وعن هذه الاركان، اوضح د.
من افتى بغير علم
تأثير سيئ
ويضيف الداعية يوسف السويلم بقوله: اما من يفتون بغير علم فليخش هؤلاء عذاب الدنيا والآخرة وليتذكروا قوله تعالى: (واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون) فحري بالانسان ان يبتعد عن الفتوى فيما ليس له به علم، وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم والتابعون من بعدهم يخشون الله حق الخشية خوفا من الجنوح في الافتاء فكانوا احيانا يتجنبون مناصب القضاء والافتاء خوفا من الله جل وعلا، الا اننا اليوم نرى الكثير من غير المتخصصين في الفتيا يدلون بدلوهم في الافتاء بغير علم او حسب الاهواء فيؤثرون في العامة من الناس تأثيرا سيئا مما يجعلهم يتبوأون مقعدهم من النار. قال صلى الله عليه وسلم في حديث رواه عنه أبوذر الغفاري: «من ادعى ما ليس له فليس منا وليتبوأ مقعده من النار» وقال صلى الله عليه وسلم: «من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار». حكم الفتوى دون علم قال تعالى: (فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون) ـ النحل: 143
قال تعالى: (قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل آلله أذن لكـم أم على الله تفترون). من افتى بغير علم. وقال: (ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب ان الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون متاع قليل ولهم عذاب أليم) ـ النحل: 116.
عباد الله، إن من المخاطر العظيمة التسرعَ إلى الفُتْيا بغير علم ، والقول على الله -تعالى- بلا حجة، والإفتاء بالتشهي والتلفيق، والأخذ بالرخص المخالفة للأدلة الصحيحة، وتتبع الأقوال الشاذة المستندة إلى أدلة مرجوحة أو منسوخة أو ضعيفة، والتي لا تخفى على من له أدنى بصيرةٍ المفاسدُ الكثيرة والآثار السيئة العظيمة من وراء هذه الفتاوى الشاذة. والخطر يزداد حينما يخوضون في نوازلَ عامة وقضايا حاسمةٍ وهامّةٍ بلا علم صحيح ولا رويّة، يخبطون خَبْط عشواء، ويأتون بما يضاد الشريعةَ الغراء، ويستنكره العامة ربما قبل العلماء، ويقولون باسم الإسلام ما الإسلام منه براء..
قال سحنون بن سعيد - رحمه الله: (أجسر الناس على الفتيا أقلهم علما). وقال ابن وهب: (سمعت مالكا يقول: العجلة في الفتوى نوع من الجهل والخَرْق)، وقال الإمام مالك رحمه الله تعالى:( ما أفتيت حتى شهد لي سبعون أني أَهْلٌ لذلك)؛ يعني سبعين من أهل العلم، وقال عبد الرحمن بن مهدي: (كنا عند مالك فجاءه رجل، فقال يا أبا عبد الله: جئتك من مسيرة ستة أشهر.. فصل: الفتوى بغير علم:|نداء الإيمان. حـمَّلني أهل بلدي مسألةً أسألك عنها، فسأل الرجل عن المسألة، فقال الإمام مالك - رحمه الله تعالى -:" لا أدري"، فبُهت الرجل!
من افتى بغير علمی
وقال الرجل: أي شيء أقول لأهل بلدي إذا رجعت إليهم؟ قال: تقول لهم: قال مالك: لا أدري).
عباد الله: إنما الناس ثلاثة نفر: رجل آتاه الله علمًا، فهو يفتي به ويعلم الناس، وطالب علم يسمع الفتوى من العالم فينقلها كما سمعها بعد أن علم موقعها، ورجل لا علم له، فهذا يقول لما لا يعلم: لا أعلم. فمن تجاوز حده فقد أوقع نفسه في الحرام. قال أبو داود في مسائل: ما أحصي ما سمعت أحمد بن حنبل سئل عن كثير مما فيه الاختلاف في العلم، فيقول: لا أدري. وقال الإمام أحمد: " ما رأيت مثل ابن عيينة في الفتوى أحسن فتيا منه، كان أهون عليه أن يقول: لا أدري ". عباد الله: لقد كان السلف الصالح -رحمة الله عليهم- من الصحابة والتابعين يكرهون التسرع في الفتوى، ويود كل واحد منهم أن يكفيه إياها غيره، فإذا رأى أنها قد تعينت عليه بذل اجتهاده في معرفة حكمها من الكتاب والسنة أو أقوال الصحابة، ثم أفتى بما تبين له. قال ابن أبي ليلى: " أدركت عشرين ومائة من أصحاب رسول الله -أراه قال-: في المسجد، فما كان منهم محدث إلا ود أن أخاه كفاه الحديث، ولا مفتٍ إلا ود أن أخاه كفاه الفتيا ". من افتى بغير على الانترنت. وقال ابن عباس: " إن كل من أفتى الناس في كل ما يسألونه عنه لمجنون ". وقال سمنون بن سعيد: " أجسر الناس على الفتيا أقلهم علمًا، يكون عند الرجل الباب الواحد من العلم يظن أن الحق كله فيه ".
من افتى بغير على الانترنت
سؤال من أباح الربا: السؤال السابع من الفتوى رقم (4269): س: أباح أحد العلماء الربا وقال: إن الربا مثل أي شيء محرم يباح عند الضرورة، فما حكم هذا الشيخ وإذا تاب ورجع فهل يؤخذ من أقواله بعد ذلك؟ ج: الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه.. وبعد: من المعلوم أن الربا محرم بالكتاب والسنة والإجماع. وهذا الشخص إذا كان قد رجع عن قوله كما ذكر في السؤال وتاب إلى الله تعالى فإن باب التوبة مفتوح ومن تاب تاب الله عليه ولا مانع من الأخذ بقوله في المسائل التي وافق فيها الحق. من افتى بغير علمی. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس: عبدالعزيز بن عبدالله بن باز عضو: عبدالله بن غديان عضو: عبدالله بن قعود
قال العلامة ابن باز: الواجب على طالب العلم وعلى كل مسلم أشكل عليه أمر من أمور دينه ان يسأل عنه ذوي الاختصاص من أهل العلم وان يتبصر وألا يقدم على أي عمل بجهل يقوده الى الضلال. توجيه لمن يفتي بغير علم. قال الخطيب البغدادي في كتابه (الفقيه والمتفقه): باب أدب المستفتي أول ما يلزم المستفتي: اذا نزلت به نازلة ان يطلب المفتي، ليسأله عن حكم نازلته، فإن لم يكن في محلته وجب عليه ان يمضي الى الموضع الذي يجده فيه فإن لم يكن ببلده لزمه الرحيل اليه، وان بعدت داره، فقد رحل غير واحد من السلف في مسألة. وقال أيضا: فعليه ان يسأل من يثق بدينه ويسكن الى أمانته عن أعلمهم وأمثلهم ليقصده ويؤم نحوه، فليس كل من ادعى العلم احرزه، ولا كل من انتسب اليه كان من أهله. من نصائح الإمام الوادعي للمستفتين
قال الإمام الوادعي رحمه الله، فإني أنصح اخواني في الله انهم اذا استفتوا أحدا ان يسألوه عن الدليل على فتواه من كتاب الله أو سنّة صحيحة، وبهذا يكون السائل طالب علم تضع الملائكة له أجنحتها رضا بما يصنع. وقال رحمه الله تعالى: أنصح الاخ ان كان من طلبة العلم ان يبحث في الكتب ويحرص كل الحرص على ان يقف على الحقيقة بنفسه من كتب أهل العلم، والأمر ميسر ان شاء الله فإن لم يتيسر له ذلك، فالمعتبر هو طمأنينة النفس فإن اطمأنت نفسه بسؤال أول عالم مع الدليل لابد ان تطالبه بالدليل لأن الله عز وجل يقول في كتابه الكريم (اتبعوا ما أنزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون) ـ الأعراف:3.