وقد وردت أحاديث صحيحة توضح جانبا من صلاة النوافل التي كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يواظب على أدائها قبل صلاة الفرائض الخمس أو بعدها، ففي صلاة الفجر كان عليه الصلاة والسلام يحافظ على صلاة ركعتين قبلها، وقد قالت عائشة رضي الله عنها: «لم يكن رسول الله على شيء من النوافل أشد معاهدة - أي مواظبة - من الركعتين قبل الصبح». وفي صلاة الظهر كان رسول الله يصلي نوافل قبلها وبعدها، وقد قالت أم حبيبة - زوج الرسول: سمعت رسول الله يقول: «ما من عبد مسلم يصلي لله كل يوم اثنتي عشرة ركعة تطوعا غير الفريضة إلا بنى الله له بيتا في الجنة». ثم قالت: «فما برحت أصليهن بعد». أي ما زلت أواظب عليهن بعد سماعي هذا الحديث. وجاء في كتب السنة أنه - صلى الله عليه وسلم - حدد هذه الركعات فقال: «أربعا قبل الظهر، وركعتين بعد الظهر، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء، وركعتين قبل صلاة الفجر». كيفية قيام الليل وعدد ركعات صلاة الليل وأفضل أوقاتها - تريندات. وفي حديث عن ابن عمر رواه البخاري ومسلم قال: حفظت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشر ركعات - أي من صلاة النوافل لمواظبته عليها - ركعتين قبل الظهر، وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء، وركعتين قبل صلاة الصبح«.
كيفية قيام الليل وعدد ركعات صلاة الليل وأفضل أوقاتها - تريندات
[٦]
كيفية صلاة الاستخارة
لا تختلف صلاة الاستخارة عن أيّ صلاةٍ أخرى إلّا بالدعاء الذي يُردّد إمّا في السجود أو بعد التشهّد الأخير قبل السلام من الصلاة، أو بعد السلام من الصلاة، وهو مذهب الجمهور، [٤] وتجوز القراءة في الركعتين بما تيسّر من آيات القرآن الكريم بعد سورة الفاتحة، إلّا أنّه يُسنُّ للمستخير أن يقرأ في الركعة الأولى بعد سورة الفاتحة سورة الكافرون، وفي الركعة الثانية بعد سورة الفاتحة سورة الإخلاص، ثمّ يسلّم عن يمينه وشماله، ثمّ يردّد دعاء الاستخارة الثابت عن النبيّ صلى الله عليه وسلم. [٧]
وقت صلاة الاستخارة
اتّفق العلماء على أنّ صلاة الاستخارة تؤدّى في أيّ وقتٍ من اليوم إلّا في الأوقات المنهي عن الصلاة فيها، [٤] وهي: من بعد صلاة الفجر إلى ما بعد شروق الشمس بربع ساعةٍ تقريبًا، وقبل رفع أذان الظُهر بربع ساعةٍ تقريبًا، ومن بعد صلاة العصر إلى رفع أذان المغرب. [٨]
نتيجة صلاة الاستخارة
لا تتوقّف نتيجة صلاة الاستخارة على أمرٍ ما؛ كالرؤيا، والمنامات أو راحة الصدر، أو غيرها، بل على المُسلم بعد أداء صلاة الاستخارة والأخذ بالأسباب واستشارة أهل المشورة والتوكّل على الله، وأن يمضيَ في الأمر الذي يُريده؛ فإن كان خيرًا وفّقه الله تعالى له، ويَسَّره وأعانه عليه، حتّى لو حدثت بعض المشاكل اليسيرة التي يمكن تجاوزها، ولا يعني ذلك أنّ في هذا الأمر شرّاً، وإن لم يكن فيه خيرٌ صرفه الله -تعالى- عنه؛ ولذلك المعول عليه في الاستخارة التيسير أو التعسير والمشقة في الأمر.
ففي هذه الآية معنى عظيم، حيث يظن البعض أن هذا الأمر فيه الخير، ولكن يكون فيه الشر وأنت لا تعلم، وكذلك العكس تظن أن هذا الأمر شرًا وهو فيه كل الخير. فإذا كانت النتيجة أمامك متوقعة، فلا بد أن تستخير الله تعالى، فهذا يزيد من الإيمان وأنك تفوض الله في أمور حياتك الصغيرة والكبيرة. كما أدعوك للتعرف على: متى يقال دعاء الاستخارة قبل أو بعد السلام ؟
كيف أعرف نتيجة الاستخارة؟
عندما تقبل على الله وتصلي هذه الصلاة، فيمكنك بعد ذلك أن تفعل هذا الأمر، طالما سألت ودرست الموضوع جيدًا، وتأكدت أنه لا يتعارض مع أحكام الدين، بل وفيه مصلحة. فلا تنتظر رؤية تأتي لك في المنام أو تشعر بشعور في الصدر كم يظن الكثير، بل ويسألوا هل يجب النوم بعد صلاة الاستخارة، وسوف تأتي رسالة للشخص في المنام، فهذا مفهوم خطأ. فيمكن أن يرى رؤية أو لم يراها، وكذلك قد يشعر باطمئنان وانشراح الصدر وقد لا يشعر. هل للاستخارة وقت معين؟
فالجدير بالذكر أن لم يرد وقت معين لأداء هذه الصلاة، فيستطيع الإنسان أن يتحرى أوقات استجابة الدعاء وهي: ما بين الأذان والإقامة، عند الثلث الأخير من الليل، ليلة القدر وهكذا. وقد سئل أيضًا على أنه هل يجوز أن تصلى صلاة الاستخارة في أوقات النهي؟ فقد اختلف العلماء في ذلك الأمر.