وانتفع الناس بدعوة الشيخ إلى السنة، فانكسرت شوكة المبتدعة في تلك الديار، وتخرج على يد الشيخ العديد من طلبة العلم الذين نفع الله بهم، ولكن مع كبير النفع الذي قدمته هذه المدرسة بقيت عليها مآخذ وملاحظات من حيث اهتمامها بجانب علمي واحد وهو دراسة الحديث سنداً، وإغفالها لدراسة متنه وما يتعلق به من الأحكام، كما أن مدرسة الشيخ رحمه الله مع اهتمامها بعلوم اللغة العربية كالنحو والصرف فرطت في دراسة الفقه والأصول، فلم تول كتب الفقه والأصول أي عناية أو اهتمام، مما أدى بكثير من خريجي هذه المدرسة إلى سلوك مسلك سطحي في التعامل مع النصوص وظاهرية غير مرضية. وعلى كلٍّ فهناك كتب ترجمت للشيخ مقبل رحمه الله، وكتبت عن مدرسته وآثارها الحميدة، ودونت ما عليها من مآخذ وملاحظات فيحسن الرجوع إليها، ومنها كتاب: الشيخ مقبل الوادعي آراؤه العلمية والدعوية دراسة ونقد- للشيخ محمد العامري البيضان حفظه الله. والله أعلم.
ترجمة مختصرة للشيخ مقبل الوادعي : المقالات : شبكة الدين القيم
و على هذا الشيخ العثيمين رحمه الله سئل عن قول الرجل صدفة فقال لا بأس بها.
وبعد افتتاح معهد الحرم شارك الشيخ في ا لاختبارات ا لمقررة للدخول إلى المعهد فنجح وأصبح يدرس ب ه ف مكث ف يه ست سنين ، وكان رحمه الله إلى جانب ذ لك يحضر دروس العلماء بالحرم المكي ، وبعد مضي سنين الدراسة بالمعهد ا لتحق الشيخ بالجامعة الإسلامية ب المدينة ف درس بكلية الدعوة ا نتظاما و بكلية الشريعة انتسابا ، وكان الشيخ يستغل أوقاته في حضور د روس أه ل العلم في الحرم المكي ف تخرج بشهادتين من كلتا الكليتين ، ثم تابع دراسته العليا لينال درجة ا لماجستير في علوم الحديث من الجامعة ا لإسلامية ، و ذلك ب تحقيقه ل كتابي الإلزامات والتتبع للدارقطني رحمه الله. ( وبعدها أراد الشيخ تحضير رسالة الدكتوراه لولا ما قدر الله من أنواع الابتلاءات التي حالت بينه وبين ما أراد ، انظر مجموع فتاوى الوادعي ، ص(14))
و ب عدها عاد رحمه الله إلى بلاده " فقام بالدعوة السلفية في اليمن خير قيام ، وأنشأ مدرسة علمية سلفية بدماج سماها بدار الحديث يفد إليها طلاب العلم من أنحاء اليمن ، بل من بلدان كثيرة ، عربية ، وإسلامية ، و أوروبية ، وأمريكية. وتخرج على يديه علماء أ نشئوا مدارس في عدد من مناطق اليمن ، نفع الله بهم كثيراً والدعوة السلفية عندهم قوية ، و مدارسهم تمثل مدارس السلف في النـزاهة ، و العفة ، والزهد في الدنيا متوكلين هم وطلابهم الكثيرون على الله ، و لا يدنسون أنفسهم ، وأيديهم بأخذ الأموال من المؤسسات الحزبية ، لأنهم يدركون أهداف هذه المؤسسات ، ومنها صرف من يستطيعون صرفه عن منهج السلف أهل الحديث ، والسنة وربطهم ب رؤوس الأحزاب الضالة ومناهجهم ، و سن لهم هذه السنة الحسنة ذلكم الجبل النـزيه العفيف الزاهد ا لشيخ مقبل بن هادي الوادعي الذي يذكرنا بسيرة السلف ا لصالح ولاسيما الإمام أحمد رحمه الله ".