إنه التحديد القرآني للعدل بين الزّوجات، في ما يريده الله في قوله تعالى: { وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُمْ مِّنَ النِّسَآءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ}[النساء: 3]. العدل بين الزّوجات!
المَبحَثُ الخامِسُ: العَدلُ بينَ الزَّوجاتِ في النَّفَقةِ والكِسوةِ - الموسوعة الفقهية - الدرر السنية
لا يؤاخذ الله الشخص بما لا يملك: مثل الحب والميل القلبي ، والوطء ، ولكن بشرط ألا يتعمد هذا بحجة أنه لا يملك ، فالله تعالى يعلم ما يخفي في صدره ، وإن كذب على زوجاته ونفسه فلن يتمكن من الكذب على الله تعالى ، فالوطء واجب بقدر حاجة الزوجة. للمزيد يمكنك قراءة: اذكار العين والحسد والحفظ
فوائد تعدد الزوجات:
إن لتعدد الزوجات فوائد كثيرة منها تقليل أعداد العوانس ممن فاتهن القطار. ومن فوائد تعدد الزوجات أيضاً تقليل أعداد المطلقات ، بالإضافة لحمايتهن من نظرة المجتمع أولاً ومن الحاجة والعازة ثانياً. ومن فوائد تعدد الزوجات أيضاً تقليل أعداد الأرامل ، وهذا الأمر يدخل فيه ثواب كفالة يتيم إذا وجد أطفال. ثواب كبير في الدنيا وفي الآخرة ، وبالخصوص لو التزم الزوج طاعة الله سبحانه وتعالى وجعل مخافته جل وعلا نصب عينيه ، وعدل بين زوجاته. حكم العدل بين الزوجات:
إن حكم العدل بين الزوجات في الإسلام واجب وفرض على الزوج ، وتوعد الله عز وجل من لا يعدل بين زوجاته بوعيد شديد ، وذلك استناداً لما رواه أبي هريرة رضي الله تعالى عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: (من كانت له امرأتان ، يميل مع إحداهما على الأخرى ، جاء يوم القيامة وأحد شفته ساقط) ، وهذا الحديث الشريف دليل قطعي على حرمة الميل لزوجة على حساب زوجة أخرى.
العدل بين الزوجات - الطير الأبابيل
[٢]
القدرة: فيجب أن يكون الرجل مقتدر من الناحية الماليَّة والجنسية. العدل: فيجب العدل بين النِّساء فيما يقدر عليه الرجل، ودليل ذلك قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "اللَّهمَّ هذا قَسمي فيما أملِكُ، فلا تلُمْني فيما تملِكُ ولا أملِكُ". [٥]
تحريم الجمع: وذلك بعدم الجمع بين النساء اللواتي يحرم على الرجل الجمع بينهنّْ، مثل: الأختين والمرأة وعمتها أو المرأة وخالتها سواء أكان ذلك من نسبٍ أو رضاعة. مفهوم العدل بين الزوجات
يُعدُّ العدل شرطًا من شروط التعدد، ومفهوم العدل بين الزوجات هو ما كان مقدورًا عليه، ويستطيع الرجل تحقيقه، وقد وعد الله -عزَّ وجلَّ- من فرَّط بهذا الشرط بالعذاب الشديد يوم القيامة ، [٤] ودليل ذلك قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "من كان له امرأتانِ، يميلُ لإحداهُما على الأُخرى، جاء يومَ القيامةِ، أحدُ شقيْهِ مائلٌ" ، [٦] والعدل بين الزوجات على نوعين، هما: [٧]
العدل بين الزوجات في النفقة والمبيت: وهذا النوع من العدل واجبٌ على الرجل؛ لأنَّه قادرٌ على تحقيقه وهو العدل الذي دلَّ عليه قوله تعالى: {فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً}. [٢]
العدل بين الزوجات في المحبَّة: وهذا النوع من العدل غير مكلفٌ به الزوج؛ حيث إنَّه لا يقدر عليه، ويجوز للرجل التعدد وإن لم يستطع تحقيق المحبة المتساوية بينهن، ولو لم يقدر على عدم الميل إلى واحدة دون الأخرى، بشرط أن لا يؤثر ذلك على التصرفات الخارجية، والعدل بمعناه الأول، ودلَّ على ذلك قول الله تعالى: {وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ}.
كيفية العدل بين الزوجات وفوائد تعدد الزوجات
ويضيف: لقد أباحت الشريعة الإسلامية التعدد لفوائده الكثيرة والعظيمة، بل إن إلغاء تعدد الزوجات يكون السبب في العديد من الكوارث والنكبات في المجتمعات، أما ما يثار من أن الزواج بأكثر من امرأة يجلب المشاكل ويكثر القلاقل فهذا أمر عار عن الصحة، فالرجل العاقل المؤمن المتتبع لكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم يعلم علم اليقين كيف يعدل بين زوجاته. كما ينصح الشيخ علي أبوسنة كل زوج أن يدرك قبل الإقدام على الزواج بزوجة ثانية أن العدل أساس التعدد، وأن الوعيد الشديد لمن كانت عنده امرأتان فلم يعدل بينهما، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كانت له امرأتان يميل مع إحداهما على الأخرى جاء يوم القيامة وأحد شقيه ساقط. وها يؤكد أنه يحرم ميل الزوج لإحدى زوجاته ميلا يكون معه بخس لحق الأخريات إلا أن يسمحن بذلك. الميل القلبي د. عبدالصبور شاهين المفكر الإسلامي والأستاذ في جامعة القاهرة يضم صوته إلى صوت الشيخ علي أبوالحسن في أن العدل بين الزوجات واجب على الزوج الذي يريد أن يتزوج بأكثر من امرأة، لكنه يرى أن العدل بين النساء عدلا مطلقا غير مستطاع فيتجاوز في القليل من الميل ولا يتجاوز عن الميل الواضح الكبير.
مفهوم العدل بين الزوجات - سطور
[٨]
المراجع [+] ↑ "تعدد الزوجات وأحكامه" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 8-1-2020. بتصرّف. ^ أ ب ت سورة النساء، آية: 3. ↑ "حكم تعدد الزوجات" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 8-1-2020. بتصرّف. ^ أ ب "تعدد الزوجات" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 8-1-2020. بتصرّف. ↑ رواه ابن الملقِّن، في البدر المنير، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 8/38، حديث صحيح. ↑ رواه الألباني، في صحيح النَّسائي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3952، حديث صحيح. ↑ "المقصود بالعدل بين الزوجات" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 8-1-2020. بتصرّف. ↑ سورة النِّساء، آية: 129.
أما بخصوص ما ذكرت من منع الزوج لك من الإنجاب فهذا لا يجوز له ولو كان ذلك بالعزل عنك أو نحو ذلك من الأمور المانعة للحمل، وذلك لحقك في الولد، قال صاحب كشاف القناع: ويحرم العزل عن الحرة إلا بإذنها؛ لما روي عن عمر قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعزل عن الحرة إلا بإذنها. رواه أحمد وابن ماجه ، لأن لها في الولد حقا، وعليها من العزل ضرر فلم يجز إلا بإذنها. انتهى. وعلى العموم فإننا ننصح السائلة بمحاولة التفاهم مع زوجها في حل هذه المسائل، فإن حصل التراضي بما يحفظ حقوقها فهذا حسن، وإلا فإن رأت الرجل متماديا على منعها من الإنجاب ويفضل عليها ضرتها فيما تحتاج إليه من نفقة وكسوة أو نحوهما فلها طلب الطلاق منه، فإن وافق فبها ونعمت، وإن رفض إلا في مقابل مبلغ من المال جاز لها ذلك، وذلك هو الخلع المعروف. وإن حصل الطلاق فليس لك حقوق على زوجك إلا إذا بقى في ذمته شيء من الصداق ولم تخالعيه به، أو كان الطلاق رجعياً فتجب لك النفقة والكسوة والسكن ما دمت في عدته، أما إن كان الطلاق بائناً فليس لك شيء من النفقة وتوابعها؛ إلا إذا كنت حاملاً فلك ذلك حتى تضعين حملك. وننبه إلى أن مثل هذه القضايا ينبغي حله عن طريق المحاكم الشرعية لأنها أكثر تمكناً من الاستماع إلى أطرافه كلهم ومعرفة ملابساته، إضافة إلى كون المحاكم هي صاحبة الاختصاص.
ويقول: العدل المطلوب فيما يستطاع، وحدده العلماء بالنفقة والمبيت، حتى لو كان المبيت بغير اتصال جنسي، فهذا الأمر تتحكم فيه ظروف متعددة، أما الحب القلبي فلا يجب العدل فيه وهذا لما جاء في الحديث الشريف: اللهم هذا قسمي فيما أملك، فلا تؤاخذني فيما تملك ولا أملك وهذا لأنه كان يحب عائشة رضي الله عنها أكثر من غيرها، لكنه لا يظلم الأخريات في المبيت والنفقة. ويؤكد د. عبدالصبور شاهين أنه يجب على كل زوج له أكثر من زوجة أن يتخذ من رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، فقد حافظ النبي صلى الله عليه وسلم على هذا العدل حتى في أيام مرضه الذي توفي فيه وأخرج البخاري ومسلم أنه كان يلاقي ألما في جولاته على نسائه وكان سأل عن صاحبة الليلة المقبلة، اشتياقا لنوبة عائشة، فعرفت زوجاته ذلك فأذنّ له أن يمرّض في بيت عائشة. ويضيف: وكان النبي إذا اجتمع معهن في بيت صاحبة النوبة لا يولي اهتماما بغيرها أو يعمل شيئا يدخل الغيرة عليها، فليكن في هذا عبرة للذين لا يعدلون مع زوجاتهم، فذلك ظلم له أثره السيئ على الأولاد والأسرة بوجه عام. ويشدد د. شاهين على ضرورة أن يكون الزوج الذي يتزوج أكثر من امرأة لديه المقدرة المادية بأن يستطيع أن يوفر لها المعيشة الكريمة، وأن تتوافر فيه المقدرة الصحيحة والأدبية بأن يوفر لها الإمتاع المناسب لسنها وحالتها حتى لا تسلك طريق الفاحشة.