وقال أيضًا: "وأما إجابة السائلين فعام؛ فإن الله يجيب دعوة المضطر ودعوة المظلوم وإن كان كافرًا" (الفتاوى:1/223). وأما ابن عاشور رحمه الله تعالى فيرى أن دعوة الكافر لا تجاب، واستدل بأدلة: 1- قول الله تعالى: {وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ} [غافر:50]، قال ابن عاشور: "والمعنى: أن دعاءهم لا ينفعهم ولا يقبل منهم، وسواء كان قوله: {وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ} من كلام الملائكة أو من كلام الله تعالى فهو مقتض عموم دعائهم؛ لأن المصدر المضاف من صيغ العموم فيقتضي أن دعاء الكافرين غير متقبل في الآخرة وفي الدنيا لأن عموم الذوات يستلزم عموم الأزمنة والأمكنة" (التحرير والتنوير:24/166). 2- أن الله تعالى لا يستجيب لآكل الحرام وهو مؤمن، فكيف يستجيب للكافر؟ قال ابن عاشور: "وكيف يستجاب دعاء الكافر وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم استبعاد استجابة دعاء المؤمن الذي يأكل الحرام ويلبس الحرام" (السابق:24/166). هل يكفر من يصادق ويحب الكافر؟ - خالد عبد المنعم الرفاعي - طريق الإسلام. ويجيب ابن عاشور على الآيات التي تفيد إجابة دعاء الكفار بأن دعواتهم وافقت قدرًا محتومًا، قال: "ولهذا لم يقل الله: فلما استجاب دعاءهم، وإنما قال: {فَلَمَّا نَجَّاهُمْ}، أي: لأنه قدر نجاتهم من قبل أن يدعوا، أو لأن دعاءهم صادف دعاء بعض المؤمنين" (السابق:24/167)، ومع قوة تخريجات ابن عاشور فالذي يظهر لي رجحانه هو قول الجمهور، وهو أن الله تعالى قد يستجيب دعاء الكافر، ولا سيما إن كان مضطرًا أو مظلومًا.
هل يكفر من يصادق ويحب الكافر؟ - خالد عبد المنعم الرفاعي - طريق الإسلام
[3] وعكسه هو المؤمن. [4] ويُستخدم مُصطلح «الكافر» أحيانًا بالتبادل مع مُصطلح « المشرك »، وهم فئة أخرى يرد ذكرها كثيرًا في القرآن والأعمال الإسلامية الأخرى. من هو الكافر في القرآن. [5] وقد يُطلقُ على الكافر تسمية المُشرك أو المنافق أو الفاسق، ويُقال بأنَّ كُلّ كافرٍ فاسق ولكن ليس كُل فاسقٍ كافر. [6]
التأصيل اللغوي [ عدل]
كلمة "كفر" كما وردت في العديد من المعاجم العربية، ومنها لسان العرب لابن منظور، تعني "السَّتْرُ وَالتَّغْطِيَةُ"، [7] وجاء في المعجم الإشتقاقي المؤصل تحت مادة (كفر) أنَّ المعنى المحوري للجذر (كفر) هو «تغطيةٌ تامة كثيفة لا يظهر معها شيءٌ من المغطَّى»، [8] فتقول كفَرَ الشيءَ أي غطّاه، كفرَ الليلُ بظلامه أي غطى نورَ النهار وحجبه ومن ثم يقال ليل كافر، وكفر الفلاحُ الحبَ، ومنه قيل للزرّاع الكفار، وبهذا المعنى جاء في الآية القرآنية: "كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ " (الحديد 57: 20). كما أن "الكفر" يستخدم بمعنى جحود النعمة وعدم شكرها كما جاء في القرآن الكريم "وبنعمة الله هم يكفرون" (النحل 16: 72). [9]
والكافر في اللغة العربية هو المنكر والجاحد، وهو أيضا المنكر للنعمة المتناسي لها وهو ضد الشاكر.
مسائل في الدعاء القرآني - (4) هل تجاب دعوة الكافر؟ - منتدى قصة الإسلام
قال ابن القيم: "فالدعاء قد يكون عبادة فيثاب عليه الداعي، وقد يكون مسألة تقضى به حاجته ويكون مضرة عليه، إما أن يعاقب بما يحصل له، أو تنقص به درجته، فيقضي حاجته ويعاقبه على ما جرّأ عليه من إضاعة حقوقه واعتداء حدوده" (إغاثة اللهفان:1/216). 2- أن المؤمن لا بد أن يجاب في دعائه، وليس كذلك الكافر، ولكن إجابة الله تعالى له تكون بما هو أصلح للعبد، والله تعالى أعلم بما يصلح له، وحجة ذلك حديث أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ، وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ، إِلَّا أَعْطَاهُ اللهُ بِهَا إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا» (رواه أحمد:11133). ومن المسائل المتعلقة بهذا الموضوع: حكم طلب المؤمن الدعاء من الكافر؟ وهل يُؤَمِّنُ المؤمن على دعاء الكافر ولو لم يطلبه منه؟ أما طلب الدعاء من الكافر فالظاهر المنع منه؛ لأن المؤمن أولى بالاستجابة من الكافر؛ ولأن في طلب الدعاء منه إعزازا له، وقد يعتقد صحة ما هو عليه من الكفر فيصده عن الدين؛ ولما فيه من فتنة المؤمنين في دينهم إن رأوا بعض المسلمين يطلبون من الكفار الدعاء لهم.
ماهية الكفر...وعلى من يطلق - إسلام ويب - مركز الفتوى
ولا يجب أن يخرج عن تلك الدائرة، وإن قام المسلم وخرج عن دائرة الدين والإسلام فهو كافر بما أتى على محمد وكافر بالإعتقاد. تعريف الكافر
الكافر هو الشخص الذي رفض الدخول إلى دين الحق الإسلام. ورفض أيضًا أن يخضع لتعاليمه فهو كافر بما أتي على محمد والكفر. هنا يعني الستر أو تغطية وقد سمي كافرا لأن عقيدته تحجب النور وتستره. والكافر هو لفظ يتم إطلاقه على الكفار سواء كانوا مشركين أم غير مشركين. الفرق العقائدي بين المسلم والكافر
إن الإيمان بالله فإن الله هو الشخص الموحد بالله تعالى توحيد كامل. وهو المتأكد بأن الله هو خالق الكون ومدبره. مسائل في الدعاء القرآني - (4) هل تجاب دعوة الكافر؟ - منتدى قصة الإسلام. وهو الرازق والحي والمميت، وهو كذلك مؤيد بما قال الله في كتابه. ويكون موحد بالله بأفعاله وأقواله فلا يجوز أن يعبد غير الله عز وجل. ولا يجب أن يستعين بأحد سوى الله وهو كذلك نوحد في صفاته. ولا يجب على المسلم أن يمنح ما لغير الله من صفات. أما الكافر فهو الشخص المشرك، ولكنه مؤمن بالله بالتوحيد الربوبية. أي يؤمن بأن الله هو الرازق والخالق، ولكنه يتوجه بالعبادة إلى أله أخر. وهذا كمثل كفار قريش، حيث كانوا يعبدون الأصنام بدعوى أنها تشفع لهم البطالة عند الله، كما أنهم غير موحدين بالله في صفاته.
وأما التأمين على دعاء الكافر إذا دعا من غير طلب الدعاء منه، فالذين يقولون بعدم الاستجابة للكافر يمنعون ذلك، قال الروياني: "لا يجوز أن يؤمن على دعائه؛ لأنه غير مقبول" (تحفة الحبيب على شرح الخطيب:2/241). والذي يظهر لي أن دعاء الكافر لا يخلو من حالين: الأولى: أن يدعو الله تعالى بخير للمؤمن، أو لجماعة المؤمنين، كاستسقائه مثلاً، ولا يكون فيه إعزاز للكافر؛ فإنه يشرع للمؤمن التأمين عليه؛ فإنَّ تأمين المؤمن دعاء، وهذا أكثر ما يقع في ولد مؤمن مع والدين كافرين، أو قريب أو جار، أو حضور أهل الذمة للاستسقاء ونحوه، عن حسان بن عطية قال: "لا بأس أن تؤمن على دعاء الراهب إذا دعا لك، فقال: إنه يستجاب لهم فينا ولا يستجاب لهم في أنفسهم" (رواه إسحاق بن راهويه:1686). وأكثر ما ترد هذه المسألة عند الفقهاء في خروج أهل الذمة للاستسقاء مع المؤمنين، فهل يُمنعون وهو مذهب الحنفية وقال به بعض الشافعية، أو يتركون وهو مذهب الجمهور (ينظر: المبسوط:2/77، والذخيرة:2/434، والمغني:2/328). الثانية: أن يدعو غير الله تعالى فلا يجوز التأمين على دعائه؛ لأنه إقرار للشرك، أو يكون فيه إعزاز للكافر فلا يُؤَمِّن؛ لأن المفسدة أعظم، أو يدعو بدعاء ملتبس محتمل، فله أن يجيبه بقوله: "ولكم بمثل"، ونحو ذلك؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الْيَهُودَ إِذَا سَلَّمُوا عَلَيْكُمْ يَقُولُ أَحَدُهُمُ السَّامُ عَلَيْكُمْ فَقُلْ عَلَيْكَ» (رواه مسلم:2164).