باب ما جاء في المبادرة بالعمل 2306 حدثنا أبو مصعب عن محرز بن هارون عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بادروا بالأعمال سبعا هل تنتظرون إلا فقرا منسيا أو غنى مطغيا أو مرضا مفسدا أو هرما مفندا أو موتا مجهزا أو الدجال فشر غائب ينتظر أو الساعة فالساعة أدهى وأمر قال هذا حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث الأعرج عن أبي هريرة إلا من حديث محرز بن هارون وقد روى بشر بن عمر وغيره عن محرز بن هارون هذا وقد روى معمر هذا الحديث عمن سمع سعيدا المقبري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه وقال تنتظرون
الدرر السنية
هذا الرجل أعور العين ، كأن عينه عنبة طـافية ، مكتوب بين عينيه ( كافر) كاف. فاء. راء. يقرؤه كل مؤمن(42) ؛ الكاتب وغير الكاتب ، ولا يقرؤه المنافق ولا الكافر ـ ولو كان قارئاً كاتباً ـ وهذا من آيات الله. هذا الرجل يرسل الله عليه عيسى ابن مريم عليه الصلاة السلام ، فينزل من السماء فيقتله. كما جاء في بعض الأحاديث بباب لدّ في فلسطين(43) حتى يقضي عليه (44). فالحاصل أن الدجال شر غائب ينتظر ؛ لأن فتنته عظيمة ؛ ولهذا نحن في صلاتنا ـ في كل صلاة ـ نقول: أعوذ بالله من عذاب جهنم ، ومن عذاب القبر ، ومن فتنة المحيا والممات ، ومن فتنة المسيح الدجال. الدرر السنية. خصمها ، لأنها أعظم فتنة تكون في حياة الإنسان. السابع: ( أو الساعة) يعني قيام الساعة الذي فيه الموت العام ، والساعة أدهى وأمر كما قال الله عز وجل: ( بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ) (القمر:46). فهذه سبع حذر منها النبي عليه الصلاة والسلام ، وأمرنا أن نبادر بالأعمال هذه السبع ، فبادر يا أخي المسلم بأعمالك الصالحة قبل أن يفوتك الأوان ، فأنت الآن في نشاط ، وفي قوة ، وفي قدرة ، لكن قد يأتي عليك زمان لا تستطيع ولا تقدر على العمل الصالح ، فبادر وعود نفسك ، وأنت إذا عودت نفسك العمل الصالح إعتادته ، وسهل علينا وانقادت له ، وإذا عودت نفسك الكسل والإهمال ؛ عجزت عن القيام بالعمل الصالح ، نسأل الله أن يعينني وإياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته.
38 من حديث: (عن الزبير بن عدي قال: أتينا أنس بن مالك رضي الله عنه فشكونا إليه ما نلقى من الحجاج..)
نسأل الله أن يعيذنا وإياكم من الردِّ إلى أرذل العمر؛ لأنَّ الإنسان إذا ردَّ إلى أرذل العمر؛ تعب وأتعب غيره، حتى إنَّ أخص الناس به يتمنى أن يموت؛ لأنَّه آذاه وأتعبه، وإذا لم يتمن بلسان المقال؛ فربما يتمنى بلسان الحال. أما الخامس: فالموتُ المجهز: يعني أن يموتَ الإنسان، والموت لا ينذر الإنسان، قد يموت الإنسان بدون إنذار، قد يموت على فراشه نائمًا، وقد يموت على كرسيه عاملًا، وقد يموت في طريقه ماشيًا، وإذا مات الإنسان انقطع عمله، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: «إذا مات ابنُ آدم انقطع عملُه إلا من ثلاثة: إلَّا من صدقةٍ جارية، أو علمٍ يُنتفع به، أو لدٍ صالح يدعو له». فبادر بالعمل قبل الموت المجهز، الذي يجهزك ولا يمهلك. بادروا بالأعمال سبعا صحة الحديث. السادس: «أو الدِّجالَ فشَرُّ غائبٍ يُنتظر» الدجال: صيغة مبالغة من الدَّجَل؛ وهو الكذب والتمويه، وهو رجل يبعثه الله - سبحانه وتعالى - في آخر الزمان، يصل إلى دعوى الربوبية، يدَّعي أنه ربٌّ، فيمكث في فتنته هذه أربعين يومًا؛ يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كأسبوع؛ يعني كجمعة. وسائر أيامه كالأيام المعتادة، لكن يعطيه الله - عزَّ وجلَّ - من القدرات ما لم يعط غيره، حتى إنه يأمر السماء فتمطر، ويأمر الأرض فتنبت، ويأمر الأرض فتجدب، والسماء فتقحط: تمنع المطر، ومعه جنة ونار، لكنها مموهة؛ جنته نار، وناره جنة.
شرح حديث بَادِرُوا بالأَعْمَالِ سَبْعًا
وإنّنا بحاجةٍ لِوِقْفَةٍ صادقةٍ مع أنفُسِنا لعلّنا نتداركُ ما فاتَنا من تقصيرٍ في حقِّ أنفُسِنا... تقصيرٍ في ما شرَعَ اللهُ سبحانه لنا من أحكامٍ على المستوى الفرديِّ كالصلاةِ والصّومِ والزّكاةِ والحجِّ وصِلَةِ الرَّحِمِ والصّدقِ وغيرِ ذلك، وتقصيرٍ في ما شرَعَ اللهُ سبحانه لنا من أحكامٍ على المستوى الجماعيِّ كالعملِ لاستئنافِ الحياةِ الإسلاميّةِ بمبايعةِ خليفةٍ للمسلمين يحكُمُنا بشرعِ ربِّ العالمين، فاستَبِقُوا الخيراتِ أيّها المسلمون.
أو مرضًا مفسدًا مرض يفسد البدن، أو يفسد العقل فلا يستطيع الإنسان أن يقوم بوظائف العبودية في الغالب، وإنما يكون منشغلاً بعلته وآلامه، ونحن نعرف حال المرض، ومن يقع له المرض، وما يؤدي ذلك إليه، حتى إنه لربما أصابه ذهول عن الصلاة المكتوبة كما هو مشاهد، يموت الرجل فيُسأل أبناؤه يقولون: كان في آخر أيامه لا يصلي، تقول: هل هذا الإنسان كان يعقل؟ يقولون: نعم كان يعقل لكن كان مرضه شديدًا فشغله المرض عن الصلاة. أو هَرمًا مُفندًا تقول: هذا هرم مفند بمعنى أنه يخرج بصاحبه عن جادة الصواب، الهرم إذا صار الإنسان كبيرًا في السن فإنه يختلط ويتغير عقله، فيتحول بعدما كان يميز بين الحق والباطل والصواب والخطأ، ويميز ألوان الأمور، ويتكلم بالكلام الجزل الذي يأتي على جادة الصواب، يصير هذا الإنسان يخلط ويتكلم بكلام خارج عن سَنن العقلاء، وكلامهم، هذا الهرم المفند، فيكون كلامه على غير الصواب، كلام غير الأسوياء وغير العقلاء؛ لأنه مختلط. أو موتًا مجهزًا أي: موتًا سريعًا يقع بالإنسان فلا يكون هناك مهلة للتوبة والمراجعة. أو الدجال فشر غائب يُنتظر وهو أعظم فتنة تقع لعموم الناس في هذه الدنيا، ما من نبي إلا حذر أمته الدجال [2] فتنة عظيمة جدًّا، يَقتل الرجل بل يقطعه نصفين ثم يأمر فيجتمع شقاه ثم يقوم يمشي، ويمر بالخرِبة فتخرج كنوزها كيعاسيب النحل تمشي خلفه، ويمر بالأرض الجدبة فإذا أطاعه أهلها أخرجت من ألوان الثمار والزروع والنباتات، وتنزل عليهم الأمطار فتروح سارحتهم أعظم ما كانت ضروعًا وأسمن ما كانت [3] ، وهذه فتنة عظيمة يتبعه عليها كثير من الخلق.
أيضاً هناك الصين بمطعمها ومنتجاتها الرخيصة، ولا يمكن إغفال الهند التي لديها قوة ناعمة مهولة، فهي صاحبة الإنتاج السينمائي الأكبر عالمياً، وأفلامها لها شعبية عالمية تغطي أنحاء المعمورة، وطبعاً هناك الأثر الكبير جداً لمطبخها وأطباقها الثرية والمتنوعة، وكذلك لموسيقاها ورياضة اليوغا وملابسها ومجوهراتها وعطورها وتوابلها، والشاي المزروع في أرضها، والتصاميم الخشبية والفضية ومؤلفاتها الأدبية التي تلقى رواجاً غير بسيط أبداً. اليابان هي الأخرى لها نصيبها من القوى الناعمة، فمطبخها يحظى بقبول عظيم حول العالم، وأصبحت أطباق «السوشي» و«الساشيمي» و«التامبورا» و«التابنياكي» واللحم البقري «الواجو» و«الكوبي» معروفة ومطلوبة حول العالم، بالإضافة إلى أسلوب تنسيق الورود المعروف «بالأيكيبانا». وهناك حظ لكوريا الجنوبية في ذلك الأمر؛ إذ تحاول أن يكون لها نصيب هي الأخرى في القوى الناعمة بتصدير نوعها الخاص من موسيقى الشباب المعروف بـ«الكي بوب»، بالإضافة إلى تحولها بالتدريج إلى مركز الإنتاج السينمائي والتلفزيوني الأساسي لمنطقة جنوب شرقي آسيا المهمة، وطبعاً قبل كل هؤلاء كان لبريطانيا الحضور الطاغي في صناعة القوى الناعمة، وخصوصاً خلال حقبة الستينيات الميلادية من القرن الماضي، وأثرها العظيم على الأزياء والأطعمة والموسيقى والفنون السينمائية والمسرح والآداب، وكان انتشارها عظيما لأن بريطانيا عبر مستعمراتها القديمة لقيت التجاوب السريع والتلقائي لكل ما صدرته من أفكار ونماذج.
القوة الناعمة... | بوابة أخبار اليوم الإلكترونية
لذا، فطنت كثير من قوى الاستعمار إلى أهمية هذا الأمر، فاستبدلت الغزو العسكري بالغزو الأهم، وهو الغزو الثقافي أو الفكري، إذ يشكل القوة الأقوى لأنه يؤثر على الأفراد والجماعات دون أي ترغيب ولا ترهيب.?? الدول صاحبة القوة الناعمة تقدم شيئا من القيم الثقافية، الأخلاق، المبادئ، كالحرية والعدالة والمساواة، وقيم السياسات والشعارات التي ترفعها. غير أن موارد القوى الناعمة حاليا تتمثل في قوة جذب من نوع آخر، وقد يكون ثانويا لكن قوته لا يستهان بها. فالسياحة والرياضة والفن والأفلام والمأكولات والمشروبات والمركوبات وكذلك المنتجات، أضحت قوة ناعمة شديدة التأثير على الغالبية في عصر العولمة.? كثيرون ينجذبون إلى أميركا والهند بسبب أفلام هوليود وبوليود، وكثيرون تغريهم السياحة في إسبانيا، بسبب جمالها وأنديتها الرياضية، وكثيرون تغريهم المأكولات والملبوسات الإيطالية والعطور الفرنسية. وكثيرا ما يحب الناس البرازيل والأرجنتين بسبب كرة القدم، ويشدهم الدوري الإنجليزي، وتجذب المركبات اليابانية والألمانية عشاق السيارات. كل هذه وغيرها تشكل قوة ناعمة لدى الأفراد والجموع.? ?
ترسخت صورة إفريقيا في أذهان العالم على أنها قارة تعاني من الفقر والأوبئة والفوضى السياسية والاقتصادية، وأن التنمية فيها شبه مستحيل، لكن هناك نماذج مختلفة تؤسس نفوذاً لها عبر قوتها الناعمة. يتناول المؤلف في هذا الكتاب تجارب أربع دول، وأهميتها على المستوى الإفريقي والعالمي. يبحث هذا الكتاب ( صادر باللغة الإنجليزية عن دار روتليدج بتاريخ 23 مايو 2021. ) في الطرق التي تستخدم بها الدول الإفريقية القوة الناعمة للمساعدة في تأسيس نفوذها على المستوى العالمي. ويتعمق في تجارب أربعة بلدان أكثر ارتباطاً بالقوة الناعمة في جميع أنحاء القارة، من الدستور التقدمي لجنوب إفريقيا والشركات المتعددة الجنسيات المتوسعة فيها، إلى صناعة أفلام نوليوود النيجيرية والتطور التقني والدبلوماسية الرياضية، وصناعات الموضة والسياحة في كينيا، وأخيراً سمعة مصر باعتبارها مهد الحضارة. في السياق الإفريقي، الذي هو محور هذا الكتاب، تحاول الفلسفات الإفريقية (مثل «أومولوابي» (Omolúwàbí) في نيجيريا، و«أوبونتو» (Ubuntu) في جنوب إفريقيا، و«هارامبي» (Harambee) في كينيا، والفرعونية المصرية، إحداث تحول في الظروف الاجتماعية والاقتصادية المحلية والسلوك السياسي عبر جعل الأفراد والدول يتخلون عن المصالح الفردية الضيقة لصالح السلع الجماعية والأخلاق.