يقول الإمام السعدى فى تفسيره «وكذلك اتبع اليهودُ السحرَ الذى أُنزل على الملَكين، الكائنين بأرض «بابل»، من أرض العراق، أنزل عليهما السحر، امتحانًا وابتلاءً من الله لعباده، فيعلمانهما السحر. «وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى» ينصحاه، و«يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ» أى: لا تتعلم السحر فإنه كفر، فينهيانه عن السحر، ويخبرانه عن مرتبته. فتعليم الشياطين للسحر على وجه التدليس، والإضلال، ونسبته، وترويجه، إلى مَن برَّأه الله منه، وهو سليمان عليه السلام، وتعليم الملكين امتحانًا مع نصحهما: لئلاً يكون لهما حجة. تفسير قوله تعالى : (( وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت... -الشيخ محمد بن صالح العثيمين - YouTube. فهؤلاء اليهود يتبعون السحر الذى تُعلِّمه الشياطين، والسحر الذى يعلمه الملكان، فتركوا علم الأنبياء والمرسلين، وأقبلوا على علم الشياطين، وكل يصبو إلى ما يناسبه. بينما قال الإمام ابن كثير عنهما:
وقد روى فى قصة «هاروت وماروت» عن جماعة من التابعين، كمجاهد، والسدى، والحسن البصرى، وقتادة، وأبى العالية، والزهرى، والربيع بن أنس، ومقاتل بن حيان، وغيرهم، وقصها خلق من المفسرين، من المتقدمين والمتأخرين، وحاصلها راجع فى تفصيلها إلى أخبار بنى إسرائيل، إذ ليس فيها حديث مرفوع صحيح متصل الإسناد إلى الصادق المصدوق المعصوم الذى لا ينطق عن الهوى، وظاهر سياق القرآن: إجمال القصة من غير بسط، ولا إطناب فيها، فنحن نؤمن بما ورد فى القرآن، على ما أراده الله تعالى، والله أعلم بحقيقة الحال.
وما أنزل على الملكين ببابل
* وقد اختار اليهود الاشتغال بالسحر ، واستبدلوه بكتاب الله وآياته المنزلة فى القرآن والتوراة ، وصدق القرآن المنزل عليه من رب العالمين.. ولبئس البديل الذى اختاروه وفضلوه على الإيمان وهو السحر.. قصة الملكين هاروت و ماروت - ثقف نفسك. ولو انهم آمنوا واتقوا ، لكان خيرا لهم..
مــــلاحــظـــه: إن ورد غير ذلك في شأن هذه القصة فلا يبعد أن يكون من الروايات الإسرائيلية. سبب نزول الآية الكريمة:
سبب ذكر قصة ''هاروت وماروت'' فى القرآن الكريم ، أن يهود المدينة كانوا لا يسألون النبى ''محمد'' صلى الله عليه وسلم عن شىء من التوراة ، إلا أجابهم عنه
* فسألوه عن السحر ، فأنزل الله تعالى هذه القصة
* وقال بعضهم أنه لما ذكر نبى الله ''سليمان'' عليه السلام فى القرآن
* قالت يهود المدينة: ألا تعجبون لـ''محمد'' يزعم ان ابن ''داوود'' كان نبيا ؟! والله ما كان إلا ساحرا فأنزل الله هذه الآية ليكذب أقوالهم وليبرأ رسوله الكريم سليمان بن داوود عليهما السلام مما ينسبون إليه
المصدر: تفسير ابن كثير وتفسير القرطبي
تــابعوا معانا باقي قصص القرأن الكريم في شهر رمضان ^___^
كتب سحر هاروت وماروت - مكتبة نور
قصة هاروت وماروت عندما نبذ اليهود كتابهم واتجهوا إلى السحر والشعوذة في زمن الملك سليمان عليه السلام، كانتِ الشياطين التي تعاونهم على السحر تصعدُ إلى الفضاءِ فتصلُ إلى السحابِ والغمام لتسترق السمعَ وتنقل أخبار الملائكة وأحاديثهم إلى كهنَتهم الكافرين، الذين يزعمون بأنهم يعلمون الغيبَ ويُخبرونهم بالمستقبل، ثمّ يقوم الكهنة بإدخال الكذبَ في أخبارهم وتدوينها في كتب حتى صاروا يقرؤونها ويعلّمونها للناس، الذين ظنوا أنّ الجن والشياطين تعلم الغيب، فصاروا يقولون أنّ علم سليمان أيضاً لم يكتمل إلا بمساندتهم. أنزل الله الملكين هاروت وماروت ليُعلما الناس السحر، لغايات أهمّها: كسر احتكار الكهنة لهذا العلم. ابتلاء من الله. التمييز بين السحر والمعجزة. وما أنزل على الملكين ببابل. معرفة الفرق بين كلام الأنبياء عليهم السلام وكلام السحرة. لم يُعلِّم هاروت وماروت أحداً علمهم إلا نصحاه، وقالا له: إنّنا ابتلاء من الله، وأنّ من تعلم علمنا واعتقده وعمل به فهو كافر، ومن تعلَّمه ولم يمارسه فتوفى، ثابتاً على الإيمان جزاه الله بصبره عن المعصية، فتعلّم الناس السحر من هاروت وماروت، وكان مما فيه القدرة على التفريق بين الزوجين بإذن الله، باستخدام السحر، وتسخير السحر للإضرار بالناس.
قصة الملكين هاروت و ماروت - ثقف نفسك
(وَاتَّبَعُوا): أي اليهود، قيل: من كان في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقيل: من كان في زمن سليمان، وابن جرير جمع بين المعنيين. • ومعنى اتبعوا: قيل: فعلوا واختاره ابن جرير، وقيل: من الاتباع المعروف. (مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ) (ما) هنا موصولة، أي: الذي تتلوه الشياطين، وفي معنى (تتلوا) قولان: قيل: من التلاوة، أي تحدّث وتخبر به وتقصه، وقيل: تتّبع وتعمل به. (هذا يتلوا هذا أي يتبعه). • فابتلي هؤلاء اليهود عقوبة لهم على نبذ كتاب الله، باتباع ما تتلوا الشياطين، وهكذا من ترك الحق مع علمه به، ابتلي وعوقب باتباع الباطل، كما قال تعالى (وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ) وقال تعالى (فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ) ، وقال تعالى (كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ). قوله تعالى (الشَّيَاطِينُ) المراد بالشياطين هنا شياطين الجن، وهذا هو المفهوم من هذه الآية. (عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ) أي: على عهد ملك سليمان، وقيل (على) بمعنى (في) أي: في ملك سليمان أي: في قصصه وصفاته وأخباره.
تفسير قوله تعالى : (( وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت... -الشيخ محمد بن صالح العثيمين - Youtube
السؤال:
فضيلة الشيخ!
اختار اليهود الانشغال بالسحر، ولبئس ما اختاروا بديلاً لكتاب الله الحق، وفضَلوه على الايمان، ولو أنّهم آمنوا لكان خيراً لهم، أمّا سبب نزول الآية وذكر هاروت وماروت، أنّ يهود المدينة لم يسألوا الرسول محمد صلّى الله عليه وسلم عن أمرٍ إلّا وأجابهم عليه، ولما سألوه عن السحر، أنزل الله تعالى هذه الآيات ليخبرهم القصة. إنّ الله أنزل هذين الملكين ليفرّق الناس بين الحق الذي جاء سليمان وأتمه الله بما أملكه لسليمان، وبين الباطل الذي جاء به الكهنة من سحر وشعوذة، ليفرقوا بين المعجزة والسحر.