وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ (6) وقوله: ( وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ) اختلف أهل التأويل في معنى ذلك، فقال بعضهم: معنى ذلك: وإذا البحار اشتعلت نارا وحَمِيت. * ذكر من قال ذلك: حدثنا الحسين بن حريث، قال: ثنا الفضل بن موسى، قال: ثنا الحسين بن واقد، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، قال: ثني أبيُّ بن كعب ( وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ) قال: قالت الجنّ للإنس: نحن نأتيكم بالخبر، فانطلقوا إلى البحار، فإذا هي تأجج نارا. إسلام ويب - التفسير الكبير - سورة التكوير - قوله تعالى وإذا البحار سجرت - الجزء رقم31. حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن علية، عن داود، عن سعيد بن المسيب، قال: قال عليّ رضي الله عنه لرجل من اليهود: أين جهنم؟ فقال: البحر، فقال: ما أراه إلا صادقا وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ ( وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ) مخففة. حدثني حوثرة بن محمد المنقري، قال: ثنا أبو أُسامة، قال: ثنا مجالد، قال: أخبرني شيخ من بجيلة عن ابن عباس، في قوله: إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ قال: كوّر الله الشمس والقمر والنجوم في البحر، فيبعث عليها ريحا دبورا، فتنفخه حتى يصير نارا، فذلك قوله: ( وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ). حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ( وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ) قال: إنها توقد يوم القيامة، زعموا ذلك التسجير في كلام العرب.
- إسلام ويب - التفسير الكبير - سورة التكوير - قوله تعالى وإذا البحار سجرت - الجزء رقم31
إسلام ويب - التفسير الكبير - سورة التكوير - قوله تعالى وإذا البحار سجرت - الجزء رقم31
الآية رقم (6) - وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ
﴿ سُجِّرَتْ ﴾: أي صارت ناراً تضطرب، كقولنا مثلاً: سجّرت الفرن؛ أي أشعلت النّار فيه. ﴿ سُجِّرَتْ ﴾: أيضاً بمعنى: امتلأت. ﴿ سُجِّرَتْ ﴾: بمعنى هاجت واضطّربت. فهناك انقلابٌ هائلٌ في الكون، ومياه البحار المكوّنة من الأوكسجين والهيدروجين ستتحوّل إلى نارٍ مشتعلةٍ.
والثاني: أن الله تعالى يلقي الشمس والقمر والكواكب في البحار، فتصير البحار مسجورة بسبب ذلك. والثالث: أن يخلق الله تعالى بالبحار نيرانا عظيمة حتى تتسخن تلك المياه. وأقول هذه الوجوه متكلفة لا حاجة إلى شيء منها، لأن القادر على تخريب الدنيا وإقامة القيامة لا بد وأن يكون قادرا على أن يفعل بالبحار ما شاء من تسخين، ومن قلب مياهها نيرانا من غير حاجة منه إلى أن يلقي فيها الشمس والقمر، وأن يكون تحتها نار جهنم. واعلم أن هذه العلامات الست يمكن وقوعها في أول زمان تخريب الدنيا، ويمكن وقوعها أيضا بعد قيام القيامة، وليس في اللفظ ما يدل على أحد الاحتمالين. أما الستة الباقية فإنها مختصة بالقيامة.