أحداث اليوم - كتب: محمد ابو عريضة - لم يأتِ أحدٌ من الواقفين في الطابور في أحاديثهم الثنائية والثلاثية على ذكر أي شيء عن الانتخابات البلدية واللامركزية، برغم أن ما كان يفصل الأردن عنها أربع وعشرون ساعة فقط. معنى تشي تشي حتى الموت. جميع الواقفين في الطابور،أو جلهم، كانوا من الناخبين، وصناديق الاقتراع تنتظر أوراق اقتراعهم، لانتخاب أعضاء المجالس البلدية واللامركزية، غير أن ما كان يؤرقهم، ويدفعهم للوقوف في البرد القارص، بشكل غير لائق، شيء آخر، لا يمت بصلة لحسابات المرشحين، ولا لحسابات المسؤولين الحكوميين. لو كنت في موقع المسؤولية، أو من المرشحين، وهذا بالتأكيد ضرب من الخيال، واعتبرت تجمعهم هذا فرصة سانحة لتحسين صورة الحكومة أمام جمهور مل عجزها، وفرصة مواتية للترويج للانتخابات، وإقناع الناس بجدواها. ولأنني لست مسؤولًا، ولا مرشحًا، ولا معنيًا بهذا "العرس الديمقراطي"، لأسباب ليس هنا مكانها، فإن مشهد الواقفين في طابور "كوبونات رمضان" أمام مديريات المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي قبل ظهر يوم الاثنين يشي بأننا لسنا بخير البتة، وأننا مجتمع لا نحترم كبار السن، ودولة لا تراعي مشاعر المتقاعدين. منذ صبيحة يوم الاثنين "الحزين" هرع آلاف المتقاعدين إلى مكاتب "الضمان الاجتماعي"، ليحصلوا على "كوبونات رمضان"، ولأن قيمة هذه الكوبونات متواضعة، فإن المتقاعدين الفقراء هم من "سرى" باكرًا بحثًا عن فرصة لتقسيط مشترياته في شهر رمضان الفضيل، وفق ما أعلنت "الضمان الاجتماعي".
&Quot;فى تبديد اللاّعودة&Quot;: هكذا تحدّثت لوحات نبيل الصوّابي
د. نسيم الخوري
قد يتمكّن بقايا اللبنانيين متراقصين بين قوّة التقليد ولفحة التجديد، من انتخاب 128 نائباً من بين 1043 مرشحاً بينهم 118 سيدة انضووا مذهبيّاً وفقاً للطراز اللبناني الفريد في 103 لوائح للذهاب ربّما في 15 أيّار/مايو المقبل إلى 7000 مركز اقتراع موزعة على 15 دائرة انتخابية. رُصد لهذه الاحتفالية 295 مليار ليرة لبنانية أي 12 مليون دولار أمريكي وفقاً لأسعار السوق السوداء. "فى تبديد اللاّعودة": هكذا تحدّثت لوحات نبيل الصوّابي. باشرت مقالي ب«قد»، لأنّ لغماً فلح أرض الاحتفالية بالقول إنّ الدولة قد لا تتمكّن من تأمين الكهرباء أكثر من أربع ساعات ونصف الساعة في اليوم، فيركض الجواب بأنّ المبلغ المرصود للاحتفالية المذكورة سيرتفع إلى 16 مليون دولار، لأنّ وزارة الداخلية قد ترصد عندها مولّدات خاصة تؤمّن الكهرباء 24/24. هذه الانتخابات المحكومة مذ بدأت بأنها «قد تحصل وقد لا تحصل» تتجاوز الكهرباء إلى سلسلة من الكهارب الأخرى التي لا يمكن تعدادها وتفصيلها من التلاعب والتقاتل والتطاول المذهبي، إلى التنازع على مستقبل لبنان ودساتيره وأمزجة أحزابه وتضارب المصالح واجتراح القوانين الانتخابية المُبهمة التي توفّق بين الناقض والمنقوض والقاتل والمقتول لأنّ التغيير قد يأتي من صناعة الغير.
يلعب اللبنانيون بعد ثلاثين سنة اللوتو اليوم عبر أجهزة الخلوي حالمين الإقتراع حيثما كانوا، ويتفرّجون مندهشين أبداً حيال المسارح والوجوه الإنتخابية البرلمانية وشراء الأصوات وتجاوز حدود الإنفاق القانونية وهي لا تشي بملامح التغيير ولا بحصولها أو تأجيلها أو نسفها لأسباب وتحليلات وتوقعات الإغتيالات والحروب. لقد تم تعييني المُفاجئ في الهيئة العليا التي ستشرف على هذه الإنتخابات النيابية في لبنان في منتصف شهر أيّار المقبل.