وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى
رجسهم وماتوا وهم كافرون) التوبة / 124 – 125 ، والآيات في ذلك كثيرة. وننزل من القران ماهو شفاء ورحمة للمؤمنين. قال قتادة - في قوله: ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة
للمؤمنين) -: إذا سمعه المؤمن انتفع به وحفظه ووعاه ، ولا يزيد الظالمين إلا خساراً ، أي: لا ينتفع به ولا يحفظه ولا يعيه فإن الله جعل هذا القرآن
شفاء ورحمة للمؤمنين.
" تفسير ابن كثير " ( 3 / 60). وقال الله تعالى: ( يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم
وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين) يونس / 57 ، وقال الله تعالى: ( ولو جعلناه قرءاناً أعجمياً لقالوا لولا فصلت آياته
ءاعجمي وعربي قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد) فصلت / 44. وفيه هداية الناس من الضلال إلى الحق قال الله تعالى: (
ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين) البقرة / 2 ، وقال الله تعالى: ( وكذلك أوحينا إليك قرآناً عربياً لتنذر أم القرى ومن حولها
وتنذر يوم الجمع لا ريب فيه فريق في الجنة وفريق في السعير) الشورى / 9 ، وقال الله تعالى: ( وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما
كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم.
- وننزل من القران ماهو شفاء ورحمة للمؤمنين
- ليلة النصف من شعبان ابن عثيمين
وننزل من القران ماهو شفاء ورحمة للمؤمنين
بعبارة أُخرى: إِنّ الشفاء إِشارة إِلى (التطهير) و(الرحمة) إِشارة إِلى (البناء الجديد). إِنَّ الأمراض الروحية والأخلاقية لها شبه كبير بالأمراض الجسمية للإِنسان، فالإِثنان يقتلان، والإِثنان يحتاجان إِلى طبيب وعلاج ووقاية، والإِثنان قد يسريان للآخرين، ويجب في كل منهما معرفة الأسباب الرئيسة ثمّ معالجتها. وفي كل منهما قد يصل الحال بالمصاب الى عدم امكانية العلاج، ولكن في أكثر الأحيان يتم علاجها والشفاء منها، إِلاَّ أنَّ العلاج قد لا ينفع في أحيان أُخرى. إِنَّهُ شبهُ جميل وذو معاني مُتعدِّدة; فالقرآن يُعتبر وصفة شفاء للذين يريدون محاربة الجهل والكبر والغرور والحسد والنفاق... القرآن وصفة شفاء لمعالجة الضعف والذّلة والخوف والإِختلاف والفرقة. وننزل من القرآن ماهو شفاء للناس. وكتاب الله الأعظم وصفة شفاء للذين يئنّون مِن مرض حبّ الدنيا والإِرتباط بالمادة والشهوة. وأخيراً فإنَّ كتاب الله وصفة شفاء لإِزالة حُجب الشهوات المظلمة التي تمنع مِن التقرب نحو الخالق عزَّوجلّ.
بقلم |
علي الكومي |
الاثنين 21 سبتمبر 2020 - 09:26 م
قال الله تعالي في محكم أياته في سورة الإسراء وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (82) المفسرون والمتخصصون في علوم القرآن علقوا علي هذه الأية بالقول أن الآية تُعطينا نموذجين لتلقِّي القرآن: إنْ تلقَّاه المؤمن كان له شفاء ورحمة، وإنْ تلقّاه الظالم كان عليه خَسَار، والقرآن حَدَّدَ الظالمين لِيُبَيِّن أن ظلمهم هو سبب عدم انتفاعهم بالقرآن؛ لأن القرآن خير في ذاته وليس خساراً. وهذا يؤشر إلي اعتقاد مفاده أن سلامة الطبع أو فساده لها أثر في تلقِّي القرآن والانفعال به وهو تلق عالجه القرآن في قوله تعالى: {وَإِذَا مَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هذه إِيمَاناً فَأَمَّا الذين آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ وَأَمَّا الذين فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْساً إلى رِجْسِهِمْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كَافِرُونَ} [التوبة: 124 - 125. وننزل من القرآن ماهو شفاء بالانجليزي. سلامة الطبع ضرورةلتلقي القرآن وكذلك تكررت معالجة هذا الأمر في قول الله تعالى: {وَمِنْهُمْ مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حتى إِذَا خَرَجُواْ مِنْ عِندِكَ قَالُواْ لِلَّذِينَ أُوتُواْ العلم مَاذَا قَالَ آنِفاً أولئك الذين طَبَعَ الله على قُلُوبِهِمْ واتبعوا أَهْوَآءَهُمْ والذين اهتدوا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقُوَاهُمْ} [محمد: 16 - 17] وقولهم: {مَاذَا قَالَ آنِفاً.. } [محمد: 16] دليل على عدم اهتمامهم بالقرآن، وأنه شيء لا يُؤْبَهُ له.
دعاء ليلة النصف من شعبان
هناك العديد من الأدعية المأثورة عن السلف الصالح والتي من المعتاد ترديدها في ليلة 15شعبان ومن هذه الأدعية ما يلي:-
«اللَّهُمَّ يَا ذَا الْمَنِّ وَلَا يُمَنُّ عَلَيْهِ، يَا ذَا الْجَلَالِ وَالإِكْرَامِ، يَا ذَا الطَّوْلِ وَالإِنْعَامِ. لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ظَهْرَ اللَّاجِئينَ، وَجَارَ الْمُسْتَجِيرِينَ، وَأَمَانَ الْخَائِفِينَ.
ليلة النصف من شعبان ابن عثيمين
وقد اغتر بهذا الحديث
جماعة من الفقهاء كصاحب (الإحياء) وغيره وكذا من المفسرين، وقد رويت صلاة هذه
الليلة- أعني: ليلة النصف من شعبان على أنحاء مختلفة كلها باطلة موضوعة، ولا
ينافي هذا رواية الترمذي من حديث عائشة لذهابه إلى البقيع، ونزول الرب ليلة
النصف إلي سماء الدنيا، وأنه يغفر لأكثر من عدة شعر غنم بني كلب، فإن الكلام
إنما هو في هذه الصلاة الموضوعة في هذه الليلة، على أن حديث عائشة هذا فيه
ضعف وانقطاع، كما أن حديث علي الذي تقدم ذكره في قيام ليلها، لا ينافي كون
هذه الصلاة موضوعة، على ما فيه من الضعف حسبما ذكرناه" انتهى المقصود. وقال الحافظ العراقي: (حديث صلاة ليلة النصف موضوع على رسول الله وكذب عليه،
وقال الإمام النووي في كتاب: (المجموع): (الصلاة المعروفة بصلاة الرغائب، وهي
اثنتا عشرة ركعة بين المغرب والعشاء، ليلة أول جمعة من رجب، وصلاة ليلة النصف
من شعبان مائة ركعة، هاتان الصلاتان بدعتان منكرتان، ولا يغتر بذكرهما في
كتاب: (قوت القلوب)، و(إحياء علوم الدين)، ولا بالحديث المذكور فيهما، فإن كل
ذلك باطل، ولا يغتر ببعض من اشتبه عليه حكمهما من الأئمة فصنف ورقات في
استحبابهما، فإنه غالط في ذلك). وقد صنف الشيخ الإمام: أبو محمد عبد الرحمن بن إسماعيل المقدسي كتابا نفيسا
في إبطالهما، فأحسن فيه وأجاد، وكلام أهل العلم في هذه المسألة كثير جدا، ولو
ذهبنا ننقل كل ما اطلعنا عليه من كلام في هذه المسألة، لطال بنا الكلام، ولعل
فيما ذكرنا كفاية ومقنعا لطالب الحق.
[1]
الاعمال المستحبة عند السنة وفضلها
يوجد عدة أعمال مستحبة عند أهل السنة في ليلة النصف من شعبان ومنها التزين والغسل والتطيب، وفضل ليلة النصف من شعبان كبيرة ولها مكانة كبيرة وعظيمة وهي من أحب الأيام عند الكثير من المسلمين للعبادة والتقرب إلى الله عز وجل، حيث كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقوم بالصيام في شهر شعبان وذلك لأنه الشهر الذي ترفع فيه الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى. ولهذه الليلة المباركة عدة أحاديث جميعها تم تدوينها في مؤلفات كبيرة ومنهم كتاب فضل النصف من شعبان للمؤلف محمد بن اسماعيل بن أبي الصيفي اليمني الشافعي، وكتاب الإيضاح والبيان لما جاء في ليلة النصف من شعبان، جميع هذه المؤلفات ذُكر بها فضل وثواب شهر رمضان المبارك. شاهد أيضًا: كيفية قيام ليلة النصف من شعبان
أهمية ليلة النصف من شعبان عند المسلمين
ليلة النصف من شعبان لها أهمية كبيرة وخاصة عند المسلمين وذلك لأنه قد تم تحويل القبلة فيها من بيت المقدس إلى بيت الله الحرام في مكة المكرمة وهي بالعام الثاني من الهجرة كما قال بعض العلماء، حيث تم تغيير القبلة بعد إن كان يُصلي المسلمين في اتجاه بيت المقدس قرابة ستة عشر شهر، وهذه الليلة يتم إحيائها مرة أخرى في قلوب المسلمين بالصلاة والصوم والتقرب إلى الله بالاستغفار.