والضبط على هذا الوجه هو الدارج عند أهل العراق على ما أورده الزبيديّ(1205هـ) في \"تاج العروس حين قال: \"قال بعضُ المحدثين: أهل العراق يفتحون وأهل المدينة يكسِرون\"(10). وابن خلكان في \"الوفيات\" يضارع ابن دريد والسمعاني في ضبط \"المسيَّب\" على الوجه المذكور، ومن كلامه:
\"المسيَّب: بفتح الياء المشددة المثناة من تحتها.. \" ويأتي بقية كلامه عند الكلام عن الوجه الثاني. وأصل كلمة المسيَّب: البعير يُدرك نتاج نتاجه، فيُسيَّب، أي يترك ولا يركب ولا يحمل عليه، والسائبة التي في القرآن: الناقة التي كانت تُسيَّب في الجاهلية لنذرٍ, ونحوه(11). أما الوجه الثاني في ضبط \"ابن المسيّب\"º فهو بضمّ الميم فسين مفتوحة وياء مشددة مكسورة، وأورد هذا الوجه في اسم سعيد ابن المسيِّب: الزبيدي في \"تاج العروس\" وذكر وزنه فقال \"محدِّث\"، ويُفتح، وابان أنَّ أهل المدينة يكسرون، وقال: \"ويحكون عنه أنه كان يقول: سيَّب الله عن سيَّب أبي\"، ومال إلى هذا الوجه: \"القاضي عياض\" (544ه) و\"ابن المديني\" (234ه)، أما ابن خلكان فقد ضبط \"المسيَّب\" بفتح الياء ثم قال: \"وروي عنه أنَّه كان يقول بكسر الياء\"، وهذه إيماءة منه إلى تضعيف هذا الوجه.
سعيد ابن المسيب
سعيد بن المسيب والحجَّاج بن يوسف
قال علي بن زيد: قيل لسعيد بن المسيَّبِ: ما شأن الحجاج لا يبعث إليك ولا يحركك ولا يؤذيك؟
قال: والله لا أدري، إلا أنه دخل ذات يوم مع أبيه المسجد، فصلى صلاةً فجعل لا يتم ركوعها ولا سجودها
فأخذت كفًّا من حصى، فحصبته بها، زعم أن الحجاج قال: ما زلتُ بعد ذلك أُحسِن الصلاة. قد يهمك ايضا: سليمان بن يسار (علمه – انجازاته – مواقف من حياته)
قصة زواج بنت سعيد بن المسيب
قال: كثير بن عبدالمطلب بن أبي وداعة: "كنت أجالس سعيد بن المسيَّبِ، ففقدني أيامًا، فلما جئته قال: أين كنت؟
فقال: توفيت أهلي فاشتغلت بها، فقال: ألا أخبرتنا فشهدناها؟
قال: ثم أردت أن أقوم، فقال: هل استحدثت امرأةً؟
فقلت: يرحمك الله، ومن يزوجني وما أملك إلا درهمين أو ثلاثةً؟ فقال: أنا، فقلت: أوتفعل؟ قال: نعم. ثم حمد الله تعالى وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم، وزوجني على درهمين، أو قال: ثلاثة، قال: فقمت ولا أدري ما أصنع من الفرح، فصِرت إلى منزلي، وجعلت أتفكر ممن آخذ، وممن أستدين، فصليت المغرب وانصرفت إلى منزلي. واسترحت وكنت وحدي صائمًا، فقدمت عَشائي أفطر، كان خبزًا وزيتًا، فإذا بآتٍ يقرع، فقلت: من هذا؟
قال: سعيد، قال: فتفكرت في كل إنسان اسمه سعيد إلا سعيد بن المسيَّبِ، فإنه لم يرَ أربعين سنةً إلا بين بيته والمسجد، فقمت فخرجت، فإذا سعيد بن المسيَّبِ، فظننت أنه قد بدا له،
فقلت: يا أبا محمد، ألا أرسلت إليَّ فآتيك؟!
سعيد بن المسيب والحجاج
رحم الله سعيد بن المسيَّبِ رحمة واسعه، وجزاه عنا وعن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، وجمعنا الله به في الفردوس الأعلى من الجنة، مع النبيِّين والصِّدِّيقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا. وآخر دعوانا أنِ الحمدُ لله رب العالمين. قد يهمك ايضا: عطاء ابن ابي رباح أحد اعظم علماء الاسلام
المصادر:
1- مصدر 1
مصدر 2
3 – مصدر 3
1 – كتاب: تاريخ دمشق لابن عساكر جـ 58 صـ 184
2 – كتاب: الطبقات الكبرى لابن سعد جـ 5 صـ 90
كتاب: حلية الأولياء لأبي نعيم الأصبهاني جـ 2 صـ 169
ووهم في ذلك وإنما هو أيوب بن النجار كما ذكره البخاري، وَابن أبي حاتم والعقيلي. قلت: فقوله (السختياني) وهم لا شك فيه.