقوله: { إذا مسه الشر جزوعاً} أي إذا مسه الضر فزع وجزع، وانخلع قلبه من شدة الرعب، أيس أن يحصل له بعد ذلك خير { وإذا مسه الخير منوعاً} أي إذا حصلت له نعمة من اللّه بخل بها على غيره، ومنع حق اللّه تعالى فيها. وفي الحديث: { شر ما في الرجُل: شح هالع وجُبن خالع) ""رواه أبو داود"".
تفسير قوله تعالى والذين هم لفروجهم حافظون... - إسلام ويب - مركز الفتوى
الثاني: إيلاج الذكر في دبر الزوجة؛ لثبوت نهي النبيِّ عن ذلك؛ قال الذهبي في " سير أعلام النبلاء " (14/128): "تيقنًا بطرق لا مَحيد عنها نَهَى النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - عن أدبار النِّساء، وجزمنا بتحريمه" اهـ. تفسير قوله تعالى والذين هم لفروجهم حافظون... - إسلام ويب - مركز الفتوى. فوطءُ الزوجة في دبرها كبيرة من كبائر الذُّنوب، وهي اللوطية الصُّغرى، فيحرم على المرأة أن تُمكِّن زوجها من ذلك، لكن ما اشتهر عند البعض أنه بمجرد أن يطأ الرجل زوجَتَه في دبرها أنَّها تَحرم عليه، فهذا ليس بصحيح، فليس من أسباب الفرقة اللوطية الصُّغرى، لكن للمرأة أن تطالب بفسخ نكاح هذا الزَّوج من غير أن ترد له المهر. والمراد بملك اليمين في قوله - تعالى -: ﴿ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ ﴾: هي الأمة يَطؤها سيدها. الخطبة الثانية
ويؤخذ من قول ربنا - تبارك وتعالى - أحكام: ﴿ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ ﴾ [المعارج: 31] حُرمة الاستمناء، وهو أن يعبث الذَّكر أو الأنثى بفرجه حتى ينزل الماء، ففي الاستمناء إنزال الماء بغير مُباشرة بين الزوجين، فالمستمني مُعتدٍ بنص الآية، لكن يجوز الاستمناءُ إذا كان الأمرُ دائرًا بين الاستمناء أو الوقوع في الفاحشة، فهو من باب ارتكاب أخف الشرين.
هذا هو الإنسان. وإذا دخل المستشفى واستعمل هذه المواد الثمان وعالج نفسه بها شفي. وبدون هذا يبقى والله كما هو في الجزع والهلع. [ ثانياً: بيان الدواء لهذا الداء -داء الهلع- الذي لا فلاح معه ولا نجاح] وهو ثمان مواد. والمادة: العقار. فهي ثمان مواد وصفها الطبيب. فأنت مريض استعملها بصدق فإنك والله تشفى, وتزكو نفسك وتطيب. [ ثالثاً: انحصار العلاج] والدواء [ في ثمان صفات، أو ثمان مركبات دوائية] وهي التي سمعتم. وليس هناك دواء غيرها, فلا فلسفة ولا كذب, ولا طرقية ولا دعوى التصوف، ولا غير ذلك. وليس والله إلا هذه الثمان فقط. [ رابعاً:] من هداية الآيات: [ وجوب العمل بما اشتملت عليه الوصفة من واجبات] فلا بد من هذا. [ خامساً] وأخيراً: [ حرمة ما اشتملت عليه الوصفة من محرمات] فكل ما ذكر في هذه الثمان محرم بلا خلاف بين المسلمين. معشر المستمعين! هذه الوصفة الطبية في سورة المعارج. فعلى المسلمين أن يقرءوا القرآن, ويعرفوا هذه الوصفة, ويجتهدوا في تطبيقها, لا أن يقرءوا القرآن على الموتى، ولا يجتمعون عليه أبداً, ولا يتدارسونه أبداً, وادخل أي مسجد من مساجد المسلمين فلن تجد حلقة كهذه يفسر فيها كلام الله طول العام، وإلا فلا يمكن أن نعرف، وإذا لم نعرف لم يمكن أن نتقي، وإذا لم نعرف الشر لم يمكننا أن نتقيه، وإذا لم نعرف الخير لم يمكننا أن نفعله، وإذا لم نعرف الأدب لم يمكننا أن نتأدب.