إخوة الإسلام
المؤمن مقبل على ربه دائماً ، ويربط مشيئته بمشيئة ربه عز وجل ، ويعلم علم اليقين أن ما شاء الله كان ، وما لم يشأ لم يكن ، فهو مسلم لقضاء ربه تعالى ، ويوقن أن الخير كله فيه. وذلك مصدقاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم (عَنْ صُهَيْبٍ قَالَ ،قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ».
ص16 - كتاب مجموع الفتاوى - معنى ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن - المكتبة الشاملة
ما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب والبعد عن الله. خلقت النار لإذابة القلوب القاسية. وأبعد القلوب من الله القلب القاسي. فإذا قسا القلب قحطت العين. وقسوة القلب من أربعة أشياء إذا جاوزت قدر الحاجة: الأكل والنوم والكلام والمخالطة. أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (ما شاء الله كان. وما لم يشأ لم يكن) (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ)
وتفويض العبد لربه " يهب صاحب السكينة الداخلية وهدوء النفس والتفويض يكسب الإنسان صلابة نفسية تميزه عن غيره ، فالإيمان بمشيئة الله – تعالى – لا يعنى الاستسلام للظرف والأقوال وعدم الصلابة في مواجهة الصعاب والأزمات ، لأن ذلك يعنى التواكل والخنوع الذي نهى عنه الإسلام ، وهو يدمر الفرد ويمحو شخصيته. قال تعالى: ﴿ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى ذَلِكَ قَدِيرًا ﴾ [النساء: 133]، وقال تعالى: ﴿ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ * وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ ﴾ [إبراهيم: 19، 20]، وقال تعالى: ﴿ وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴾ [الإنسان: 30].
- الشيخ: الله المستعان، بعده. - القارئ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ يُوسُفَ. - الشيخ: يتابع؟.. في أسانيد كذا؟
- القارئ: نعم...
- الشيخ: قف على هذا يا أخي.