[٤] نزلت الآيات في الوليد بن مغيرة عندما اتفق مع زعماء قريش على القول بأن النبي ساحر، وقد كان الوليد يسمى بالوحيد؛ لتميّزه بخصاله، وقد جعل الله له مالاً كثيراً، وعدداً من الأولاد الذين يؤنسونه، وجعل له في قومه مكانة خاصة، ثم بعد هذا يطمع بالمزيد من النعم؟! فينفي الله عنه الزيادة؛ لشدة عناده ومخالفته لآيات الله. فسيعجل له العذاب في الدنيا، ويتغيّر حاله، ويكون له ضعف العذاب بالآخرة، ثم كانت الآيات في موضع الدعاء عليه بالقتل؛ لما كان منه من مكر وحيلة، وطول تفكير وتدبير بما يسوء النبي، حتى استقر على قول أن القرآن سحر من الأقدمين، وأنه كلام البشر.
سورة المدثر | بصوت المقرئ - مشاري العفاسي - Youtube
وأيا ما كان السبب والمناسبة فقد تضمنت هذه السورة في مطلعها ذلك النداء العلوي بانتداب النبي [ صلى الله عليه وسلم] لهذا الأمر الجلل ؛ وانتزاعه من النوم والتدثر والدفء إلى الجهاد والكفاح والمشقة: ( يا أيها المدثر. قم فأنذر).. مع توجيهه [ صلى الله عليه وسلم] إلى التهيؤ لهذا الأمر العظيم ، والاستعانة عليه بهذا الذي وجهه الله إليه: ( وربك فكبر. والرجز فاهجر. ولا تمنن تستكثر. وكان ختام التوجيه هنا بالصبر كما كان هناك في سورة المزمل! وتضمنت السورة بعد هذا تهديدا ووعيدا للمكذبين بالآخرة ، وبحرب الله المباشرة ، كما تضمنت سورة المزمل سواء: ( فإذا نقر في الناقور ، فذلك يومئذ يوم عسير ، على الكافرين غير يسير. قران سورة المدثر مكرر. ذرني ومن خلقت وحيدا. وجعلت له مالا ممدودا ، وبنين شهودا ، ومهدت له تمهيدا ، ثم يطمع أن أزيد. كلا! إنه كان لآياتنا عنيدا. سأرهقه صعودا).. وتعين سورة المدثر أحد المكذبين بصفته ، وترسم مشهدا من مشاهد كيده - على نحو ما ورد في سورة القلم ، وربما كان الشخص المعني هنا وهناك واحدا ، قيل: إنه الوليد بن المغيرة - [ كما سيأتي تفصيل الروايات عند مواجهة النص] وتذكر سبب حرب الله سبحانه وتعالى له: ( إنه فكر وقدر.
سورة المدثر كاملة - قرآن كريم مجود - Quraan -Surah Al Modather - Youtube
شكرا لدعمكم
تم تأسيس موقع سورة قرآن كبادرة متواضعة بهدف خدمة الكتاب العزيز و السنة المطهرة و الاهتمام بطلاب العلم و تيسير العلوم الشرعية على منهاج الكتاب و السنة, وإننا سعيدون بدعمكم لنا و نقدّر حرصكم على استمرارنا و نسأل الله تعالى أن يتقبل منا و يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم. تحميل المصحف الشريف
فأنزل الله تعالى: ( يا أيها المدثر. وربك فكبر. وثيابك فطهر. والرجز فاهجر ، ولا تمنن تستكثر. ولربك فاصبر).. وتكاد تكون هذه الرواية هي ذاتها التي رويت عن سورة " المزمل ".. قران سوره المدثر من 31من 56. مما يجعلنا لا نستطيع الجزم بشيء عن أيتهما هي التي نزلت أولا. والتي نزلت بهذه المناسبة أو تلك. غير أن النظر في النص القرآني ذاته يوحي بأن مطلع هذه السورة إلى قوله تعالى: ( ولربك فاصبر) ربما يكون قد نزل مبكرا في أوائل أيام الدعوة. شأنه شأن مطلع سورة المزمل إلى قوله تعالى: ( واذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلا ، رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا).. وهذا وذلك لإعداد نفس الرسول [ صلى الله عليه وسلم] للنهوض بالتبعة الكبرى ، ومواجهة قريش بعد ذلك بالدعوة جهارا وكافة ، مما سيترتب عليه مشاق كثيرة متنوعة ، تحتاج مواجهتها إلى إعداد نفسي سابق.. ويكون ما تلا ذلك في سورة المدثر ، وما تلا هذا في سورة المزمل ، قد نزلا بعد فترة بمناسبة تكذيب القوم وعنادهم ، وإيذائهم للنبي [ صلى الله عليه وسلم] بالاتهام الكاذب والكيد اللئيم. إلا أن هذا الاحتمال لا ينفي الاحتمال الآخر ، وهو أن يكون كل من المطلعين قد نزل متصلا بما تلاه في هذه السورة وفي تلك ، بمناسبة واحدة ، هي التكذيب ، واغتمام رسول الله [ صلى الله عليه وسلم] للكيد الذي كادته قريش ودبرته.. ويكون الشأن في السورتين هو الشأن في سورة القلم على النحو الذي بيناه هناك.