حيث إن الرسول وهو خير الخلق والمرسلين بكى على وفاة ابنه إبراهيم. وهذا يعد دليلٌ على جواز البكاء والحزن بشكل عادى على الفقد، فالفطرة السّليمة هي التي تعطي هذه المشاعر. ولكن الفرق هنا بين شخصٍ وآخر هي طريقة التعبير عن حالة الرّضا، والصّبر عند وقوع المشاكل أو المصيبة. حيث قال الله -تعالى-: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ). إذا فالصّبر على المصائب هو يعد من أعظم الأعمال والتي يُوفَّق لها أبناء المسلمين. ولا يتحقّق هذا الصبر من دون أن يكون هناك حالة من الرضا التام بقضاء الله وقدره. فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ، وما أُعْطِيَ أحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ). كما يجدر بنا الذكر أنّ عبادة الصّبر في مثل هذه الحالات واجبٌ. أضرار البكاء بدون صوت. وهو أن يتم حبس القلب عن الجزع، وأن يتم التحكم في اللسان عن التّشكّي والنواح. وايضاً الجوارح عن الضرب وشقّ الملابس. ويذكر أن خير ما يقال في مثل هذه الحالات: "قدّر الله وما شاء فعل، وايضا ً والحمد لله على كل حال". حيث كان النّبي -صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك على الدرام. ولذلك يقال في بعض حالات التّعزية: إنّا لله وإنّا إليه راجعون وايضاً يقال، لله ما أعطى ولله ما أخذ.
- البكاء بدون صوتي
البكاء بدون صوتي
حيث إنها جميعاً عبارات تدل على تجلي معنى الرضا والإيمان بقدر الله وقضائه. أفضل ما يقدم للميت
هناك مجموعة
من الأعمال الصالحة والتي يمكن ان تصل الى شخص الميت، حيث يكون من أفضل ما يقدمه
الإنسان لأخيه المتوفى والذي انقطع عمله من الدنيا:
الدعاء:
من أفضل الأعمال التي تصل الى الميت وتزيد في درجاته. حيث ان الدعاء للميت بظهر الغيب واحد من أفضل الأمور التي تنفع الميت. حيث أنه يدعو الإنسان له بالرحمة الواسعة والمغفرة. وأن تشمله المغفرة الواسعة والرحمة من الله ويتجاوز عن سيئاته، وأن يرفع جميع درجاته داخل الجنة. الصدقة:
كما أنها من الأعمال القلبية الهامة التي تزيد الميت مغفرة ورحمة، فهي من أفضل ما يمكن أن يقدم للميت، وتكون الصدقة بجميع أنواع المال دون فرق من نقد وطعام وغيره. قضاء ديونه
أن يحرص المقربين على قضاء ديون الميت: كما يجب أن يبادر بعض من أولياء الميت وأقربائه إلى القيام بقضاء ديونه من ماله. فإذا لم يكن له أي مال سددوا دينه من أموالهم الشخصية حيث يعد ذلك نوعاً من أنواع الوفاء للميت. البكاء بدون صوت. قضاء ما فاته من الصيام:
وهي من الأمور التي تحدث عنها الكثير من العلماء. وهذا يعد أمر مشروع عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام.
أو يكون هناك اعتراض على أمر ونصيب وقدرة الله تعالى، فهذا يكون جائز شرعًا. هل الميت يعذب ببكاء أهله عليه
حيث رأى جمهور
العلماء المسلمين أن الميّت يُعذّب فقط في حالة إذا أوصى أن يبكي وينوح عليه أهله
بعد موته، وهذا يكون تفسير الحديث النبوي الشريف الشهير في هذه الحالة والذي روي
عن السيدة عائشة أم المؤمنين عن النبي والرسول صلى الله عليه وسلم قال:
(إنَّ الميِّتَ يعذَّبُ ببُكاءِ أَهلِهِ عليْهِ)
وهذا ما انكرته تماماً السيدة عائشة أم المؤمنين، وأن يكون النبي الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال بأن بكاء أهل شخص الميت عليه يعذّبه في قبره. ولكن حسب ما جاء في نص الحديث إنه مرّ عليه الصلاة والسلام على قبر شخصية شهيرة وكانت امرأة يهوديّة. البكاء بدون صوتي. حيث وجد أهلها يبكون عليها فقال: (إنَّهُمْ لَيَبْكُونَ عَلَيْهَا وإنَّهَا لَتُعَذَّبُ في قَبْرِهَا). وإنما كانت هنا المرأة تُعذّب ليس لبكاء أهلها عليها. ولكن هنا الامر مختلف لأنها ماتت كافرة. ومن الأفضل لها هو الإكثار من الدعاء والصدقة والحرص على الاستغفار على الميت، وهو ما ينفعه بعد موته. هل يتعارض البكاء على الميّت مع الصّبر والرّضى
سؤال هام
يتبادر الى الاذهان من حين الى آخر، حيث جاء حسب آراء مجموعة من العلماء:
البكاء ابداً على الميّت لا يكون متعارض أو محرمًا في الشريعة الإسلامية بشرط أن يتحلى المسلم بالصّبر والرّضا.