أساس كل خير أن تعلم أن ما شاء الله كان, وما لم يشأ لم يكن. فتتيقن حينئذ أن الحسنات من نعمه, فتشكره عليها, وتتضرّع إليه أن لا يقطعها عنك, وأن السيئات من خذلانه وعقوبته, فتبتهل إليه أن يحول بينك وبينها, ولا يكلك في فعل الحسنات وترك السيئات إلى نفسك. وقد أجمع العارفون على أن كل خير فأصله بتوفيق الله للعبد, وكل شر فأصله خذلانه لعبده, وأجمعوا أن التوفيق أن لا يكلك الله إلى نفسك, وأن الخذلان هو أن يخلي بينك وبين نفسك, فإذا كان كل خير فأصله التوفيق, وهو بيد الله لا بيد العبد, فمفتاحه الدعاء والافتقار وصدق اللجأ والرغبة والرهبة إليه. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الأعراف - الآية 12. فمتى أعطى العبد هذا المفتاح فقد أراد أن يفتح له, ومتى أضلّه عن المفتاح بقي باب الخير مرتجا دونه. قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إني لا أحمل هم الإجابة, ولكن هم الدعاء, فإذا ألهمت الدعاء فإن الإجابة معه. وعلى قدر نية العبد وهمته ومراده ورغبته في ذلك يكون توفيقه سبحانه وإعانته. فالمعونة من الله تنزل على العباد على قدر هممهم وثباتهم ورغبتهم ورهبتهم, والخذلان ينزل عليهم على حسب ذلك, فالله سبحانه أحكم الحاكمين وأعلم العالمين, يضع التوفيق في مواضعه اللائقة به, والخذلان في مواضعه اللائقة به وهو العليم الحكيم, وما أتي من أتي إلا من قبل إضاعة الشكر وإهمال الافتقار والدعاء, ولا ظفر من ظفر بمشيئة الله وعونه إلا بقيامه بالشكر وصدق الافتقار والدعاء.
- على خير ان شاء الله
- تفسير: (ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة)
- ثم قست قلوبكم - موقع مقالات إسلام ويب
- ثم قست قلوبكم - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام
- تفسير الشعراوي للآية 74 من سورة البقرة | مصراوى
على خير ان شاء الله
* * * وأما قوله: (أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين) ، فإنه خبرٌ من الله جل ثناؤه عن جواب إبليس إياه إذ سأله: ما الذي منعه من السجود لآدم, فأحوجه إلى أن لا يسجد له, واضطره إلى خلافه أمرَه به، وتركه طاعته = أنّ المانعَ كان له من السجود، والداعيَ له إلى خلافه أمر ربه في ذلك: أنه أشد منه أيْدًا، (9) وأقوى منه قوة، وأفضل منه فضلا لفضل الجنس الذي منه خلق، وهو النارُ, على الذي خلق منه آدم، (10) وهو الطين. فجهل عدوّ الله وجه الحق, وأخطأ سبيل الصواب. علي خير ان شاء الله ماهر زين. إذ كان معلومًا أن من جوهر النار الخفة والطيش والاضطراب والارتفاع علوًّا, والذي في جوهرها من ذلك هو الذي حملَ الخبيث بعد الشقاء الذي سبق له من الله في الكتاب السابق، على الاستكبار عن السجود لآدم، والاستخفاف بأمر ربه, فأورثه العطبَ والهلاكَ. وكان معلومًا أن من جوهر الطين الرزانة والأناة والحلم والحياء والتثبُّت, وذلك الذي هو في جوهره من ذلك، (11) كان الداعي لآدم بعد السعادة التي كانت سبقت له من ربه في الكتاب السابق، إلى التوبة من خطيئته, ومسألته ربَّه العفوَ عنه والمغفرة. ولذلك كان الحسن وابن سيرين يقولان: " أول مَنْ قاسَ إبليس ", يعنيان بذلك: القياسَ الخطأ, وهو هذا الذي ذكرنا من خطأ قوله، وبعده من إصابة الحق، في الفضل الذي خص الله به آدم على سائر خلقه: من خلقه إياه بيده, ونفخه فيه من روحه, وإسجاده له الملائكة, وتعليمه أسماء كلِّ شيء، مع سائر ما خصه به من كرامته.
وملاك ذلك الصبر فإنه من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد, فإذا قطع الرأس فلا بقاء للجسد. ماضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب والبعد عن الله. خلقت النار لإذابة القلوب القاسية. أبعد القلوب من الله القلب القاسي. إذا قسا القلب قحطت العين. قسوة القلب من أربعة أشياء إذا جاوزت قدر الحاجة: الأكل والنوم والكلام والمخالطة. معنى إن شاء الله - إسلام ويب - مركز الفتوى. كما أن البدن إذا مرض لم ينفع فيه الطعام والشراب, فكذلك القلب إذا مرض بالشهوات لم تنجع فيه المواعظ. من أراد صفاء قلبه فليؤثر الله على شهوته. القلوب المتعلقة بالشهوات محجوبة عن الله بقدر تعلقها بها. القلوب آنية الله في أرضه, فأحبها إليه أرقها وأصلبها وأصفاها. شغلوا قلوبهم بالدنيا, ولو شغلوها بالله والدار الآخرة لجالت في معاني كلامه وآياته المشهودة ورجعت إلى أصحابها بغرائب الحكم وطرف الفوائد. إذا غذي القلب بالتذكر, وسقي بالتفكّر, ونقي من الدغل, رأى العجائب وألهم الحكمة. ليس كل من تحلى بالمعرفة والحكمة وانتحلها كان من أهلها, بل أهل المعرفة والحكمة الذين أحيوا قلوبهم بقتل الهوى. وأما من قتل قلبه فأحيى الهوى, فالمعرفة والحكمة عارية على لسانه. خراب القلب من الأمن والغفلة, وعمارته من الخشية والذكر.
قال أبو العالية وقتادة وغيرهما: المراد قلوب جميع بني إسرائيل. وقال ابن عباس: المراد قلوب ورثة القتيل ؛ لأنهم حين حيي وأخبر بقاتله وعاد إلى موته أنكروا قتله ، وقالوا: كذب ، بعد ما رأوا هذه الآية العظمى ، فلم يكونوا قط أعمى قلوبا ولا أشد تكذيبا لنبيهم منهم عند ذلك ، لكن نفذ حكم الله بقتله. روى الترمذي عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب ، وإن أبعد الناس من الله القلب القاسي. وفي مسند البزار عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أربعة من الشقاء: جمود العين ، وقساوة القلب ، وطول الأمل ، والحرص على الدنيا. قوله تعالى: فهي كالحجارة أو أشد قسوة أو قيل هي بمعنى الواو كما قال: آثما أو كفورا. عذرا أو نذرا وقال الشاعر: نال الخلافة أو كانت له قدرا أي: وكانت. وقيل: هي بمعنى بل ، كقوله تعالى: وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون المعنى بل يزيدون. تفسير الشعراوي للآية 74 من سورة البقرة | مصراوى. وقال الشاعر: بدت مثل قرن الشمس في رونق الضحى وصورتها أو أنت في العين أملح أي: بل أنت وقيل: معناها الإبهام على المخاطب ، ومنه قول أبي الأسود الدؤلي أحب محمدا حبا شديدا وعباسا وحمزة أو عليا فإن يك حبهم رشدا أصبه ولست بمخطئ إن كان غيا ولم يشك أبو الأسود أن حبهم رشد ظاهر ، وإنما قصد الإبهام.
تفسير: (ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة)
السلام عليكم ورحمة الله وبركَاته
البعض يحتاج لأدلّة كثيرة؛ ليؤمن بفكرةٍ، بمعتقد، بأمرٍ ما، ماكان ليؤمن به لولا وقوع ذاك الدليل، والبعض الآخر، يحتاج لدليل واحد، دليل واحد يكفيه لأن يقلب حياته وموازينه! ذلك أنّ الدليل، كان قطعيًا، ومُسكتًا.. ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة. والبعض، مَن يُوهَب الدليل القاطع، لكنّه، يُنكر الهِبة! يُساق له الدليل، فيحدث في قلبه، عكس المتوقع! يزداد جُحودًا، يزيد نُكرانًا، ثمّ يزداد قلبه قسوة على قَسوته! وهذا ماحدث مع بني إسرائيل! لما سَاق الله لهم الدليل القاطع من إحياء القتيل، لم يُجدِ هذا الدليل لقلبهم نفعًا!
ثم قست قلوبكم - موقع مقالات إسلام ويب
وهذا مجاز مرسل بعلاقة الإطلاق والتقييد، أو استعارة تمثيلية. وذهب بعض المفسرين إلى أن خشية الحجارة من الله تعالى حقيقية ولا مجاز فيها، فإن الله تعالى جعل لهذه الأحجار التي تهبط من خشيته - سبحانه - تمييزاً أقام لها مقام الفعل المودع فيمن يعقل. وهذا ما أرجحه - والله أعلم - فقد وصف - سبحانه - بعض الحجارة بالخشية وبعضها بالإرادة ووصف جميعها بالنطق والتحميد والتأويب والتصدع، وكل هذه صفات لا تصدر إلا عن أهل التمييز والمعرفة، قال تعالى: لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله (الحشر: 21). وقال سبحانه: يا جبال أوبي معه والطير وألنا له الحديد (سبأ: 10)، وقال: وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم (الاسراء: 44). وعيد شديد السؤال: علام يدل قوله تعالى: وما الله بغافل عما تعلمون؟ - الجواب: فيه وعيد شديد لهؤلاء اليهود لقسوة قلوبهم. السؤال: من المقصود بالخطاب في قوله تعالى: أفتطمعون أن يؤمنوا لكم.. ثم قست قلوبكم - موقع مقالات إسلام ويب. (البقرة: 75)؟ - الجواب: الخطاب للمؤمنين بالنبي صلى الله عليه وسلم - المعاصرين له وهم الأنصار وكانوا حلفاء لليهود، وبينهم جوار ورضاعة وكانوا يطمعون في إسلامهم. والمعنى: أفترجون يا معشر المؤمنين بمحمد - صلى الله عليه وسلم - أن يصدقكم بنو إسرائيل بما جاءكم به نبيكم من عند ربكم؟ السؤال: ما الغرض من الاستفهام في قوله تعالى: أفتطمعون؟ - الجواب: الإنكار والاستبعاد.
ثم قست قلوبكم - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام
أما آن الأوان يا شباب الإسلام؟ أما آن الأوان يا فتيات الإسلام؟ أما
آن الأوان يا أمة الإسلام؟؟ رأينا من شباب المسلمين في عصور الإسلام
المختلفة من رفعوا الأمة وأعلوا شأنها بمجهودهم الفردية, فلما بذلوا
وما هانوا ولا تكاسلوا وما قصّروا حصل مرادهم, وتم لهم ما أرادوا بل
وأكثر، وتحقق فيهم قول الله تعالى: { وَالَّذِينَ جَاهَدُواْ فِينَا
لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا}. ها هو ذا مصعب ابن عمير صبي مكة المترف قبل الإسلام, هذا الفتى الذي
كانت به تزدان أندية مكة ومجالسها, حتى كانوا إذا قدم عليهم وفد زينوا
مجلسهم بمصعب.
تفسير الشعراوي للآية 74 من سورة البقرة | مصراوى
10:00 ص
الثلاثاء 02 ديسمبر 2014
قال تعالى: {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}.. [البقرة: 74]. لماذا ذكر الحق سبحانه وتعالى القلب ووصفه بأنه يقسو ولم يقل نفوسكم لأن القلب هو موضع الرقة والرحمة والعطف.. وإذا ما جعلنا القلب كثير الذكر لله فإنه يمتلئ رحمة وعطفا.. والقلب هو العضو الذي يحسم مشاكل الحياة.. فإذا كان القلب يعمر باليقين والإيمان.. فكل جارحة تكون فيها خميرة الإيمان. تفسير: (ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة). وحتى نعرف قوة وقدرة وسعة القلب على الإيمان واحتوائه أوضح الله تعالى هذا المعنى في كتابه العزيز حيث يقول: {الله نَزَّلَ أَحْسَنَ الحديث كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الذين يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إلى ذِكْرِ الله ذَلِكَ هُدَى الله يَهْدِي بِهِ مَن يَشَآءُ وَمَن يُضْلِلِ الله فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}.. [الزمر: 23].
ويشبه الحق تبارك وتعالى قسوة قلوبهم فيقول: {فَهِيَ كالحجارة أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً}.. الحجارة هي الشيء القاسي الذي تدركه حواسنا ومألوف لنا ومألوف لبني إسرائيل أيضا.. لأن لهم مع الحجارة شوطا كبيرا عندما تاهوا في الصحراء.. وعندما عطشوا وكان موسى يضرب لهم الحجر بعصاه. الله تبارك وتعالى لفتهم إلى أن المفروض أن تكون قلوبهم لينة ورفيقة حتى ولو كانت في قسوة الحجارة. ولكن قلوبهم تجاوزت هذه القسوة فلم تصبح في شدة الحجارة وقسوتها بل هي أشد. ولكن كيف تكون القلوب أشد قسوة من الحجارة.. لا تنظر إلى لينونة مادة القلوب ولكن انظر إلى أدائها لمهمتها. الجبل قسوته مطلوبة لأن هذه مهمته أن يكون وتداً للأرض صلبا قويا، ولكن هذه القسوة ليست مطلوبة من القلب وليست مهمته.. أما قلوب بني إسرائيل فهي أشد قسوة من الجبل.. والمطلوب في القلوب اللين، وفي الحجارة القسوة.. فكل صفة مخلوقة لمخلوق ومطلوبة لمهمة.. فالخطاف مثلا أعوج.. هذا العوج يجعله يؤدي مهمته على الوجه الأكمل.. فعوج الخطاف استقامة لمهمته.. وحين تفسد القلوب وتخرج عن مهمتها تكون أقسى من الحجارة.. وتكون على العكس تماما من مهمتها. ثم يقول الحق تبارك وتعالى: {وَإِنَّ مِنَ الحجارة لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأنهار وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ المآء}.. [البقرة: 74].