تاريخ النشر: الثلاثاء 30 ربيع الأول 1436 هـ - 20-1-2015 م
التقييم:
رقم الفتوى: 282625
29759
0
205
السؤال
ما حكم الدعاء بين التشهد الأخير والسلام بأي شيء من الأدعية ، ومن قال ذكرا ثم توقف عنه ظناً منه أنه يبطل الصلاة فسلم وأنهى صلاته ، فهل بهذا تبطل الصلاة ؟! الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن المرجح من أقوال العلماء أن الدعاء بعد التشهد الأخير وقبل السلام مستحب بأي شيء من خيري الدنيا والآخرة؛ فعن عبدالله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه علمهم التشهد، ثم قال في آخره: ثم لتختر من المسألة ما تشاء. رواه مسلم. الدعاء بعد التشهد الأخير وقبل السلام. والأفضل أن يبدأ دعاءه بعد الانتهاء من التشهد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، بالاستعاذة من الأربع المذكورة في الحديث؛ فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إذا فرغ أحدكم من التشهد الآخر فليتعوذ بالله من أربع: من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر المسيح الدجال ». رواه مسلم. ثم يدعو بعد ذلك بما شاء من خيري الدنيا والآخرة. ولا تبطل صلاة مَن ذكر فيها ذكرا مشروعا ثم توقف عنه؛ قال ابن قدامة في المغني وهو يتحدث عن زيادات الأقوال في الصلاة: القسم الثاني: ما لا يبطل عمده الصلاة، وذكر منه: أن يأتي المصلي بذكر مشروع في الصلاة في غير محله، كالقراءة في الركوع والسجود، والتشهد في القيام، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الأول.. اهـ
والله أعلم.
حكم الدعاء بعد التشهد الأول والأخير
في الصلاة أحب التطويل في الدعاء ما بين بعد التشهد وقبل السلام؛ فهل هذا يجوز وهل هذا يخرج من الصلاة؟
الـجـــواب
لا يؤثر ذلك على صحة الصلاة، فيجوز لك الدعاء بعد التشهد الثاني وقبل السلام بما شئت. قال الإمام شيخي زادة في "مجمع الأنهر في شرح ملتقى الأبحر" (1/ 90 ط دار إحياء التراث العربي):[ (والدعاء) يعني بعد التشهد في القعدة الأخيرة لنفسه ولوالديه إن كانا مؤمنين ولجميع المؤمنين والمؤمنات لقوله – عليه الصلاة والسلام – « إذا صلى أحدكم فليبدأ بالثناء على الله – تعالى – ثم بالصلاة ثم بالدعاء. »]. حكم الدعاء بعد التشهد الأول والأخير. وقال الإمام الحطاب الرعيني المالكي في "مواهب الجليل في شرح مختصر خليل" (1/ 543 ط دار الفكر- بيروت):[صرح في سماع أشهب بأن الدعاء بعد التشهد الثاني جائز ولم يحك فيه خلافا وقال في الكافي وينبغي لكل مسلم أن لا يترك الصلاة على النبي – صلى الله عليه وسلم – مع تشهده في آخر صلاته وقبل سلامه فإن ذلك مرغب فيه، ومندوب إليه وأحرى أن يستجاب له دعاؤه فإن لم يفعل لم تفسد، صلاته وأما التشهد الأول فلا يزيد فيه على التشهد الأول دعاء ولا غيره فإن دعا تفسد صلاته «وقد كان النبي – صلى الله عليه وسلم – إذا جلس في التشهد الأول خفف حتى كأنه على الرضف»].
يقول: وما أسررتُ، وما أعلنتُ ، "ما أسررتُ": ما أخفيتُ، "ما أعلنتُ" يعني: ما أظهرتُ، وما أسرفتُ؛ يعني: جاوزتُ فيه الحدّ. فهذا يقوله مُبالغةً في طلب الغُفران بذكر أنواع العصيان: السّر، والعلانية، ما تقدَّم، وما تأخَّر. وما أنت أعلمُ به مني يعني: مما لا أعلمه من ذُنوبي عددًا، ولا حصرًا، ولا حكمًا، مع أنَّ العبدَ حينما يدعو بمثل هذا الدُّعاء: اغفر لي ما قدَّمتُ، وما أخَّرتُ يرد عليه معنى زائد على ما يُقال في حقِّ النبي ﷺ، فإنَّ العُلماء يذكرون معنًى في أدعيةٍ أخرى مما يقوله العبدُ فيما يتَّصل به، أمَّا النبي ﷺ فلا يُقال ذلك في حقِّه -عليه الصَّلاة والسَّلام-.
وقال الحسن: سبح اسم ربك الأعلى أي صل لربك الأعلى. وقل: أي صل بأسماء الله ، لا كما يصلي المشركون بالمكاء والتصدية. وقيل: ارفع صوتك بذكر ربك. قال جرير:
قبح الإله وجوه تغلب كلما سبح الحجيج وكبروا تكبيرا
سوره سبح اسم ربك الاعلي ماهر المعيقلي
[ ص: 13] سورة الأعلى
مكية في قول الجمهور. وقال الضحاك: مدنية. وهي تسع عشرة آية. بسم الله الرحمن الرحيم سبح اسم ربك الأعلى يستحب للقارئ إذا قرأ سبح اسم ربك الأعلى أن يقول عقبه: سبحان ربي الأعلى; قاله النبي - صلى الله عليه وسلم - وقاله جماعة من الصحابة والتابعين على ما يأتي. وروى جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال: " إن لله تعالى ملكا يقال له حزقائيل ، له ثمانية عشر ألف جناح ، ما بين الجناح إلى الجناح مسيرة خمسمائة عام ، فخطر له خاطر هل تقدر أن تبصر العرش جميعه ؟ فزاده الله أجنحة مثلها ، فكان له ستة وثلاثون ألف جناح ، ما بين الجناح إلى الجناح خمسمائة عام. ثم أوحى الله إليه: أيها الملك ، أن طر ، فطار مقدار عشرين ألف سنة فلم يبلغ رأس قائمة من قوائم العرش. ثم ضاعف الله له في الأجنحة والقوة ، وأمره أن يطير ، فطار مقدار ثلاثين ألف سنة أخرى ، فلم يصل أيضا فأوحى الله إليه أيها الملك ، لو طرت إلى نفخ الصور مع أجنحتك وقوتك لم تبلغ ساق عرشي. فقال الملك: سبحان ربي الأعلى " فأنزل الله تعالى: سبح اسم ربك الأعلى. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " اجعلوها في سجودكم ". ذكره الثعلبي في ( كتاب العرائس) له.
سوره سبح اسم ربك الاعلي صوره
والمراد كذلك: سبحه ذاكرًا اسمه تعالى بالقلب واللسان، على وجه التعظيم. ويدل لهذا المعنى قوله تعالى: ﴿ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ﴾. وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: لما نزلت: ﴿ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ﴾.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اجعلوها في ركوعكم »، ولما نزلت: ﴿ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ﴾.. قال: « اجعلوها في سجودكم». وذلك ليقرن أثر التنزيه الفعلي، بأثر التنزيه القولي. والافتتاح في سورة الأعلى بأمر النبي صلى الله عليه وسلم بأن يسبح اسم ربه بالقول، يؤذن بأنه سيلقي إليه عقبه بشارةً وخيرًا له وذلك قوله: ﴿ سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى ﴾. وفي آيات أخر جاء الأمر بتسبيح الله تعالى؛ كقوله:﴿ فَسُبْحَانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ﴾ [2] ، وجاء أيضًا مقرونا بالضمير العائد إلى الله؛ كقوله: ﴿ وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا ﴾ [3]. وهنا في سورة الأعلى لما ألحد في أسماء الله قوم، ونزَّهها آخرون، جاء التسبيح للاسم، كقوله تعالى: ﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴾ [4]. ويكون تنزيه أسماء الله تعالى على وجوه: 1 – تنزيه اسم الله عمَّا ألحد فيه الملحدون: كتنزيه اسم الله تعالى عن كل ما لا يليق بجلاله، 2 – تنزيه اسم الله عن إطلاقه على الأصنام: كاللات والعزى، واسم الآلهة.
سَبِح اسمَ رَبِكَ الاعلى الذي خَلقَ فَسَوى سورة الاعلى بصوت القارئ عبد الرحمن مسعد - YouTube