ثم اعلم أخي المسلم، أنك إذا أنفقت على أهلك بنيَّة ابتغاء الأجر من الله سبحانه وتعالى؛ كُتب ذلك لك صدقة، روى البخاري ومسلم عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِذَا أَنْفَقَ المُسْلِمُ نَفَقَةً عَلَى أَهْلِهِ، وَهُوَ يَحْتَسِبُهَا، كَانَتْ لَهُ صَدَقَةً [5] » [6]. ومن أسرار الصدقة أنك إذا فرَّجت بها عن مسلم كُربةً فرَّج الله بها عنك كربة من كُرب يوم القيامة، فقد روى البخاري ومسلم عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ القِيَامَةِ» [7]. أقول قولي هذا، وأستغفرُ اللهَ لي، ولكم.
- الكذب: تعريفه وأنواعه
- خطبة قصيرة عن الصدقة وفضلها – موقع مصري
- خطبة عن الصدقة وفضلها - ملتقى الخطباء
الكذب: تعريفه وأنواعه
مقدمة الخطبة
الحمد لله رب العالمين يدخل من يشاء في رحمته، ويظل المتقين تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله، ويتفيؤ المتصدقون بظل صدقتهم يوم القيامة حتى يُقضى بين الناس، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، وعلى سائر الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحابته أجمعين وعن التابعين وأتباعهم إلى يوم الدين. [١]
الوصية بتقوى الله
أيُّها الناس ، أوصيكم ونفسي بتقوى الله، فاتقوا الله في السرّ والعلن، اتقوه فإنّ سبب التقوى ما يكون بقلب العبد من تعظيم الله محبةً وخوفًا ورجاءً، فكلّما عظم العبد ربه دعاه ذلك إلى تقواه، وامتثال أمره واجتناب نهيه، [٢] فاتقوا الله امتثالاً لقوله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ). [٣]
الخطبة الأولى
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم، والصَّلاة والسَّلام على أشرف الخلق والمرسلين سيِّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أمَّا بعد:
أيها الناس، عليكم بالتوبة إلى الله، والمبادرة إليه بالعمل الصالح، واعلموا أنّ الصلة بينكم وبين ربكم هي كثرة ذكره وعبادته، ومن أعظم العبادات كثرة الصدقة سرًا وعلانيةً، فإنّ المتصدق يُرزق ويُنصر ويُجبر، فاقصدوا بأموالكم المحتاجين، والضعفاء، و الفقراء والمساكين ، فإن أعطيتموهم؛ فسيعطيكم الله، وإن ترحموهم يرحمكم الله، واعلموا أنّ التجارة مع الله تجارةٌ رابحة، بل هي تجارة لن تبور أبدًا.
خطبة قصيرة عن الصدقة وفضلها – موقع مصري
[6] رواه أحمد حديث: 1675، والترمذي كتاب الذبائح، أبواب صفة القيامة والرقائق والورع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم باب حديث:2502 بسند صحيح. [7] رواه البخاري، باب بدء الوحي، حديث:7 ، ورواه مسلم، كتاب الجهاد والسير، باب كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى هرقل يدعوه إلى - حديث: 3409. [8] تاريخ دمشق لابن عساكر - رضي الله عنه 55/ 371).
خطبة عن الصدقة وفضلها - ملتقى الخطباء
وأما من أقرض ثم تسامح مع من لا يستطيع السداد، وخفف عن المعسر، فإن هذا الفعل من أسباب غفران الذنوب ودخول الجنة، روى البخاري ومسلم عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَاتَ رَجُلٌ، فَقِيلَ لَهُ: مَا كُنْتَ تَعْمَلُ؟، قَالَ: مَا أَعْلَمُ شَيْئًا غَيْرَ أَنِّي كُنْتُ أُبَايِعُ النَّاسَ، فَأَتَجَوَّزُ عَنِ المُوسِرِ، وَأُخَفِّفُ عَنِ المُعْسِر، فَغُفِرَ لَهُ» [8]. وفي لفظ: «فَأَدْخَلَهُ اللهُ الجَنَّةَ» [9]. الدعاء:
اللهم اجعلنا من المتصدقين والمنفقين في سبيلك واجعلنا من المحسنين، اللهم إنا نعوذ بك من جَهد البلاء، ودَرَك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء، اللهم لا تُزغْ قلوبَنا بعد إذ هديتنا، اللهم إنا نسألك الهدى، والتقى، والعفاف، والغنى، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر، اللهم إنا نعوذ بك من العجز، والكسل، والجبن، والهِرَم، والبخل، ونعوذ بك من عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات. خطبة عن الصدقة وفضلها - ملتقى الخطباء. أقول قولي هذا، وأقم الصلاة.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا جميعاً بما فيه من الآيات والذكر الحكيم. أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم من كل ذنب، فاستغفروه يغفر لكم، إنه هو الغفور الرحيم. خطبة قصيرة عن الصدقة. الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له رب العالمين، وإله الأولين والآخرين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله النبيُّ الأمين، والنذير المبين، صلى الله عليه وعلى آله وأزواجه وأصحابه والتابعين. فيا أيها الناس: اتقوا الله حق التقوى، وكونوا ممن يؤتي ماله يتزكى، وكونوا سباقين إلى الخيرات وأفضل الصدقات، فإنه: "من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء" فمن سبق إلى الصدقة إذا دعي إليها، أو رأى السائل، كان له مثل أجر كل من تصدق بعده. واعلموا أن أعظم الصدقة أجراً أن تتصدق وأنت صحيح شحيح، تخشى الفقر وتأمل الغنى، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت لفلان كذا ولفلان كذا، وقد كان لفلان؛ واعلموا أن الله ليدخل بلقمة الخبز وقبضة التمر ومثلهما مما ينتفع به المسكين -ثلاثة الجنة- رب البيت الآمر به، والزوجة تصلحه، والخادم الذي يناوله المسكين، فمن سألكم بالله فأعطوه، ومن دعاكم فأجيبوه، فإن للسائل حقًّا ولو جاء على فرس، ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله.