(إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا)﴿9 الإسراء﴾، هنا ذكر الأجر ولم يحدده، فيدل على أنه عطاء بلا حدود، كما في آية أخرى: (وَأَجْرٌ عَظِيمٌ)﴿9 المائدة﴾. ان الذين امنوا وعملوا الصالحات انا لا نضيع. (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ۙ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ)﴿9 المائدة﴾، وهنا لم يقل يغفر لهم؛ بل أطلق وقال لهم مغفرة، فيشمل المغفرة لهم وأن يغفروا لغيرهم. (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَٰنُ وُدًّا)﴿96 مريم﴾، الود أي الحب، أي سيجعل لهم محبة في قلوب المؤمنين. (وَمَن يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَٰئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَىٰ)﴿75 طه﴾، أي أعلى الدرجات التي ليس فوقها درجة. (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى)﴿55 النور﴾، أي خلفاء الله في الأرض، وهنا إشارة إلى أنهم هم أصحاب الدين الذي ارتضاه الله عز وجل، والدين الذي ارتضاه الله عز وجل هو الإسلام (إن الدين عند الله الاسلام).
ان الذين امنوا وعملوا الصالحات انا لا نضيع
كما كان دائما يأمر علي ابن أبي طالب بأن يدعو الله لكي يجعل له عهدًا ومحبة ومودة في قلوب الناس. كذلك أما الذين يرون أنها نزلت في عبد الرحمن ابن عوف حيث قال ابن عباس أن الله قد وضع لعبد الرحمن مودة في قلوب الناس لا يلقها مؤمن. كما يمكنكم الاطلاع على: تفسير: اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم
بهذا نكون عبر موقع قد وصلنا إلى ختام المقال وقومنا بتفسير: إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا وتعرفنا أيضا على كل ما يخص الموضوع أتمنى أن ينال أعجبكم.
وليتنبه الباحث المتدبر أنه تعالى ذكر لهؤلاء المهتدين بإيمانهم من مسكن القرب جنات النعيم، ومن نعيمها الأنهار التي تجري من تحتهم فيها،
ورد في هذه الآيات: (تجري من تحتهم الأنهار) في الوقت الذي عبرت آيات أُخرى من القرآن بـ (تجري من تحتها الأنهار) ، وبتعبير آخر، فإِنّنا نقرأ في مواضع أُخرى أنّ الأنهار تجري من تحت أشجار الجنّة، أمّا هنا فإِنّ الأنهار تجري من تحت أهل الجنّة!. إِنّ هذا التعبير يمكن أن يشير إِلى أنّ قصور أهل الجنّة قد تكون مبنيّة على الأنهار، وهذا يضفي عليها جمالا خارقاً. وقد يشير إِلى أنّ أنهار الجنّة مسخرّة لأوامرهم وفي قبضتهم، كما نقرأ في قصّة فرعون أنّه كان يقول: (أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي)
وقد احتمل كذلك أن تكون "تحت" بمعنى "بين أيدي" أي أن أنهار الماء تجري مقابلهم.
﴿فَإذا جاءَ وعْدُ رَبِّي﴾ يَعْنِي: فَإذا دَنا مَجِيءُ القِيامَةِ؛ جَعَلَ السَّدَّ دَكًّا؛ أيْ: مَدْكُوكًا مُسَوًّى بِالأرْضِ، وكُلُّ ما انْبَسَطَ بَعْدَ الِارْتِفاعِ فَقَدِ انْدَكَّ، وقُرِئَ دَكّاءَ بِالمَدِّ أيْ أرْضًا مُسْتَوِيَةً، ﴿وكانَ وعْدُ رَبِّي حَقًّا﴾ وهَهُنا آخِرُ حِكايَةِ ذِي القَرْنَيْنِ.
تفسير آتوني زبر الحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى إذا [ الكهف: 96]
﴿ آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا سَاوَىٰ بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا﴾ [ الكهف: 96]
سورة: الكهف - Al-Kahf
- الجزء: ( 16)
-
الصفحة: ( 303) ﴿ "Give me pieces (blocks) of iron, " then, when he had filled up the gap between the two mountain-cliffs, he said: "Blow, " till when he had made it (red as) fire, he said: "Bring me molten copper to pour over it. " ﴾
فهرس القرآن | سور القرآن الكريم: سورة الكهف Al-Kahf الآية رقم 96, مكتوبة بكتابة عادية و كذلك بالشكيل و مصورة مع الاستماع للآية بصوت ثلاثين قارئ من أشهر قراء العالم الاسلامي مع تفسيرها, مكتوبة بالرسم العثماني لمونتاج فيديو اليوتيوب. السورة:
رقم الأية:
آتوني زبر الحديد حتى إذا ساوى بين: الآية رقم 96 من سورة الكهف
الآية 96 من سورة الكهف مكتوبة بالرسم العثماني
﴿ ءَاتُونِي زُبَرَ ٱلۡحَدِيدِۖ حَتَّىٰٓ إِذَا سَاوَىٰ بَيۡنَ ٱلصَّدَفَيۡنِ قَالَ ٱنفُخُواْۖ حَتَّىٰٓ إِذَا جَعَلَهُۥ نَارٗا قَالَ ءَاتُونِيٓ أُفۡرِغۡ عَلَيۡهِ قِطۡرٗا ﴾ [ الكهف: 96]
﴿ آتوني زبر الحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى إذا جعله نارا قال آتوني أفرغ عليه قطرا ﴾ [ الكهف: 96]
إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة الكهف - القول في تأويل قوله تعالى "آتوني زبر الحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين "- الجزء رقم18
وكان بعض أهل العلم بكلام العرب من أهل البصرة يقول: القطر: الحديد المذاب ، ويستشهد لقوله ذلك بقول الشاعر: حساما كلون الملح صاف حديده جزارا من أقطار الحديد المنعت
وقوله: ( فما اسطاعوا أن يظهروه) يقول عز ذكره:
فما اسطاع يأجوج ومأجوج أن يعلوا الردم الذي جعله ذو القرنين حاجزا بينهم ، وبين من دونهم من الناس ، فيصيروا فوقه وينزلوا منه إلى الناس. يقال منه: ظهر فلان فوق البيت: إذا علاه ، ومنه قول الناس: ظهر فلان على فلان: إذا قهره وعلاه ( وما استطاعوا له نقبا) يقول: ولم يستطيعوا أن ينقبوه من أسفله. حدثنا بشر ، قال: ثنا يزيد ، قال: ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله ( فما اسطاعوا أن يظهروه) من قوله ( وما استطاعوا له نقبا) أي من أسفله. إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة الكهف - القول في تأويل قوله تعالى "آتوني زبر الحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين "- الجزء رقم18. حدثنا الحسن ، قال: أخبرنا عبد الرزاق ، قال: أخبرنا معمر ، عن قتادة ، في قوله ( فما اسطاعوا أن يظهروه) قال: ما استطاعوا أن ينزعوه. حدثنا القاسم ، قال: ثنا الحسين ، قال: ثنا أبو سفيان ، عن معمر ، [ ص: 118] عن قتادة ( فما اسطاعوا أن يظهروه) قال: أن يرتقوه ( وما استطاعوا له نقبا)
حدثنا القاسم ، قال: ثنا الحسين ، قال: ثنى حجاج ، عن ابن جريج ، ( فما استطاعوا أن يظهروه) قال: أن يرتقوه ( وما استطاعوا له نقبا)
حدثنا القاسم ، قال: ثنا الحسين ، قال: ثني حجاج ، عن ابن جريج ( فما اسطاعوا أن يظهروه) قال: يعلوه ( وما استطاعوا له نقبا) أي ينقبوه من أسفله.
آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا سَاوَىٰ بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96) ( أجعل بينكم وبينهم ردما آتوني زبر الحديد) والزبر: جمع زبرة ، وهي القطعة منه ؛ قاله ابن عباس ، ومجاهد ، وقتادة. وهي كاللبنة ، يقال: كل لبنة [ زنة] قنطار بالدمشقي ، أو تزيد عليه. ( حتى إذا ساوى بين الصدفين) أي: وضع بعضه على بعض من الأساس حتى إذا حاذى به رءوس الجبلين طولا وعرضا. واختلفوا في مساحة عرضه وطوله على أقوال. ( قال انفخوا) أي: أجج عليه النار حتى صار كله نارا ، ( قال آتوني أفرغ عليه قطرا) قال ابن عباس ، ومجاهد ، وعكرمة ، والضحاك ، وقتادة ، والسدي: هو النحاس. وزاد بعضهم: المذاب. ويستشهد بقوله تعالى: ( وأسلنا له عين القطر) [ سبإ: 12] ولهذا يشبه بالبرد المحبر. قال ابن جرير: حدثنا بشر ، حدثنا يزيد ، حدثنا سعيد ، عن قتادة قال: ذكر لنا أن رجلا قال: يا رسول الله ، قد رأيت سد يأجوج ومأجوج ، قال: " انعته لي " قال: كالبرد المحبر ، طريقة سوداء. وطريقة حمراء. قال: " قد رأيته ". هذا حديث مرسل. وقد بعث الخليفة الواثق في دولته بعض أمرائه ، ووجه معه جيشا سرية ، لينظروا إلى السد ويعاينوه وينعتوه له إذا رجعوا.