الأحد 20 سبتمبر 2015 02:09 ص
أعرب الأكاديمي الإماراتي الموالي للنظام الحاكم في الإمارات، د. «عبدالخالق عبدالله» عن تضامنه مع الكاتب الصحفي السعودي، «جمال خاشقجي»، بسبب محاولات ما أسماها «غرفة التفتيش المظلمة» المتخصصة بمتابعة أصحاب القلم الحر والرأي المستقل. وقال «عبدالله» في تغريدة له عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، تعليقا على تغريدة سابقة لـ«خاشقجي»: «غرفة التفتيش المظلمة متخصصة بمتابعة وملاحقة القلم الحر والرأي المستقل والصوت المتزن والمثقف المستنير والمفكر الشجاع». من جانبه رد «خاشقجي» على «عبدالله» قائلا: «شكرًا للمؤازرة د. عبدالخالق». باحث في التاريخ الاجتماعي يكشف عن أشهر شائعة خرافية في التاريخ السعودي | ماز برس. وكان «خاشقجي» قد تعرض للهجوم من قبل من أسماها «الخلية»، بسبب تعليقه على تعيين «حلمي النمنم» وزيرا للثقافة في مصر، (طالع المزيد). وقال في تغريدة متضمنة أحد الحسابات التابعة للخلية المذكورة: «الخلية المعنية بمتابعتي انتقلت من التفتيش في تغريداتي القديمة ومقالاتي إلى الكتب لعلهم يجدون ما يسكتني ولن يجدوا». وكان «خاشقجى» قد انتقد اختيار «النمنم» لوزارة الثقافة في مصر قائلا: «للعلم؛ لمن يخطط لمناشط ثقافية متبادلة مع الاشقاء بمصر، وزير الثقافة الجديد حلمي النمنم ليس بناقد للوهابية فقط إنه يمقتها ويحملها كل مصائب بلده».
النمنم في السعودية Pdf
كشف الباحث في التاريخ الاجتماعي منصور العساف أن "النمنم" تعد أشهر شائعة خرافية في التاريخ السعودي، مشيرًا إلى أنها بدأت بجدة في الستينيات الهجرية، وعادت للظهور بعد خمسين عامًا في الرياض؛ فملأت الناس بالرعب، ومنعت الطلاب من الذهاب للمدارس. وتفصيلاً، أوضح "العساف" ذلك لبرنامج "في الصورة" مع عبدالله المديفر في حوار بعنوان (تاريخنا الاجتماعي في الصورة) على قناة روتانا خليجية، وقال: "الشائعة لها روايتان، وذُكرت في بعض مذكرات وجهاء جدة، الأولى قيل فيها إن إحدى البواخر قبل رسوّها في مدينة جدة شاهد أحد الموجودين فيها رجلاً دخل دورة المياه، ولما خرج كان له ذيل، فاشتبه به، لكنه هرب منه، فبحث عن الركاب فلم يجدوه، وعندما رست في ميناء جدة نزل الرجل صاحب الذيل منها، وظل سكان أحياء جدة في حالة رعب وقلق من ظهوره، وأُشيع أنه يأكل الناس والأطفال". ولفت الباحث العساف إلى أن مثل هذه القصة ذُكرت في العصر العباسي سنة 304، وذكرها الطبري في تاريخه: "ارتاع الناس من حيوان، يُقال له الزنرب، يأكل الأطفال، ويقطع عضد الرجل، وكانت مشهورة في عهد المقتدر بالله". النمنم في السعودية موقع. واستطرد العساف: "أما الرواية الثانية فتقول إن إحدى المنشدات في أحد الأفراح الشعبية كانت تنشد بالفرح، وشهدت إحدى النساء برِجل حمار، فاختبأت، ثم هربت، ونبهت عنها المنشدة، وظل الناس يتناقلون الرواية، وصدقها الناس بشكل كبير، وصار هناك شبه انحسار لخروج الأطفال للشوارع في جدة في الستينيات الهجرية، ووجدت الأمهات طريقة لتخويف الأبناء بتهديدهم: (لا تطلع الشارع لا يجيك النمنم)".
النمنم في السعودية موقع
اعتبر الباحث السعودي في التاريخ الاجتماعي، منصور العساف، أن حكاية "النمنم" (وهو كائن خرافي يجمع بين صفات الحيوان والإنسان ويأكل البشر)، تعد أشهر شائعة خرافية في التاريخ السعودي. وأشار منصور العساف إلى أن خرافة "النمنم" بدأت بجدة في الستينات الهجرية (1360 هجري، 1940 ميلادي)، وعادت للظهور بعد خمسين عاما في الرياض. وأوضح العساف أن هذه الخرافة ملأت الناس في السعودية بالرعب، وأنها حتى منعت الطلاب من الذهاب للمدارس.
النمنم في السعودية افخم من
دوافع ومخاطر يستخدم الحجازيون أسطورة "النمنم" كما هو واضح، لإحكام السيطرة على شغب الأطفال، والدوافع تكون غالبا حسنة النية، فالأهل يحاولون من خلاله ثنيَ الأطفال عن التسكّع في الشوارع، أو السّهر خارج المنزل، وأحيانا يستخدمونه لبث الدفء في حكايات السمَر، حين تكون الليالي حالكة، وطلبات الأطفال الشجعان تتوالى: (احكي لنا قصة "النمنم").
حادثة المحمل والفراق حتى الموت
في أول موسم حج عام يتولاه الملك عبد العزيز بعد دخوله الحجاز، 1925م، اعترض علماء نجد على مظاهر البدع التي كانت تصاحب «محمل الحجاج المصريين» من موسيقى وأبواق، وغيرها من الطقوس التي اعتاد عليها المصريون، لتهاجم جماعة الإخوان الوهابية المحمل المصري، وتحدث فيه إصابات، ليصدر قائد الحج المصري، اللواء محمود عزمي باشا، أوامره لفرقة الجيش المصاحبة للمحمل بإطلاق النار عليهم. وسقط من جراء المواجهة مع القوة العسكرية المصرية، ما بين خمسة وعشرين إلى أربعين قتيلاً من الإخوان، وكادت أن تحدث فتنة بين المصريين والنجديين، إلا أن الملك عبد العزيز وابنه الأمير فيصل، حافظا على رباطة جأشهما، وانتهت الأزمة بعودة قائد المحمل ورجاله سالمين إلى مصر، حسب رواية الموقع الرسمي للملك فاروق، في حين أن مراجع أخرى أكدت أن أمير الحج المصري، هو الذي أمر بعدم استكمال رحلة المحمل وأخطر بذلك الحكومة المصرية، وعاد من طريق ميناء جدة، لتفادي مواجهة جديدة مع عربان الجزيرة المتشددين. ولم تفلح خطة عزمي باشا في تفادي المواجهة مرة أخرى، إذ ترصد لهم العربان من جماعة الإخوان الوهابية عند مضيق جبلي قبل جدة، وعاودوا الهجوم على الحجاج المصريين؛ ما جعل القوة العسكرية تعاود فتح النار عليهم، وكانت وقتها تضم مدفعية بطارية حديثة، مجهزة بأربعة مدافع متطورة لم يكن للسعوديين قبل بها؛ ما أوقع في صفوفهم نحو 250 قتيلاً وجريحًا، وأجبروا على الفرار، وإثر هذه الواقعة استقبل الوفد المصري في القاهرة استقبالاً رسميًا وشعبيًا.