دخلت عبارة "إن شاء الله" قاموس دودن الذي يعد أهم قواميس اللغة الألمانية ومرجعا شاملا في المعاني وقواعد الإملاء، وكتبت بصيغة "inschallah" بالألمانية على موقعه الإلكتروني. وأوضح القاموس أن هذه العبارة ذات جذر عربي وشائعة جدا لدى المسلمين، إلا أنه لم يصدر بعد بيان حول ما إذا كانت ستدرج في النسخة المطبوعة الجديدة من القاموس أم لا. وعبارة "إن شاء الله" هي مصطلح شائع بين المسلمين، وتعنى إثبات المشيئة إلى الله تعالى في أمور المستقبل، وأن كل شيء يحدث إنما هو مقدر عنده سبحانه ومتعلق بمشيئته. هل تعلم أن الكلمة العربية "إن شاء الله" أصبحت الآن كلمة ألمانية؟
بجانب " السلام عليكم" و "ما شاء الله" أًضيفت كلمة " إن شاء الله" إلي قاموس اللغة الألمانية "دودن" العريق. يوجد العديد من الكلمات الألمانية ذات أصول عربية مثل القهوة
هل تعرف أي كلمات ألمانية أخرى ذات أصول عربية؟
— Germany @ Arab World (@almaniadiplo) January 5, 2020
ويتشابه هذا المصطلح مع آخر شائع هو "بإذن الله"، ولا فرق بينهما فكلاهما له نفس المعنى والاستعمال القرآني، ويستخدم في الديانة اليهودية والمسيحية في ذات المعنى ويختلف في اللفظ. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الأنعام - الآية 148. ويعد هذا المصطلح منتشرا في شبه الجزيرة الإيبيرية التي حكمها المسلمون ما بين القرنين الثامن والخامس عشر، وهو في الإسبانية "ojalá" والبرتغالية "oxalá" وتعنيان "إن أراد الله" أو "إن شاء الله".
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الأنعام - الآية 148
لذلك نجد أنّ الصّحابة رضي الله عنهم كانوا في غاية الحرص على ألّا يسلموا أنفسهم لهذا الوهم والتخريص وخداع الذّات؛ فممّا يروى أن أحد اللّصوص سرق في عهد عمر رضي الله عنه فأُحضر بين يديه فسأله عمر قائلًا: لم سرقت؟ فقال: قدّر الله عليّ ذلك، فقال عمر رضي الله عنه: اضربوه ثلاثين سوطًا ثم اقطعوا يده، فقيل له: ولم؟ فقال: يقطع لسرقته ويضرب لكذبه على الله. ما اعراب ما شاء الله كان. وأختم بكلامٍ نفيسٍ قاله سيّد قطب في "الظلال" تعليقًا على هذه الآيات:
"إن لله أوامر ونواهي معلومة علمًا قطعيًّا، فلماذا يتركون هذه المعلومات القطعيّة ليمضوا وراء الحدس والخرص في وادٍ لا يعلمونه؟
هذا هو فصل القول في هذه القضيّة؛ إنّ الله لا يكلّف الناس أن يعلموا غيبَ مشيئته وقدره حتى يكيّفوا أنفسهم على حسبه، إنّما يكلّفهم أن يعلموا أوامره ونواهيه ليكيّفوا أنفسهم على حسبها، وهم حين يحاولون هذا يقرّر الله سبحانه أنه يهديهم إليه، ويشرح صدورهم للإسلام، وهذا حسبهم في القضية التي تبدو عندئذٍ في واقعها العملي يسيرةً واضحةً بريئةً من غموض ذلك الجدل وتحكّماته! ". المصدر: الجزيرة مباشر
هل السؤال عن ارتكاب المعصية تحت تأثير القدر والإرادة الإلهيّة جديدٌ معاصر أم قديم ذكره السّابقون؟ وهل ورد في القرآن الكريم؟ وكيف تعامل معه القرآن الكريم إن كان قد ذكره؟ هكذا تساءل صديقي وهو ينظرُ إليّ بشغف. آيات قرآنيّة ثلاث
يا صديقي؛ إنّ هذه الطريقة في الاحتجاج على عدم المسؤوليّة عن الأفعال، وإلقاء تبعاتها على مشيئة الله تعالى، بدعوى أنّ الله عزّ وجلّ كتب ذلك وقدّره ليست حديثة، والسؤال عنها ليسَ سؤالًا معاصرًا بل هو سؤال قديم يتمّ إنتاجه في كلّ مرحلةٍ بصياغة مختلفة، ويلبس في كلّ عصر ثوبًا جديدًا غير أنّ جوهر الفكرة واحد منذ بداية الدّعوة الإسلاميّة وتذرّع المشركين لشركهم بإرادة الله تعالى ومشيئته. وقد بيّن الله تعالى ذلك في أكثر من موضع من الكتاب الكريم ورسم منهجًا عامًّا للرّدّ على هذه الذّريعة. ماشاء الله كان. ففي سورة الأنعام يقول تعالى: "سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ ۚ كَذَٰلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ حَتَّىٰ ذَاقُوا بَأْسَنَا ۗ قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا ۖ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ".