لمشاهدة الصورة بحجمها الأصلي اضغط هنا
جودة الطباعة - ألوان جودة الطباعة - أسود ملف نصّي
تفسير كلمات القرآن – ما تيسر من سورة المؤمنون – الآيات: 93 – 100
قل رب إما تريني ما يوعدون ، رب فلا تجعلني في القوم الظالمين ، وإنا على أن نريك ما نعدهم لقادرون ، ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون ، وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين ، وأعوذ بك رب أن يحضرون ، حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون ، لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون
( المؤمنون: 93 – 100)
شرح الكلمات:
إما تريني ما يوعدون: أي إن تريني من العذاب. ادفع بالتي هي أحسن: أي ادفع بالخصلة التي هي أحسن وذلك كالصفح والإعراض عنهم. من همزات الشياطين: أي من وساوسهم التي تخطر بالقلب فتكاد تفسده. أن يحضرون: أي في أموري حتى لا يفسدوها علي. جاء أحدهم الموت: أي رأى علاماته ورآه. رب فلا تجعلني في القوم الظالمين. برزخ: أي حاجز يمنع وهو مدة الحياة الدنيا، وإن عاد بالبعث فلا عمل يقبل. بالضغط على هذا الزر.. سيتم نسخ النص إلى الحافظة.. حيث يمكنك مشاركته من خلال استعمال الأمر ـ " لصق " ـ
رب فلا تجعلني في القوم الظالمين
القول في تأويل قوله تعالى: ﴿قُلْ رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ (٩٣) رَبِّ فَلا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (٩٤) وَإِنَّا عَلَى أَنْ نُرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ (٩٥) ﴾
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد ﷺ: قل يا محمد: ربّ إنْ تُرَينّي في هؤلاء المشركين ما تعدهم من عذابك، فلا تهلكني بما تهلكهم به، ونجِّني من عذابك وسخطك، فلا تجعلني في القوم المشركين، ولكن اجعلني ممن رضيت عنه من أوليائك. * * *
وقوله: ﴿فَلا تَجْعَلْنِي﴾
جواب لقوله: ﴿إِمَّا تُرِيَنِّي﴾ اعترض بينهما بالنداء، ولو لم يكن قبله جزاء لم يجز ذلك في الكلام، لا يقال: يا زيد فقم، ولا يا رب فاغفر؛ لأن النداء مستأنف، وكذلك الأمر بعده مستأنف، لا تدخله الفاء والواو، إلا أن يكون جوابا لكلام قبله. وقوله: ﴿وَإِنَّا عَلَى أَنْ نُرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ﴾
يقول تعالى ذكره: وإنا يا محمد على أن نريك في هؤلاء المشركين ما نعدهم من تعجيل العذاب لهم، لقادرون، فلا يحْزُنَنَّك تكذيبهم إياك بما نعدهم به، وإنما نؤخر ذلك ليبلغ الكتاب أجله. الباحث القرآني. القول في تأويل قوله تعالى: ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ (٩٦) وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (٩٧) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ (٩٨) ﴾
يقول تعالى ذكره لنبيه: ادفع يا محمد بالخلة التي هي أحسن، وذلك الإغضاء والصفح عن جهلة المشركين والصبر على أذاهم، وذلك أمره إياه قبل أمره بحربهم، وعنى بالسيئة: أذى المشركين إياه وتكذيبهم له فيما أتاهم به من عند الله، يقول له تعالى ذكره: اصبر على ما تلقى منهم في ذات الله.
الباحث القرآني
البغوى: ( رب) أي: يا رب ، ( فلا تجعلني في القوم الظالمين) أي: لا تهلكني بهلاكهم. ابن كثير: يقول تعالى آمرا [ نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم] أن يدعو هذا الدعاء عند حلول النقم: ( رب إما تريني ما يوعدون) أي: إن عاقبتهم وإني شاهد ذلك فلا تجعلني فيهم ، كما جاء في الحديث الذي رواه الإمام أحمد والترمذي وصححه: " وإذا أردت بقوم فتنة فتوفني إليك غير مفتون ". القرطبى: فلا تجعلني في القوم الظالمين أي في نزول العذاب بهم ، بل أخرجني منهم. وقيل: النداء معترض ؛ و ( ما) في إما زائدة. وقيل: إن أصل إما إن ما ؛ ف ( إن) شرط و ( ما) شرط ، فجمع بين الشرطين توكيدا ، والجواب فلا تجعلني في القوم الظالمين ؛ أي إذا أردت بهم عقوبة فأخرجني منهم. وكان - عليه السلام - يعلم أن الله تعالى لا يجعله في القوم الظالمين إذا نزل بهم العذاب ، ومع هذا أمره الرب بهذا الدعاء والسؤال ليعظم أجره وليكون في كل الأوقات ذاكرا لربه تعالى. الطبرى: وقوله: ( فَلا تَجْعَلْنِي) جواب لقوله: (إِمَّا تُرِيَنِّي) اعترض بينهما بالنداء، ولو لم يكن قبله جزاء لم يجز ذلك في الكلام، لا يقال: يا زيد فقم، ولا يا رب فاغفر؛ لأن النداء مستأنف، وكذلك الأمر بعده مستأنف، لا تدخله الفاء والواو، إلا أن يكون جوابا لكلام قبله.
وإلا فإن الله قد قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} [الفتح:٢] ، وقال: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المائدة:٦٧] ، ولكن كأنه يقول له: في مقام التضرع والدعاء ادع ربك ألا يعذبك، فأنت لا تأمن مكر الله سبحانه وتعالى، فإذا كان رسول الله قد أمر بذلك فغيره من باب أولى، فعلى كل إنسان مؤمن ألا يأمن مكر الله سبحانه وتعالى، خاصة وقد أخبرنا سبحانه أنه إذا نزل عذابه فإنه لا يأتي للظلمة فقط، ولكنه يعم الظلمة وغيرهم، ثم يبعثون على نياتهم يوم القيامة. فعلى الإنسان المؤمن أن يخاف من بطش الله ومن مكره سبحانه. قال تعالى: {وَإِنَّا عَلَى أَنْ نُرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ} [المؤمنون:٩٥] أي: ما نتوعدهم به من العذاب سيكون، ولكن لكل شيء عند الله أجل مكتوب عنده سبحانه، فسنظهر لك هذا الذي توعدناهم به.
* الفرق: مكيال يسع ستة عشر رطلاً. ومعنى الحديث أنه إذا وجد شراب لا يُسكر منه إلا الفرق، فإن ملء الكف
منه حرام فهو معنى قوله صلى الله عليه وسلم: " ما أسكر كثيره فقليله حرام ". ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد الحادي عشر -
باب إزالة النجاسة. حكم الخمر مع الدليل الوطني. محمد بن صالح العثيمين
كان رحمه الله عضواً في هيئة كبار العلماء وأستاذا بجامعة الإمام محمد
بن سعود الإسلامية
61
6
246, 795
حكم الخمر مع الدليل الوطني
السؤال: هل يجوز أن يدخل المصلي المسجد وأن يصلي وعلبة السجائر معه؟ وهل
الدخان حرام؟ وما هو الدليل؟
الإجابة: نعم يجوز أن يصلي ومعه السجائر.
حكم الخمر مع الدليل التنظيمي
ولذا لما سمعها المؤمنون قالوا: قد انتهينا يا رب، قد انتهينا يا رب. والذين ناقشوا في دلالة الآية على تحريم الخمر إنما أوقعهم في ذلك جهلهم المطبق باللغة والشرع معاً، وظنوا ظناً فاسداً أن التحريم لا يستفاد إلا من لفظ: حرم ويحرم، وهذا باطل، بل التحريم تدل عليه ألفاظ كثيرة: كلعن فاعله، أو الوعيد على فعله بالنار، أو ذكر أنه من الكبائر، أو الإخبار بأنه رجس… إلخ. ثم إن القرآن نص على تحريم الخمر بلفظ التحريم، قال تعالى: (قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق) [الأعراف:33] فالإثم حرام، والله تعالى يقول عن الخمر: (يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير) [البقرة:219] فإذا كان الإثم حراماً، وكان في الخمر إثم كبير، كانت النتيجة أن الخمر حرام، وهذا واضح، كما هو مصرح به في الآيتين. حكم الخمر مع الدليل التنظيمي. أما أدلة التحريم من السنة: فهي كثيرة فمنها: ما رواه مسلم عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كل مسكر خمر، وكل مسكر حرام". وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن" وفي مسند أحمد بإسناد صحيح عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أتاني جبريل فقال: (يا محمد، إن الله لعن الخمر، وعاصرها، ومعتصرها، وشاربها، والمحمولة إليه، وبائعها، ومبتاعها، وساقيها، ومسقاها)" وضرر الخمر على الفرد في دينه وجسمه وعقله ونفسه وماله مما لا ريب فيه، وكذلك ضررها على المجتمع والأسرة.
((المغني)) (9/159). ، وابنُ تيميَّةَ [20] قال ابن تيمية: (فإنَّ خَمرَ العِنَبِ قد أجمع المُسلِمونَ على تحريم قليلِها وكثيرِها، ولا فَرقَ في الحِسِّ ولا العَقلِ بين خمرِ العِنَبِ والتَّمرِ، والزَّبيبِ والعَسَل؛ فإنَّ هذا يصُدُّ عن ذِكرِ الله وعن الصَّلاةِ، وهذا يصُدُّ عن ذِكرِ اللهِ وعن الصَّلاةِ، وهذا يُوقِعُ العَداوةَ والبَغضاءَ، وهذا يُوقِعُ العداوةَ والبَغضاءَ). ((الفتاوى الكبرى)) (3/417). ، وابنُ حَجَرٍ [21] قال ابن حجر: (وقد انعقد الإجماعُ على أنَّ القليلَ مِن الخمر المُتَّخَذة مِن العِنَبِ يَحرُمُ قليلُه وكثيرُه، وعلى أنَّ العِلَّةَ في تحريمِ قَليلِه كَونُه يدعو إلى تناوُلِ كثيرِه، فيلزَمُ ذلك مَن فَرَّق في الحُكمِ بين المُتَّخَذةِ مِن العِنَبِ وبين المُتَّخَذةِ مِن غيرِها). حكم الخمر مع الدليل الارشادي. ((فتح الباري)) (10/40). انظر أيضا:
الفرع الثَّاني: حكم الخَمرِ المُتَّخَذةِ مِن غَيرِ العِنَبِ.