[8]
شديد على الكافرين
بالرغم من أنَّ رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم- كان رحيمًا بالمؤمنين، إلَّا أنَّه كان شديدًا على الكافرين، ودليل ذلك قول الله تعالى: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ}، [9] أي أنَّه كان قليل الرحمةِ على من لا يستحقَّ الرحمةَ من أعداء الدينِ، الذي يؤذون الإسلام والمسلمين. [10]
شاهد أيضًا: من آداب المسلم مع النبي صلى الله عليه وسلم
ما هي صفات النبي الخُلقية الواردة في السنة النبوية
بعد أن تمَّ في الفقرة السابقة بيان الإجابة على سؤال كيف وصف الله النبي محمد في القرآن، فإنَّ في هذه الفقرة سيتمُّ ذكر صفاته الواردة في السنة النبوية المطهرة، وفيما يأتي ذلك:
الزهد: عُرف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالزهدِ، ودليل ذلك ما رُوي عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- حيث قالت: "تُوُفِّيَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وما في بَيْتي مِن شيءٍ يَأْكُلُهُ ذُو كَبِدٍ، إلَّا شَطْرُ شَعِيرٍ في رَفٍّ لِي، فأكَلْتُ منه حتَّى طَالَ عَلَيَّ، فَكِلْتُهُ فَفَنِيَ". [11]
الجود والكرم: كذلك عُرف عنه الجودَ والكرمِ، ودليل ذلك ما رُوي عن عبدالله بن عباس -رضي الله عنه- حيث قال: "كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أجودَ النَّاسِ وَكانَ أجوَدُ ما يَكونُ في رمضانَ".
كيف جاء الإسلام ؟ – إسلامنا – للمعلومات والمعرفة الاسلامية
كيفيه منح اللقب و اليوم الدارس في الحوزة العلمية كحوزة النجف الأشرف أو قم المقدسة في كل مرحلة يعطى لقباً علمياً، يرفع كلما تدرج في السلم التعليمي، حتى يبلغ ذروته، فإذا كان الطالب لايزال في مرحلة سطح المقدمات، فهو إما طالباً وإما مبتدئاً، وإذا التحق بسطح الخارج ثم أنهى دراسته يصبح حجة الإسلام، وإذا أجيز للاجتهاد فإنه يحمل لقب آية الله، وإذا بدأ يمارس تدريس البحث الخارج في حلقات الدرس مع وجود الشهادات بالمرجعية من قبل المراجع العظام ، فإنه يصبح آية الله العظمى، أما إذا اتسعت دائرة مقلديه، بسلوكه وعلمه بين جماهير الشيعة، فإنه يصبح مرجعاً للتقليد، ويظل محتفظاً بلقب آية الله العظمى. وإضافةً إلى هذا الأمر فإن من يتصدّى للجانب السياسي من المراجع العظام وتكون يده مبسوطة ( أي لا توجد أي سلطة أعلى منه) يسمى بالولي الفقيه. كيف جاء الإسلام ؟ – إسلامنا – للمعلومات والمعرفة الاسلامية. واليوم يتسلّم الإمام القائد السيد علي الحسيني الخامنئي (دام ظله) زمام الولاية المطلقة ، وهو ولي أمر الشيعة. ومسألة ولاية الفقيه من المسائل المسلّمة عن الشيعة الإمامية ، إلا أنها لم تكن مفعّل في أغلب الأزمان ، وذلك للإضطهاد الذي نال الشيعة في كل أصقاع الأرض ، وعندما اتاحت الظروف للإمام الخميني الراحل (قدس) أن يُقيم الحكومة الإسلامية وأصبح النظام إسلامياً ، جاء دور ولاية الفقيه لتطبيقها واستخراجها من بطون الكتب ، حيث أنها كانت من المسائل التي يبحثها الفقهاء ، وانتقلت من النظرية إلى التطبيق.
كان بادئ الأمر بأنْ حُبّب الخلاء إلى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فكان يخلو بنفسه مع ربّه -تعالى- يتعبّده في غار حراء الليالي تلو الليالي، وكان تعبّده تفكّراً في خالق الكون، إذ إنّه كان يُبغض عبادة الأصنام، مثلما كان يعتقد أنّها ليست الطريق السّوي للوصول إلى الله تعالى، وشكّلتْ هذه الخلوات التي عاشها فرصة للانعزال عن الواقع السلبيّ الذي كان عليه أهل مكّة من ضلال العقيدة وقبيح السلوك، وكان يؤنسه منظر البيت الحرام وهو في غار حراء؛ لأنّه كان يعلم أنّ لهذا المكان مكانة خاصة عند الله عزّ وجلّ.