"قال المفسر - رحمه الله تعالى - في تفسير قوله تعالى: كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيرًا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ [سورة آل عمران:185-186]. "يخبر تعالى إخباراً عاماً يعمُّ جميع الخليقة بأن كل نفس ذائقة الموت كقوله تعالى: كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ [سورة الرحمن:26-27] فهو تعالى وحده هو الحي الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون، وكذلك الملائكة، وحملة العرش، وينفرد الواحد الأحد القهار بالديمومة، والبقاء، فيكون آخراً كما كان أولاً. وهذه الآية فيها تعزية لجميع الناس فإنه لا يبقى أحد على وجه الأرض حتى يموت، فإذا انقضت المدة، وفرغت النطفة التي قدر الله وجودها من صلب آدم، وانتهت البرية؛ أقام الله القيامة، وجازى الخلائق بأعمالها، جليلها وحقيرها، كثيرها وقليلها، كبيرها وصغيرها، فلا يظلم أحداً مثقال ذرة، ولهذا قال تعالى: وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ [سورة آل عمران:185]".
كل نفس ذايقه الموت ونبلوكم بالشر
الموت هو انقطاع الحياة، ومفارقة الرّوح للجسد، والحياة هي ملازمة الرّوح للجسد، هذه هي حقيقة الموت والحياة، وليس للموت مراحل يمرّ بها، بل متى جاء أجل الإنسان، مات وفارق الحياة، وقد اشتمل القرآن الكريم على العديد من الآيات التي تتحدث عن الموت، ويحرص كلّ مسلم على معرفة معاني هذه الآيات، ولا سيما معنى آية كل نفس ذائقة الموت. لقد تكرّر التّركيب القرآني {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}، في آكثر من سورة في القرآن الكريم، تحقيرًا لأمر الدّنيا ومخاوفها ولترسيخ حقيقة الموت لدى العباد، وبأنّه كتاب محتوم على كلّ إنسان، وهو مفارقة الحياة، وبأنّه غير ناج منه أحد من النّاس مهما كان سلطانه وغناه، وأنّه لا يمكن لغير الله تعالى أن يغيّر أجل إنسان إذا حضر. ويجب التعرف على معنى آية كل نفس ذائقة الموت بحسب ورودها في القرآن الكريم في مواضعها وصيغها الثلاث:
معنى آية كل نفس ذائقة الموت في سورة آل عمران
قال تعالى في سورة آل عمران: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ}، وقد جاء في موسوعة التّفاسير قوله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}، أي: لا بدّ لكلَّ نفْسٍ أنْ يحضرها الموتُ، فيكون انتقالها مِن عالَم الفناءِ إلى عالمِ البَقاء.
كل نفس ذايقه الموت وانما توفون اجوركم
وقال قتادة في قوله تعالى: ﴿ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ [آل عمران: 185] قال: هي متاعُ متروكةٍ أوشكت، والله الذي لا إله إلا هو، أن تَضْمَحِلَّ عن أهلها، فخذوا من هذا المتاع طاعة الله إن استطعتم، ولا قوة إلا بالله. خامسًا: أن الفوز الحقيقي هو دخول الجنة، والنجاة من النار، قال تعالى: ﴿ لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴾ [الحشر: 20]. وقال تعالى: ﴿ مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ ﴾ [الأنعام: 16]. وقال تعالى: ﴿ لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الفتح: 5]. سادسًا: في الآية الكريمة إخباره تعالى - وهو حقٌّ وصدقٌ - أن الموت حقٌّ على كل نفس، فاليقين بذلك والإكثار من ذكره دأب الأكياس من المؤمنين؛ لأن ذلك يحملهم على الاستعداد له، وعدم الاغترار بالدنيا، والتخلص من الذنوب والسيئات، فروى الترمذي في سننه من حديث أبي هريرة- رضي الله عنه - أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَادِمِ اللَّذَّاتِ الْمَوْتِ» [5].
كل نفس ذائقه الموت الشيخ احمد الوائلي
قال الحسن البصري: إن الله تعالى إذا أراد أن يقبض روح عبده المؤمن ، اطمأنت النفس إلى الله تعالى ، واطمأن الله إليها. لقوله عز وجل: يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي. فاسمع أخي المسلم حال المؤمن والمنافق والكافر عند الموت في حديث عبادة بن الصامت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:« المؤمن إذا حضره الموتُ بُشِّر برضوان الله وكرامته، فليس شيءٌ أحبَّ إليه مما أمامه، فأحب لقاء الله وأحب الله لقاءه، وإن الكافر إذا حضر بشر بعذاب الله وعقوبته، فليس شيء أكره إليه مما أمامه كره لقاء الله وكره الله لقاءه». وعن مَالِكٍ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – مُرَّ عَلَيْهِ بِجِنَازَةٍ ، فَقَالَ: مُسْتَرِيحٌ وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ! قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْمُسْتَرِيحُ وَالْمُسْتَرَاحُ مِنْهُ؟ قَالَ: الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ مِنْ نَصَبِ الدُّنْيَا وَأَذَاهَا إِلَى رَحْمَةِ اللَّهِ ، وَالْعَبْدُ الْفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ مِنْهُ الْعِبَادُ وَالْبِلَادُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ.
كل نفس ذائقة الموت Png
وإنما ذكره هاهنا تحقيرا لأمر الدنيا ومخاوفها; كأن بعض المؤمنين نظر في عاقبة تلحقه في خروجه من وطنه من مكة أنه يموت أو يجوع أو نحو هذا ، فحقر الله شأن الدنيا; أي أنتم لا محالة ميتون ومحشورون إلينا. فالبدار إلى طاعة الله والهجرة إليه وإلى ما يمتثل. ثم وعد المؤمنين العاملين بسكنى الجنة تحريضا منه تعالى; وذكر الجزاء الذي ينالونه. ثم نعتهم بقوله: الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون. وقرأ أبو عمرو ويعقوب والجحدري وابن إسحاق وابن محيصن والأعمش وحمزة والكسائي وخلف: ( يا عبادي) بإسكان الياء وفتحها الباقون. ( إن أرضي) فتحها ابن عامر وسكنها الباقون. وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من فر بدينه من أرض إلى أرض ولو قيد شبر استوجب الجنة وكان رفيق محمد وإبراهيم عليهما السلام.
فقوله - تبارك وتعالى - هنا: كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ بعد أن وجَّه الله - تبارك وتعالى - نبيَّه ﷺ بألا يحزن لإسراع من أسرع في الكفر، وبعد أن ذكر الله جملة من الفِرى التي يفتريها أعداؤه كقولهم: إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء [سورة آل عمران:181] وما أشبه ذلك قال بعده: كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ فكلام ابن كثير - رحمه الله - هنا كأنه مشى فيه على أن ذلك من الكلام المستأنف. وبعض أهل العلم كأبي جعفر بن جرير الطبري - رحمه الله - يربطها بما قبلها، وعلى كل حال هؤلاء يقولون: إن الله قال لنبيه ﷺ: وَلاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ [سورة آل عمران:176] أي ولا تكذيب من كذّب وافتراء من افترى، فإن الكل سيوافي ويموت، ويرجعون جميعاً إلى الله فيثيب المحسن بإحسانه، والمسيء بإساءته، فمرجع الجميع ومصيرهم إليَّ، هذا وجه الارتباط بين الآية وبين الآيات التي قبلها على قول هؤلاء، والله أعلم. "وقوله: فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ [سورة آل عمران:185] أي: من جُنِّب النار، ونجا منها، وأدخل الجنة؛ فقد فاز كل الفوز". أصل الزحزحة: التنحية والإبعاد، والمعنى من نُحي عن النار، وأبعد عن النار؛ فقد فاز، وقد يكون أكثر ما تستعمل هذه اللفظة في الأشياء الثقيلة التي يصعب حملها، أو رفعها، فيقال: زحزحته يعني حركته، ونحيته.
**** نساء المسلمين استجبن لذلك الامر الجديد....
السؤال الان ماهو ذلك الامر الالهي الجديد ؟؟؟؟
أقتباس لا يقصد من نزول آية الحجاب أن المسلمات كن مكشوفات الرؤوس والصدور والنحور قبل نزولها
مافهمتني... ام المؤمنين تقول بأن نساء المهاجرين استجبن للأمر وبادرن وفعلن... فعل عائشة رضي الله عنها تقول بأنه فعلن ما كن يفعلنه اصلا وبالتالي لا معنى لكلامها...
تماما مثل لو قلنا عندما انزلت اية تحريم الخمر امتنع فلان عن شرب الخمر وهو اساسا لم يشربه... الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ / محمد بن صالح بن عثيمين رحمة الله تعالى - الخلاف في تغطية المرأة لوجهها وما هو واجب المسلم نحوه ؟. فهذا يدل على انه كان فعلا يشرب الخمر
الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ / محمد بن صالح بن عثيمين رحمة الله تعالى - الخلاف في تغطية المرأة لوجهها وما هو واجب المسلم نحوه ؟
تاريخ النشر: السبت 3 رمضان 1425 هـ - 16-10-2004 م
التقييم:
رقم الفتوى: 54689
169061
0
586
السؤال
ما أدلة القائلين بجواز كشف وجه المرأة؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
وبعد فقد استدل الفقهاء القائلون بجواز كشف الوجه والكفين بأدلة عديدة منها قوله سبحانه: ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها {النور:31}،
ففي سنن البيهقي رحمه الله تعالى بسنده إلى ابن عباس قال: ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها قال: ما في الكف والوجه. وبسنده أيضاً إلى ابن عباس: في قوله: ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها قال: الكحل والخاتم وروينا عن أنس بن مالك مثل هذا. كيف نجيب على أدلة جواز كشف وجه المرأة ؟ - الصفحة 2 - هوامير البورصة السعودية. ا. هـ
وبسنده إلى عائشة رضي الله عنها قالت: ما ظهر منها الوجه والكفان وروينا عن ابن عمر أنه قال: الزينة الظاهرة الوجه والكفان، وروينا معناه عن عطاء بن أبي رباح وسعيد بن جبير وهو قول الأوزاعي. قال ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى في تفسيره: وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: عني بذلك الوجه والكفان، وإنما قلنا ذلك أولى الأقوال في ذلك بالتأويل: لإجماع الجميع على أن على كل مصل أن يستر عورته في صلاته، وأن للمرأة أن تكشف وجهها وكفيها في صلاتها، وأن عليها أن تستر ما عدا ذلك من بدنها، فإذا كان من جميعهم إجماعاً كان معلوماً بذلك أن لها أن تبدي من بدنها ما لم يكن عورة كذلك للرجال، لأن ما لم يكن عورة فغير حرام إظهاره، وإذا كان لها إظهار ذلك كان معلوماً أنه مما استثناه الله تعالى، ذكره بقوله: إلا ما ظهر منها، لأن كل ذلك ظاهر منها.
كيف نجيب على أدلة جواز كشف وجه المرأة ؟ - الصفحة 2 - هوامير البورصة السعودية
انتهى. واستدلوا بما في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان الفضل رديف النبي صلى الله عليه وسلم، فجاءت امرأة من خثعم، فجعل الفضل ينظر إليها وتنظر إليه، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يصرف وجه الفضل إلى الشق الآخر. متفق عليه. واستدلوا بما أخرجه أبو داود والبيهقي وغيرهما عن عائشة: أن أسماء بنت أبي بكر دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليها ثياب شامية رقاق فأعرض عنها ثم قال: " ما هذا يا أسماء؟ إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يرى منها إلا هذا وهذا. وأشار إلى وجهه وكفيه. قال أبو داود هذا مرسل/ خالد بن دريك لم يدرك عائشة. وقال ابن القطان: ومع هذا فخالد مجهول الحال. قال المنذري: في إسناده سعيد بن بشير أبو عبد الرحمن النصري نزيل دمشق مولى بني نصر وقد تكلم فيه غير واحد. وراجع الفتاوى التالية أرقامها للزيادة من التفصيل وكلام العلماء في المسألة وبيان الراجح عندنا فيها: 36200 ، 5224 ، 18552 ، 4470 ، 50794 ، 32195 ، 12339 ، 17573. والله أعلم.
أقتباس نتكلم عن إطلاق الخمار إذا أطلق في القرآن والسنة ماذا يعني ؟هل هو غطاء الرأس أم غطاء الوجه ؟أما مسألة أنه أحيانا يغطي الوجه فلا إشكال فيه حتى الشماغ والإزار يغطي الوجه
يعني تغطية الوجه والرأس معا الا اذا وجدت قرينة تصرفه الى الرأس فقط... هذا اذا اطلق في الشرع مثل لفظ الايمان اذا اطلق في الشرع فيعني التصديق بالقلب والعمل بالجوارح ولاينصرف عن هذا المعنى الا اذا وجدت قرينة صارفة...
والدليل مركب من مقدمات ثلاثة ونتيجة:
- أن غطاء الوجه مشروع، لا يجادل في هذا عالم، إما وجوبا أو استحبابا. - أن المؤمنات أمرن بالتخمير: {وليضربن بخمرهن على جيوبهن}. - يصح في الخمار أن يكون غطاء الوجه والرأس معا وهذا أمر أقر به الشيخ الالباني رحمه، حيث قال عنه: "لا يلزم من تغطية الوجه به أحيانا، أن ذلك من لوازمه عادة، كلا". [جلباب المرأة المسلمة ص73]
والنتيجة: أن الخمار الشرعي: هو غطاء الوجه والرأس، سواء كان وجوبا أو استحبابا.