وأما الحديث الثالث: فقد أخرجه أحمد في مسنده ، و ابن حبان في صحيحه، وقال الحافظ الضياء المقدسي: وهذا عندي على شرط مسلم. نعيم اهل الجنة. وقال ابن القيم: إسناد صحيح على شرط الصحيح. وأما قولك: (وأيضا ما موقفي من بعض الاجتهادات المستهجنة في تفسير كتاب الله؟! ) فالشأن هو في طبيعة الاستهجان هذا، هل هو مبني على أصول شرعية؟ أم غير ذلك؟ فالبلاء كله: في الاستهجان النابع من الأهواء والأذواق والانطباعات الشخصية دون أساس علمي، فهذا النوع من الاستهجان لا دواء له، إلا بإلجام النفس بإرادة الحق والتماس الصواب، والإعراض عن أهواء النفوس وأذواقها، وسلوك المنهجية العلمية الصحيحة في قبول التفاسير وردها. والله أعلم.
أحاديث عن نعيم أهل الجنة وبيان صحتها - إسلام ويب - مركز الفتوى
وقوله تعالى: مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفّىً وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ [محمد:15]. وجاء في مساكنها: ما في سنن الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم سُئل عن الجنة وبنائها، فقال: لبنة من ذهب، ولبنة من فضة، وملاطها المسك الأذفر، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، وتربتها الزعفران، من يدخلها ينعم لا يبأس، ويخلد لا يموت، ولا تبلى ثيابهم، ولا يفنى شبابهم. وصححه الألباني. وروى أحمد في المسند عن أبي مالك الأشعري - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن في الجنة غرفًا يُرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، أعدها الله تعالى لمن أطعم الطعام، وألان الكلام، وتابع الصيام، وصلى بالليل والناس نيام. نعيم اهل الجنه وعذاب اهل النار. ورواه الترمذي عن علي ، وصححه الألباني. وروى مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: في الجنة خيمة من لؤلؤة مجوفة، عرضها ستون ميلًا، في كل زاوية منها أهل ما يرون الآخرين، يطوف عليهم المؤمن.
اهـ
وأما ذكر نعيم أهل الجنة بالنكاح فليس فيه ما يتقزز منه ولا ما يدعو للخيبة، فان أصحاب الفطر السليمة يحبون الشهوات من النساء، كما قال الله تعالى: زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ {آل عمران:14}. وإنما يعاب في المجتمع المسلم البحث عن الشهوات بطريقة محرمة تنتشر فيها الأخلاق السيئة، ولا يعيب الاهتمام بالنكاح المشروع إلا المنحرفون من رهبان النصارى، وقد ثبت في القرآن ذكر جزاء أهل الجنة بالنساء المطهرة والحور العين، وانظر في ذلك الفتوى رقم: 203845 ، والفتاوى الملحقة بها. أحاديث عن نعيم أهل الجنة وبيان صحتها - إسلام ويب - مركز الفتوى. وقد أجبناك في سؤال سابق لك عن تفسير قوله تعالى: إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ {يس:55}، وذلك في الفتوى رقم: 293299. وأما عن صحة الأحاديث التي ذكرتها في سؤالك:
فالحديث الأول: قد أخرجه ابن ماجه في سننه، وقال عنه الألباني و الأرنؤوط: ضعيف جدا. وأما الحديث الثاني: فهو منكر كما بيناه في الفتوى رقم: 169831.