وقوله عز وجل: { قال هذه ناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم} (الشعراء:155). العنصر الثالث: تذكيرهم بما أنعم الله عليه من نعم، وما منَّ عليهم من مِنَن، جاء في ذلك قوله عز من قائل: { واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوأكم في الأرض تتخذون من سهولها قصورا وتنحتون الجبال بيوتا} (الأعراف:74). وقوله سبحانه: { هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها} (هود:61). العنصر الرابع: الإنكار عليهم لما هم عليه من فساد عريض وطغيان كبير، وإيثار للحياة الدنيا على الحياة الآخرة، نقرأ في ذلك قوله تعالى: { فاذكروا آلاء الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين} (الأعراف:74). وقوله سبحانه: { وكانوا ينحتون من الجبال بيوتا آمنين} (الحجر:82). وقوله عز وجل: { أتتركون في ما ها هنا آمنين * في جنات وعيون * وزروع ونخل طلعها هضيم * وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين} (الشعراء:146-149). وقوله عز من قائل: { يا قوم لم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة} (النمل:46). العنصر الخامس: موقف قوم صالح عليه السلام من دعوته نحا منحى السخرية والتكبر والاستعلاء في الأرض، وهو ما أشارت إليه الآيات التاليات: قوله سبحانه: { فعقروا الناقة وعتوا عن أمر ربهم وقالوا يا صالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين} (الأعراف:77).
- قوم صالح عليه السلام
- قوم صالح عليه السلام قبور
- قوم سيدنا صالح عليه السلام
قوم صالح عليه السلام
من هو النبي صالح عليه السلام وما قصته مع قوم ثمود. من هو النبي صالح عليه السلام وما قصته مع قوم ثمود؟ التعريف بنسب صالح في القرآن: لقد ذكر الله تعالى اسم نبيه صالح عليه السلام صراحةً في ستة مواضع في كتابه العزيز بشيءٍ من الأجمالِ، وبِدون الحديث عن نسب نبي الله صالح عليه السلام سوى أنه ذكر أنه من قبيلة ثمود فنَسبه إلى ثمود وقص قصته مع قومه بشيءٍ من التفصيل في ذلك. وهناك بعض الأدلة القرآنية التي أوردها الله عزّ وجل في كتابه العزيز التي تثبت نسبة نبي الله صالح عليه السلام إلى ثمود وأنه منهم كما أخبر بها الله تعالى، فقال في كتابه: " وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ۗ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ قَدْ جَاءَتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ ۖ هَٰذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً ۖ فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ ۖ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " الأعراف:73. وقد فسر أبو السعود قول الله عزّ جلاله "أخاهم صَالحاً" واخوه صالح عليه السلام لهم من حيث النسب. وقال تعالى: " وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ۚ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ " هود:61.
قوم صالح عليه السلام قبور
يا للكارثة.. كل شيء يا صالح إلا هذا. ما كنا نتوقع منك أن تعيب آلهتنا التي وجدنا آبائنا عاكفين عليها.. وهكذا يعجب القوم مما يدعوهم إليه. ويستنكرون ما هو واجب وحق، ويدهشون أن يدعوهم أخوهم صالح إلى عبادة الله وحده. لماذا؟ ما كان ذلك كله إلا لأن آبائهم كانوا يعبدون هذه الآلهة. معجزة صالح عليه السلام ورغم نصاعة دعوة صالح عليه الصلاة والسلام، فقد بدا واضحا أن قومه لن يصدقونه. كانوا يشكون في دعوته، واعتقدوا أنه مسحور، وطالبوه بمعجزة تثبت أنه رسول من الله إليهم. وشاءت إرادة الله أن تستجيب لطلبهم. وكان قوم ثمود ينحتون من الجبال بيوتا عظيمة. كانوا يستخدمون الصخر في البناء، وكانوا أقوياء قد فتح الله عليهم رزقهم من كل شيء. جاءوا بعد قوم عاد فسكنوا الأرض التي استعمروها. قول صالح لقومه حين طالبوه بمعجزة ليصدقوه وَيَا قَوْمِ هَـذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ (64) (هود) والآية هي المعجزة، ويقال إن الناقة كانت معجزة لأن صخرة بالجبل انشقت يوما وخرجت منها الناقة.. ولدت من غير الطريق المعروف للولادة. ويقال إنها كانت معجزة لأنها كانت تشرب المياه الموجودة في الآبار في يوم فلا تقترب بقية الحيوانات من المياه في هذا اليوم، وقيل إنها كانت معجزة لأنها كانت تدر لبنا يكفي لشرب الناس جميعا في هذا اليوم الذي تشرب فيه الماء فلا يبقى شيء للناس.
قوم سيدنا صالح عليه السلام
عدم ذكر نسب صالح في السنة: أن تذكر السنة النبوية المطهرة نسب نبي الله صالح عليه لا بشيء من الإجمال ولا بشيء من التفصيل، حتى أنه لم يذكر أي حديث صحيح في ذلك، وبعد المطالعة والبحث لم أجد سوى بعض الأحاديث الموضوعية التي تحدثت عن نسبة نبي الله صالح عليه السلام للعرب ولا أريد في هذه الرسالة أن استشهد بأحاديث موضوعة مكذوبة على النبي عليه الصلاة والسلام. ذكر نسب النبي صالح عليه السلام في كتب التاريخ: وأما عن ذكر نسب نبي الله صالح عليه السلام في كتب التاريخ فقد تحدث أهل التاريخ في نسبه عليه السلام بشيءٍ من التفصيل. لقد تحدث الطبري عن نسب الله صالح عليه السلام فقال: هو صالحٌ بن عبيد بن أسف ابن ماسخ بن عبيد بن خادِر بن ثمود بن جاثر بن إرم بن سام بن نوح. وقيل: هو صالح بن أسف بن كما شج بن إرم بن ثمود بن جاثر بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام. وقال ابن الأثير في نسب صالح عليه السلام: هو صالح بن عبيد بن أسف بن شامِج بن عبيد ابنُ جَارد بن ثمود. وقال ابن كثير في نسب صالح عليه السلام: عبد الله ورسوله صالح بن عبد بن ماسِخ بن عبيد بن حاجر بن ثمود بن عابر بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام السلام. تعريف ثمود وهم قوم نبي الله صالح عليه السلام: بعد إطلاعنا في كتاب الله تعالى فإننا نتحدث عن نسب قوم ثمود لم نعثر في كتاب الله سوى بعضُ آياتٍ تتحدث عنها عن نسب قوم ثمود بالتفصيل، ولكن أورد بعض الإشارات تتكلم عن قوم ثمود، فقال تعالى: " وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ۚ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ " هود:61.
ويقال إنها كانت معجزة لأنها كانت تشرب المياه
الموجودة في الآبار في يوم فلا تقترب بقية الحيوانات من المياه في هذا اليوم،
وقيل إنها كانت معجزة لأنها كانت تدر لبنا يكفي لشرب الناس جميعا في هذا
اليوم الذي تشرب فيه الماء فلا يبقى شيء للناس. كانت هذه الناقة معجزة، وصفها
الله سبحانه وتعالى بقوله:
( نَاقَةُ
اللّهِ)
أضافها
لنفسه سبحانه بمعنى أنها ليست ناقة عادية وإنما هي معجزة من الله. وأصدر الله
أمره إلى صالح أن يأمر قومه بعدم المساس بالناقة أو إيذائها أو قتلها، أمرهم
أن يتركوها تأكل في أرض الله، وألا يمسوها بسوء، وحذرهم أنهم إذا مدوا أيديهم
بالأذى للناقة فسوف يأخذهم عذاب قريب. في البداية تعاظمت دهشة ثمود حين
ولدت الناقة من صخور الجبل.. كانت ناقة مباركة. كان لبنها يكفي آلاف الرجال
والنساء والأطفال. كان واضحا إنها ليست مجرد ناقة عادية، وإنما هي آية من
الله. وعاشت الناقة بين قوم صالح، آمن منهم من آمن وبقي أغلبهم على العناد
والكفر. وذلك لأن الكفار عندما يطلبون من نبيهم آية، ليس لأنهم يريدون التأكد
من صدقه والإيمان به، وإنما لتحديه وإظهار عجزه أمام البشر. لكن الله كان
يخذلهم بتأييد أنبياءه بمعجزات من عنده.
وقوله تعالى: { قالوا يا صالح قد كنت فينا مرجوا قبل هذا أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا وإننا لفي شك مما تدعونا إليه مريب} (هود:62). وقوله سبحانه: { وآتيناهم آياتنا فكانوا عنها معرضين} (الحجر:81). وقوله عز وجل: { قالوا إنما أنت من المسحرين * ما أنت إلا بشر مثلنا فأت بآية إن كنت من الصادقين} (الشعراء:153-154). وقوله عز من قائل: { قالوا اطيرنا بك وبمن معك} (النمل:47). وقوله تعالى: { فقالوا أبشرا منا واحدا نتبعه إنا إذا لفي ضلال وسعر * أؤلقي الذكر عليه من بيننا بل هو كذاب أشر} (القمر:24-25). العنصر السادس: بيان عاقبة المعرضين عن دعوة الله، والمنكرين لها، وعاقبة المستجيبين لها، والمنقادين لأمرها، وهو ما عبرت عنه الآيات الآتية: قوله تعالى: { فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين} (الأعراف:78). { وأخذ الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين * كأن لم يغنوا فيها ألا إن ثمود كفروا ربهم ألا بعدا لثمود} (هود:67-68). وقوله سبحانه: { فأخذتهم الصيحة مصبحين} (الحجر:83). وقوله عز وجل: { فلما جاء أمرنا نجينا صالحا والذين آمنوا معه برحمة منا ومن خزي يومئذ} (هود:66). وقوله تعالى: { فأخذهم العذاب إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين} (الشعراء:158).