الرئيسية / الفئات العمرية / فئة6-9 / طيري يا طيارة ر. س 30. 00
زهراء فتاة صغيرة يتيمة الأبوين منطوية على نفسها دائمة الحزن والبكاء. انتقلت للحياة في بيت جديد ببلد جديد بين أناس غرباء عنها. كيف تتخلص زهراء من حزنها الدائم وبكائها المستمر؟
قصة عن التعاسة والحزن وكيفية التعامل معهما. حائزة على جائزة اتصالات لكتاب الطفل. غير متوفر في المخزون
- طيري يا طياره اطفال
- طيري يا طيارة فيروز
- طيري يا طياره كلمات
طيري يا طياره اطفال
في حديقة أقصراي وسط مدينة اسطنبول التركية، ثمة بحر من البشر السوريين، مرميين هكذا على عجالة، مستلقين بتعب على مقاعد الحديقة، منبطحين بإحباط على عشبها الخريفي المائل لصفار جاف، كوجوههم. ثمة قلق ناخر، يغطي كافة تفاصيل هيئتهم، رجال بشوارب كثة غير معتنى بها، بقمصان غير مضبوبة وراء بناطيلهم، بأحذية مكسورة الحواف لتريح أقدامهم من طول الانتظار. نساء غير محفوفات الحواجب، بأزياء غير مبالية بالأناقة، مليئات بخجل ظاهر وبتوق فاضح للطمأنينة في أي مكان كان. أطفال يهرعون من ركن لآخر دون توقف، يبحثون عن شيء لا يعرفونه، يسألون عن كل ما يدور في خلدهم دون ورع (وين بدنا نسافر بابا؟ بدنا ناكل شاورما ماما؟ وين بيت حسونة جارنا بالحارة القديمة؟ إيمتى بدنا نرجع للبيت؟ تعبنا!.. الخ) من دون أن يكون لذويهم أي جواب على أسئلتهم تلك التي كانت بديهية وباتت عجائبية، في الزمن السوري الراهن. كل من في تلك الحديقة مرغم على احتراف الاستسلام والانتظار، ثمة من ينتظر مهرباً ليقله بقارب في عرض البحر، نحو أرض نجاة لا يعرفها. طيري يا طيارة كلمات. ثمة من ينتظر تحويلة مالية من ذويه الذين هاجروا منذ عقود نحو ثلوج الغرب، حوالة موعودة ربما لن تصل قط. ثمة من ينتظر بعض أفراد عائلته، الذين لجؤوا قبله لبلاد أخرى، وقرروا أخيراً الاجتماع هنا.
طيري يا طيارة فيروز
"أكتبي ما يضايقك أو يبكيك على ورق الطيارة" و عندما أعترضت زهراء "لكن القلم مقصوف…. لا يكتب" قال ببساطة "هذا هو المقصود….. إذا كتبت بقلم له سن، فكيف تتخلصين من الضيق و الحزن….
طيري يا طياره كلمات
أفضل سنين حياتك هي التي تقرر أن مشاكلك من صنعك " -ألبرت أليس
تحكي د. أماني العشماوي هذه المرة عن زهراء ذات تسع سنوات التي أنتقلت للعيش مع ابن عم أبيها في الإسكندرية بعد موت أمها و أبيها و تتحدث زهراء عن نفسها فتقول "كنت أبكي طوال الأسبوع…لم أكن أبكي كل الوقت.
ثمة من ينتظر فرجاً غير معلوم، وثمة من ينتظر أن تتحسن الأوضاع في بلدته التي كانت، حالماً بعودة ميمونة. وثمة من ينتظر الليل ليستلقي ببدنه المتعب على أحد المقاعد، حينما تفرغ الحديقة ولو قليلاً. وثمة من ينتظر إشراقة الشمس، ليدفئ شيئاً من برودة جسده النحيل. وثمة من ينتظر صدفة جميلة، قد تجمعه مع حبيب سابق أو حبيبة، صدفة قد تخفف من وجع هذا الشريط البصري البائس. فظيعة هي الأشياء التي تركها هؤلاء السوريون خلفهم في البلاد. بيوت هُجرت، أحبة ودودون تُركوا بلا وداع لائق، أعمال ومهن لا يستطعون مزاولتها من جديد، قضى أصحابها أعمارهم ليمتهنوها، حتى باتت كل كينونتهم لا جزء منها فحسب، حدادون، نجارون، خياطون، فنيون، باعة جرائد، حلاقون وتجار. فيروز - طيري يا طيارة - اغاني فيلم بنت الحارس - video Dailymotion. تركوا أنماط عيشهم وألعابهم المفضلة، تلك التي يستحال أن تفصل من جديد، تركوا من يحبون ومن ينافسون ومن يغيرون منهم، وتركوا ذاكرة من أماكن وأحداث وشخصيات، ستبقى تؤلمهم طوال العمر، وكأنها ألم نخر دائم في الأضراس. سوريو حديقة أقصراي، لا يشغلهم أي سؤال سياسي أو معرفي أو اقتصادي أو فكري، لا عن البلاد ولا عن غيره، لا يتابعون حالة الطقس ولا أسعار العملات ولاأخبار السياسي، لا تحولات المسألة السورية ونقاشاتها في الساحة العالمية ولا حتى ظروف ذويهم الأقربون الذين كانوا، فقط يسيطر عليهم الوعي البدائي بأولوية البقاء على قيد الحياة، أما باقي الانشغالات، عن الحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان مثلاً، فقد باتت شيئاً من ترف زائف.