وعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: قال عليه الصلاة والسلام:
((الحياء لا يأتي إلا بخير))
[أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود عن عمران بن حصين] والله اعلم والحمد لله رب العالمين. اللَّهُمَّ طهر قلبي من النفاق ، وعملي من الرياء ، ولساني من الكذب ، وعيني من الخيانة ، فإنك تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور. سبحانك اللهم بحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك.
الحياء شعبة من شعب الإيمان – تجمع دعاة الشام
ثم ذكر كلام أهل العلم وختم به في تعريف الحياء، وقد ذكرته في البداية قال: "حقيقة الحياء خلق يبعث على ترك القبيح، ويمنع من التقصير في حق ذي الحق"، ونَقل عن أبي القاسم الجنيد أنه قال: "الحياء رؤية الآلاء، ورؤية التقصير فيتولد بينهما حالة تسمى الحياء"، وتكلمت كما سبق عن هذه القضايا بشيء من التفصيل في الأعمال القلبية، هذا آخر الكلام في باب "الحياء". أسأل الله أن ينفعنا وإياكم بما سمعنا، ويجعلنا وإياكم هداة مهتدين، وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه. أخرجه البخاري، كتاب الإيمان، باب أمور الإيمان، برقم (9)، ومسلم، كتاب الإيمان، باب شعب الإيمان، برقم (35)، واللفظ له. أخرجه مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب استحباب طلاقة الوجه عند اللقاء، برقم (2626). الحياء شعبة من شعب الإيمان – تجمع دعاة الشام. أخرجه البخاري، كتاب الزكاة، باب اتقوا النار ولو بشق تمرة والقليل من الصدقة، برقم (1417)، ومسلم، كتاب الزكاة، باب الحث على الصدقة ولو بشق تمرة، أو كلمة طيبة وأنها حجاب من النار، برقم (1016). انظر: تفسير ابن كثير (8/ 462). أخرجه مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب فضل الإحسان إلى البنات، برقم (2630). أخرجه أبوداود، كتاب الجنائز، باب في التلقين، برقم (3116)، وصححه الألباني في صحيح الجامع، برقم (6479).
رواه الحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. الحياء مفتاح لكل خير:
وَكَفَى بِالْحَيَاءِ خَيْرًا أَنْ يَكُونَ عَلَى الْخَيْرِ دَلِيلًا، وَكَفَى بِالْوقاحَةِ وَالْبَذَاءِ شَرًّا أَنْ يَكُونَا إلَى الشَّرِّ سَبِيلًا. الحياء كله خير ولا يأتي إلا بخير، ففي الصحيحين عن عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ (ص): «الحَيَاءُ لاَ يَأْتِي إِلَّا بِخَيْرٍ». وفي رواية لمسلم: « الْحَيَاءُ خَيْرٌ كُلُّهُ ». قَالَ أَوْ قَالَ « الْحَيَاءُ كُلُّهُ خَيْرٌ ». الحياء شعبة من شعب الايمان. وأخرج الدارقطني والبيهقي عن قُرَّة بن إياس رضِي الله عنْه: قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ (ص) فَذُكِرَ عِنْدَهُ الْحَيَاءُ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ الْحَيَاءُ مِنَ الدِّينِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص): « بَلْ هُوَ الدِّينُ كُلُّهُ ». صحيح التَّرغيب. ومن هنا فلا بد من تصحيح العبارة التي تروج على الألسن "لا حياء في الدين" بعبارة أدق وأصح "لا حياء في تعلم الدين" فالحياء المذموم هو الذي يمنع صاحبه من تعلم دينه، من النصح لغيره، من قول الحق، من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وهو في الحقيقة ليس حياء وإنما هو خجل. والله تعالى يقول: ﴿ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ ﴾ [الأحزاب: 53].
هكذا كان سلفكم أيها المؤمنون محبة للنبي وإجلالاً له وإجلالاً لسنته ولحديثه وهذا من عظم تجريدهم المتابعة لرسول الله ومن كمال إيمانهم بنبوته ورسالته. فيا أيها الناس إذا ذكر سيدنا رسول الله فاستحضروا محبته في نفوسكم وإذا ذُكرت سنته فاستحضروا هيبته في نفوسكم، استحضروا هيبته في صدوركم يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرًا لهم والله غفور رحيم [الحجرات: 1-5]. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول هذا فاستغفر الله العظيم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
ما مقتضى شهادة أن محمد رسول الله ﷺ - موقع معلمي
فهذه الكلمة هي أصل الدين، وأساس الملة، وهي العروة الوثقى؛ فلابد من الإيمان بها، واعتقاد معناها، وأنه لا معبود حق إلا الله، وهذا الاعتقاد يقتضي طاعة الأوامر، وترك النواهي، طاعة... لله الحق الذي آمنت بأنه معبودك الحق، هي تقتضي أن تؤدي حقه بأن تعبده بصلاتك، وصومك، وزكاتك، وحجك، وصيامك، وغير ذلك، معنى التأله: التعبد، معنى لا إله إلا الله، أي: لا مألوه حق إلا الله، يعني: لا معبود حق إلا الله. فالواجب عليك أن تألهه، وتعبده بصلاتك، وصومك، وزكاتك، وحجك، وجهادك، وسائر عباداتك، تخص بها الرب -سبحانه وتعالى- وتعبده وحده، ترجو ثوابه وتخشى عقابه . وهكذا من مقتضياتها أن تؤمن بما حرم الله عليك من الشرك، والمعاصي، وأن تبتعد عن ذلك، وتحذر ذلك، نعم. المقدم: جزاكم الله خيرًا.
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في حجته: (لِتَأْخُذُوا مَنَاسِكَكُمْ، فإنِّي لا أَدْرِي لَعَلِّي لا أَحُجُّ بَعْدَ حَجَّتي هذِه) رواه مسلم. وقال تعالى: { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}(الحشر:7). قال ابن كثير: "أي مهما أمركم به فافعلوه، ومهما نهاكم عنه فاجتنبوه، فإنه إنما يأمركم بخير وإنما ينهى عن شر". وقال تعالى: { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}(الأحزاب:21)، قال ابن كثير: "هذه الآية الكريمة أصلٌ كبير في التأسِّي برسول الله صلى اللهُ عليه وسلم في أقواله وأفعاله وأحواله". يجب على كل مسلم، بل على كل إنسان ـ حتى يرث الله الأرض ومَن عليها ـ أن يؤمن ويشهد بأن محمد ًا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه خاتم وأفضل الأنبياء والرسل، وأن الواجب الإيمان به وتصديقه، ومحبته وتوقيره، والاقتداء به واتباعه، وطاعته فيما أمر، واجتناب ما نهى عنه وزجر، ومن أطاعه دخل الجنة، ومن عصاه دخل النار، وألا يُعْبد الله عز وجل إلا بهَدْيه وشريعته ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ.