يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) القول في تأويل قوله: يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) قال أبو جعفر: يعني جل ثناؤه بقوله - خبرًا عن قِيل ملائكته لمريم: " يا مريم اقنتي لربك " ، أخلصي الطاعة لربك وحده. * * * وقد دللنا على معنى " القنوت " ، بشواهده فيما مضى قبل. (88) والاختلافُ بين أهل التأويل فيه في هذا الموضع، نحو اختلافهم فيه هنالك. وسنذكر قول بعضهم أيضًا في هذا الموضع. فقال بعضهم: معنى " اقنتي" ، أطيلي الرُّكود. يا مريم اقنتي لربك واسجدي. ذكر من قال ذلك: 7038 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم، عن عيسى،عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: " يا مريم اقنتي لربك " ، قال: أطيلي الركود، يعني القنوت. 7039 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد مثله. 7040 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج " اقنتي لربك " ، قال قال مجاهد: أطيلي الركود في الصّلاة = يعني القنوت. 7041 - حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا عبد الله بن إدريس، عن ليث، عن مجاهد قال: لما قيل لها: " يا مريم اقنتي لربك " ، قامت حتى وَرِم كعباها.
تفسير يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي.. - إسلام ويب - مركز الفتوى
وبذلك يتبين لكل ذي عقل سليم أن الإسلام الذي جاء به محمد صلّى الله عليه وسلّم هو الدين الحق، لأنه قد قال القول الحق في شأن مريم وابنها عيسى- عليه السّلام- أما أهل الكتاب من اليهود والنصارى فقد اختلفوا في شأنهما اختلافا عظيما أدى بهم إلى الضلال والخسران. يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين. ﴿ تفسير ابن كثير ﴾
( يامريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين) أما القنوت فهو الطاعة في خشوع كما قال تعالى: ( بل له ما في السماوات والأرض كل له قانتون) [ البقرة: 116]. وقد قال ابن أبي حاتم: حدثنا يونس بن عبد الأعلى ، أخبرنا ابن وهب ، أخبرني عمرو بن الحارث: أن دراجا أبا السمح حدثه عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " كل حرف في القرآن يذكر فيه القنوت فهو الطاعة ". ورواه ابن جرير من حديث ابن لهيعة ، عن دراج ، به ، وفيه نكارةوقال مجاهد: كانت مريم ، عليها السلام ، تقوم حتى تتورم كعباها ، والقنوت هو: طول الركوع في الصلاة ، يعني امتثالا لقوله تعالى: ( يا مريم اقنتي لربك) بل قال الحسن: يعني اعبدي لربك ( واسجدي واركعي مع الراكعين) أي: كوني منهم. وقال الأوزاعي: ركدت في محرابها راكعة وساجدة وقائمة ، حتى نزل الماء الأصفر في قدميها ، رضي الله عنها.
(يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ )٤٣- للمرجع السيد المدرسي - Youtube
ذاك عابد هارب من الدنيا، له مع ربه شأن لا يعنينا منه إلا الإشارة إلى أنه حاد عن المنهاج القرآني النبوي الجهادي إلى الفضيلة الفردية.. ليل المؤمن للتبتل، ونهاره للسبح الطويل. وهو السعي في حوائجه الدنيوية مثل الكسب، وحوائجه الأخروية مثل الجهاد. ولا يفترق شأن آخرة المؤمن عن شأن دنياه إلا اصطلاحا. وإلا فكل عمله جهاد، يسري في سبح النهار تبتلُ الليل" (3). للمؤمن والمؤمنة في يومهما وقتان: ليله ونهاره. متى كان ليله ليل المتبتلين ونهاره نهار المجاهدين فقد استغرق عمره في الطهر. (يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ )٤٣- للمرجع السيد المدرسي - YouTube. "مع الراكعين":
دعوة منه سبحانه للحركة والفاعلية وليس للانعزال عن الناس؛ أي كوني معهم وبصحبتهم، معية هنا وهناك، هي معنى الصحبة ومع الجماعة. وهي أول خصلة من الخصال العشر التي ذكرها المرشد في المنهاج وقرنها بالجماعة. روى الشيخان واللفظ لمسلم عن أبي سعيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " يأتي على الناس زمان يغزو فئام (جماعة) من الناس. فيقال لهم: فيكم من رأى رسول الله صلى عليه وسلم؟ فيقولون: نعم! فيفتح لهم. ثم يغزو فئام من الناس، فيقال لهم: فيكم من رأى من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون: نعم! فيفتح لهم.
إسلام ويب - تفسير القاسمي - تفسير سورة آل عمران - تفسير قوله تعالى يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين- الجزء رقم4
ولم يخرجه مِنْ هَذَا الْوَجْهِ سِوَى مُسْلِمٍ، فَإِنَّهُ رَوَاهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَافِعٍ وَعَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ، كِلَاهُمَا عَنْ عَبْدِالرَّزَّاقِ بِهِ. الشيخ: ومُراد أبي هريرة أنَّ هذا المدح لنساء قريش قد ركبن الإبل، فلسن مُفضّلين على مريم؛ لأنها لم تركب الإبل، فضلها باقٍ على حاله، يعني: فوق فضل نساء قريش..... : خير نساءٍ ركبن الإبل نساء قريشٍ يعني: فلا يظنّ أحدٌ أنهن يفضلن مريم؛ لأنها لم تركب الإبل، وإنما فُضِّلن على مَن ركب الإبل. تفسير يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي.. - إسلام ويب - مركز الفتوى. والصواب جوابٌ آخر: وهو أنَّ مريم اصطُفيت على نساء العالمين، عالمي زمانها، مثلما اصطفى بني إسرائيل على العالمين، يعني: على عالمي زمانهم ووقتهم، وليس بنو إسرائيل أفضل من هذه الأمّة، هذه الأمّة خير الأمم، وأفضل الأمم، وهكذا مريم اصطُفيت في زمانها، وعلى نساء زمانها، وليست أفضل من خديجة، ولا من عائشة رضي الله عن الجميع. والحاصل أنَّ مُراد أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه أنَّ قول النبي: خير نساءٍ ركبن الإبل لا يدخل فيه مريم؛ لأنها لم تركب الإبل، بل فضلها باقٍ على حاله على غيرها من النِّساء. وفي الحديث الآخر: كمل من الرِّجال كثيرٌ، ولم يكمل من النِّساء إلا آسيا بنت مُزاحم، ومريم بنت عمران ، وفي اللَّفظ الآخر: وخديجة بنت خويلد.
فصل: إعراب الآية رقم (44):|نداء الإيمان
وكأن ما تقدم من حيثيات الاصطفاء يستحق منها القنوت، أي العبادة الخالصة الخاضعة الخاشعة المستديمة؛ دعوة إلهية لمريم الصالحة؛ خشوع وركوع، وحياة موصولة بالله تمهيدا للأمر العظيم الخالد. قام صلى الله عليه وسلم، وقام أصحابه السنوات الطويلة، وبقي قيام الليل بالنوافل والتلاوة والدعاء والخشوع مدخلا ضروريا إلى عالم التزكي والتطهر والتقدس. يقول المرشد رحمه الله: "المؤمن يجب أن تكون في حياته اليومية معالم لتكون قدمه راسخة في زمن العبادة والجهاد لا في زمن العادة واللهو. هنالك أوقات المهنة والأسرة والمدرسة والشغل، فيجب ألا يمنع توقيت زمن الوظائف الدنيوية عن إقامة الصلاة في وقتها بأي ثمن" (2). نقلة تنقلها التربية من ليل اللهو ونهار السبح الطليق المتسيب إلى زمن مضبوط. نقلة من العمر المبذر العابث إلى حياة ذات معنى. "واسجدي واركعي":
في هذه الآية تم تقديم السجود على الركوع، والواو فيها تفيد الاشتراك لا الترتيب، وهي تفيد أن غاية قرب العبد من الله أن يكون ساجدا، قال عليه الصلاة والسلام: "أقرب ما يكون العبد من ربه إذا سجد". فصل: إعراب الآية رقم (44):|نداء الإيمان. ومفاده أيضا أنه أدخل في الشكر، والمقام هنا مقام شكر. يقول الإمام المرشد رحمه الله: "ليس المؤمن المتزكي من يتفرغ ليله ونهاره للسجود والركوع.
يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ - تلاوة خاشعة وجميلة جداً - YouTube
وَذَكَرَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِالْعَزِيزِ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ، عَنْ أَبِي شَوْذَبٍ. الشيخ: المعروف: ابن شوذب، انظر "التقريب" إن كان بأبي..... يقال: ابن وأبو، انظر: عبدالله بن شوذب، المعروف: ابن شوذب. قَالَ: كَانَتْ مَرْيَمُ عَلَيْهَا السَّلَامُ تَغْتَسِلُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ. ثُمَّ قَالَ تَعَالَى لِرَسُولِهِ بعدما أَطْلَعَهُ عَلَى جَلِيَّةِ الْأَمْرِ: ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ أَيْ: نَقُصُّهُ عَلَيْكَ، وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ [آل عمران:44] أَيْ: مَا كُنْتَ عِنْدَهُمْ يَا مُحَمَّدُ فَتُخْبِرَهُمْ عَنْهُمْ مُعَايَنَةً. الشيخ: فتُخبرهم يعني: فتعلم أحوالهم، إنما جاءك الخبرُ من الله ، وما كنت عندهم تُشاهدهم...........
عَمَّا جَرَى، بَلْ أَطْلَعَكَ اللَّهُ عَلَى ذلك كأنَّك حاضرٌ وشاهدٌ لِمَا كَانَ مِنْ أَمْرِهِمْ حِينَ اقْتَرَعُوا فِي شَأْنِ مَرْيَمَ: أَيُّهُمْ يَكْفُلُهَا؟ وَذَلِكَ لِرَغْبَتِهِمْ فِي الْأَجْرِ.
أما شرح أحوال أهل العقاب فهو المذكور في هذه الآية ، وهو قوله: ( وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا) قال ابن زيدان: سوق الذين كفروا إلى جهنم يكون بالعنف والدفع ، والدليل عليه قوله تعالى: ( يوم يدعون إلى نار جهنم دعا) [الطور: 13] أي يدفعون دفعا ، نظيره قوله تعالى: ( فذلك الذي يدع اليتيم) [الماعون: 2] أي يدفعه ، ويدل عليه قوله تعالى: ( ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا) [مريم: 86].
فصل: إعراب الآية رقم (72):|نداء الإيمان
{ { يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ}} التي أرسلهم اللّه بها، الدالة على الحق اليقين بأوضح البراهين. { { وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا}} أي: وهذا يوجب عليكم اتباعهم والحذر من عذاب هذا اليوم، باستعمال تقواه، وقد كانت حالكم بخلاف هذه الحال؟ { { قَالُوا}} مقرين بذنبهم، وأن حجة اللّه قامت عليهم: { { بَلَى}} قد جاءتنا رسل ربنا بآياته وبيناته، وبينوا لنا غاية التبيين، وحذرونا من هذا اليوم. { { وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ}} أي: بسبب كفرهم وجبت عليهم كلمة العذاب، التي هي لكل من كفر بآيات اللّه، وجحد ما جاءت به المرسلون، فاعترفوا بذنبهم وقيام الحجة عليهم. فـ { { قِيلَ}} لهم على وجه الإهانة والإذلال: { { ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ}} كل طائفة تدخل من الباب الذي يناسبها ويوافق عملها. { { خَالِدِينَ فِيهَا}} أبدا، لا يظعنون عنها، ولا يفتر عنهم العذاب ساعة ولا ينظرون. فصل: إعراب الآية رقم (72):|نداء الإيمان. { { فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ}} أي: بئس المقر، النار مقرهم، وذلك لأنهم تكبروا على الحق، فجازاهم اللّه من جنس عملهم، بالإهانة والذل، والخزي. #أبو_الهيثم #مع_القرآن
5
0
40, 306
وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً ...
ثم قال تعالى عنهم: نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ [الزمر:74]، أي: نمشي فيها وننزل ونسكن حيث نشاء، فليس فيها مكان خاص، ومنازل أهل الجنة تتراءى كما نتراءى الكواكب في بعدها وعلوها، لا إله إلا الله. وأنت حين ترفع رأسك تنظر إلى كواكب السماء وأفلاكها وفوق تلك السماء وفوقها سماء أخرى، وهكذا سبع سماوات وبعدها عالم السعادة، الجنة دار السلام ودار الأبرار، ودنيانا هذه لا تساويها بشيء، وقد ضرب الرسول صلى الله عليه وسلم مثل دنيانا كقطرة ماء في البحر بالنسبة الدار الآخرة، وإذا تأملت ما تحت الأرض ستجد أنه عالم الشقاء جهنم والعياذ بالله. وهو عالم كله شقاء، ونحن في الأرض في الوسط بين عالم السعادة العلوي وبين عالم الشقاء السفلي، فإن آمنا واستقمنا وتبنا وعبدنا الله عز وجل أسكننا الجنة، وإن كفرنا وأشركنا وعصينا وفسقنا وفجرنا أنزلنا عالم الشقاء النار.
تفسير سورة الزمر الآيات من [71-75] - جمهرة العلوم
وناسب كونها حالا أن أبواب الأفراح تكون مفتحة لانتظار من يجيء إليها ، بخلاف أبواب السجون. ( وقال لهم خزنتها سلام عليكم): يحتمل أن يكون تحية منهم عند ملاقاتهم ، وأن يكون خبرا بمعنى السلامة والأمن. ( طبتم) أي: أعمالا ومعتقدا ومستقرا وجزاء. ( فادخلوها خالدين) أي: مقدرين الخلود. ( وقالوا) أي: الداخلون الجنة ( الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض) أي: ملكناها نتصرف فيها كما نشاء ، تشبيها بحال الوارث وتصرفه فيما يرثه. وقيل: ورثوها من أهل النار ، وهي أرض الجنة ، ويبعد قول من قال هي أرض الدنيا ، قاله قتادة وابن زيد والسدي. ( نتبوأ) منها ، ( حيث نشاء): أي نتخذ أمكنة ومساكن. والظاهر أن قوله: ( فنعم أجر العاملين): أي بطاعة الله هذا الأجر من كلام الداخلين. وقال مقاتل: هو من كلام الله تعالى. ( وترى الملائكة حافين): الخطاب للرسول حافين. قال الأخفش: واحدهم حاف. وقال الفراء: لا يفرد. وقيل: لأن الواحد لا يكون حافا ، إذ الحفوف: الإحداق بالشيء من حول العرش. تفسير سورة الزمر الآيات من [71-75] - جمهرة العلوم. قال الأخفش: من زائدة ، أي حافين حول العرش; وقيل: هي لابتداء الغاية. والظاهر عود الضمير من بينهم على الملائكة ، إذ ثوابهم ، وإن كانوا معصومين ، يكون على حسب تفاضل مراتبهم.
[الزمر 71-72] قال السعدي في تفسيره: لما ذكر تعالى حكمه بين عباده، الذين جمعهم في خلقه ورزقه وتدبيره، واجتماعهم في الدنيا واجتماعهم في موقف القيامة ، فرقهم تعالى عند جزائهم، كما افترقوا في الدنيا بالإيمان والكفر، والتقوى والفجور، فقال: { { وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ}} أي: سوقا عنيفا، يضربون بالسياط الموجعة، من الزبانية الغلاظ الشداد، إلى شر محبس وأفظع موضع، وهي جهنم التي قد جمعت كل عذاب، وحضرها كل شقاء، وزال عنها كل سرور، كما قال تعالى: { { يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا}} أي: يدفعون إليها دفعا، وذلك لامتناعهم من دخولها. ويساقون إليها { { زُمَرًا}} أي: فرقا متفرقة، كل زمرة مع الزمرة التي تناسب عملها، وتشاكل سعيها، يلعن بعضهم بعضا، ويبرأ بعضهم من بعض. { { حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا}} أي: وصلوا إلى ساحتها { { فُتِحَتْ}} لهم أي: لأجلهم { { أَبْوَابُهَا}} لقدومهم وقِرًى لنزولهم. { وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا} مهنئين لهم بالشقاء الأبدي، والعذاب السرمدي، وموبخين لهم على الأعمال التي أوصلتهم إلى هذا المحل الفظيع: { { أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ}} أي: من جنسكم تعرفونهم وتعرفون صدقهم، وتتمكنون من التلقي عنهم؟.