د ـ وسأله رجل عن معنى (كهيعص) فقال له: لو فسّرتُها لك لمشيت على الماء(٤). هـ ـ وقال النصرُ بن مالك له: يا أبا عبد الله حَدِّثني عن قول الله عزَّ وجَلَّ: (هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ)، قال: (نحن وبنو أمية اختصمنا في الله عَزَّ وجَلَّ، قلنا صدق الله، وقالوا: كذب اللهُ، فنحن وإيّاهم الخصمان يوم القيامة)(٥). تـأمـــــــــلات ...: السلامـ على كريمـ أهل البيت (ع) ؛. و ـ وفي قوله تعالى: (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ) قال (عليه السلام): (هذه فينا أهل البيت)(٦). ز ـ في قوله تعالى: (قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) قال(عليه السلام): (إن القرابة الّتي أمَرَ اللهُ بصلتها وعظم حقّها وجعل الخير فيها قرابتنا أهل البيت الذين أوجب حقَّنا على كلّ مسلم)(7). ح ـ وفسّر النعمة في قوله تعالى: (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) (بما أنعم الله على النبيّ (صلَّى الله عليه وآله) من دينهِ)(8). ط ـ وفسّر الصَمَد بقوله: إنّ الله قد فَسَّرَهُ بقوله: (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ)(9). ي ـ وقال: (الصمد: الذي لا جوف له، والصمد: الذي قد انتهى سؤدده، والصمد: الذي لا يأكل ولا يشرب.
كريم اهل البيت الاماراتي
وبعبارة أخرى، إن أطروحة الإسلام في الإنفاق التي طبقها الإمام الحسن(ع) تسعى إلى جعل الفرد يعيش حالة من الإحساس بالمسؤولية، ضرورة أنه عندما يلتفت إلى أن الإنفاق يمثل عنصراً اجتماعياً، فيعني ذلك أن يعيش المؤمن هموم المجتمع، وكأنها همومه الخاصة، وكما يعمد لعلاج تلك الهموم، فلابد أن يعمد إلى علاج هموم المجتمع أيضاً. كريم أهل البيت - YouTube. وهذا يعني أن للإنفاق في أطروحة الإسلام بعدين، أحدهما معنوي روحي، ذلك أنه يدخل في تكوين شخصية الإنسان، ومدى إنسانيته. وثانيهما، اجتماعي، من خلال سعيه إلى تحصيل الاستقرار والكفاية لكافة أفراد المجتمع. وهذا المعنى يؤكد أن التشريعات الإسلامية لا تنحصر في جانب واحد، بل هي شاملة لكافة جوانب حياة الأفراد، فالصلاة مثلاً لا يلحظ فيها القيمة المعنوية للفرد فقط، بل يلحظ فيها أيضاً الأبعاد الأخلاقية الاجتماعية، لكونه السبيل لإبعاد الإنسان عن الفحشاء والمنكر، وهذه قيمة اجتماعية، وكذا أيضاً الصوم، لأنه ليس تربية روحية للفرد فقط، يقويه على التقوى والسيطرة على غرائز النفس، بل يجعله يعيش حالة الإحساس بالأمة والشعور بما يعانيه الفقراء وغيرهم، وهكذا. وهذا هو ما يميز أطروحة الإسلام في عملية الإنفاق دون بقية المذاهب الاقتصادية، ذلك أن بعض المذاهب الاقتصادية الأخرى، لا هم لها إلا إزالة الفقر، والتفاوت بين أفراد المجتمع، بينما أطروحة الإسلام كما عرفت تعمد إلى التربية التكاملية للفرد، سواء في الجانب الاقتصادي برفع حوائج المحتاجين وسد عوز الفقراء، أم في الجانب التربوي، لكون الإنفاق سبيلاً من سبل تكافل المجتمع، أم في الجانب الأخلاقي، لكونه يجعل الفرد متحلياً بأكرم الفضائل والسجايا، وهما صفتا الكرم والجود.
كريم اهل البيت المهجور
وبالجملة، يشير القرآن الكريم إلى فكرة خاطئة عند كثيرين، تحجبهم عن تحصيل خير كثير، ونيل عطاء جم، نتيجة استماعهم لتسويلات شيطانية بأن الإنفاق سبب من أسباب الفقر. وهنا كما عالج القرآن الكريم هذه القضية، وأشار إلى أن ذلك مجرد تسويلات شيطانية لا ينبغي للمؤمن أن يلتفت إليها، أيضاً عالجها الإمام الحسن الزكي(ع)، ضرورة أن إقدامه ليس على الإنفاق، بل على الإكثار من الإنفاق حتى عرف عنه الجود والسخاء، وكثرة الكرم، يكشف عن أن المال لا ينقص متى ما أنفق منه على المحتاجين والفقراء، وأصحاب العوز، بل على العكس تماماً، فإنه كلما ازداد أنفاق الإنسان كان ذلك سبباً رئيساً لنماء المال وزيادته. على أنه يمكن القول أيضاً أن ما أراد الإمام الحسن(ع) تعليمه الأمة، هو عنصر الثقة بالله والتوكل عليه، بمعنى أن يكون للفرد توكلاً واعياً على الله سبحانه، وأنه يضمن رزقه، ومتى ما أخلص لربه وأطاعه بامتـثال ما أمر به، كالإنفاق مثلاً كان ذلك موجباً لاستحقاقه رضى الله وعطائه، وبالتالي لا معنى لأن يخاف شيئاً ما دام محسن الظن به تعالى.
فإذاً أول دواعي الإنفاق هو كون الإنسان ينفق مما رزقه الله سبحانه وتعالى، مما يوجب ارتباط العبد بالله، وازدياد علاقته به. هذا وربما يتصور أنه إذا كان داعي الإنفاق، إحساس الإنسان أن الله سبحانه وتعالى مالك لكل شيء، مما يعني أنه ينفق من مال الله تعالى، فلا يترتب على ذلك أي فائدة أو أثر، ولا يكون للمنفق حينها فضل في إنفاقه. إلا أننا نضيف بأنه ينفق مما رزقه الله تعالى وملكه إياه ملكاً اعتبارياً، مع إيمانه بأنه وكل ما يملكه لله سبحانه، فهو ينفق من ماله الذي ملكه الله إياه، ذلك لأنه وما يملكه ملك لله سبحانه، فيكون له فضل في إنفاقه.