قال صاحب الكشاف: فإن قلت: ما معنى ذكر الأكثر؟ قلت: كان فيهم من لا يصده عن الإسلام إلا داء واحد، وهو حب الرياسة، وكفى به داء عضالا. فإن قلت: كيف جعلوا أضل من الأنعام؟ قلت: لأن الأنعام تنقاد لأربابها التي تعلفها وتتعهدها، وتعرف من يحسن إليها ممن يسيء إليها، وتطلب ما ينفعها وتتجنب ما يضرها، وتهتدى لمراعيها ومشاربها، وهؤلاء لا ينقادون لربهم، ولا يعرفون إحسانه إليهم، من إساءة الشيطان الذي هو عدوهم، ولا يطلبون الثواب الذي هو أعظم المنافع، ولا يتقون العقاب الذي هو أشد المضار والمهالك... أولئك كالأنعام بل هم أضل - إسلام ويب - مركز الفتوى. وهكذا نرى الآيات الكريمة تصف هؤلاء المستهزئين برسولهم صلّى الله عليه وسلّم بأوصاف تهبط بهم عن درجة الأنعام، وتتوعدهم بما يستحقونه من عذاب مهين. ثم تنتقل السورة بعد ذلك إلى الحديث عن مظاهر قدرة الله- تعالى- وعن جانب من الآلاء التي أنعم بها على عباده، فإن من شأن هذه النعم المبثوثة في هذا الكون، أن تهدى المتفكر فيها إلى منشئها وواهبها وإلى وجوب إخلاص العبادة له، قال- تعالى-:
﴿ تفسير ابن كثير ﴾
ثم قال: ( أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا) أي: أسوأ حالا من الأنعام السارحة ، فإن تلك تعقل ما خلقت له ، وهؤلاء خلقوا لعبادة الله وحده لا شريك له ، وهم يعبدون غيره ويشركون به ، مع قيام الحجة عليهم ، وإرسال الرسل إليهم.
- بل هم كالانعام او اضل سبيلا
- بل هم كالانعام بل اضل سبيلا
- بل هم كالانعام بل هم اضل سبيلا
بل هم كالانعام او اضل سبيلا
أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (44) ثم قال: ( أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا) أي: أسوأ حالا من الأنعام السارحة ، فإن تلك تعقل ما خلقت له ، وهؤلاء خلقوا لعبادة الله وحده لا شريك له ، وهم يعبدون غيره ويشركون به ، مع قيام الحجة عليهم ، وإرسال الرسل إليهم.
تفسير و معنى الآية 44 من سورة الفرقان عدة تفاسير - سورة الفرقان: عدد الآيات 77 - - الصفحة 364 - الجزء 19. بل هم كالانعام او اضل سبيلا. ﴿ التفسير الميسر ﴾
أم تظن أن أكثرهم يسمعون آيات الله سماع تدبر، أو يفهمون ما فيها؟ ما هم إلا كالبهائم في عدم الانتفاع بما يسمعونه، بل هم أضل طريقًا منها. ﴿ تفسير الجلالين ﴾
«أم تحسب أن أكثرهم يسمعون» سماع تفهم «أو يعقلون» ما تقول لهم «إن» ما «هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا» أخطأ طريقا منها لأنها تنقاد لمن يتعهدها، وهم لا يطيعون مولاهم المنعم عليهم. ﴿ تفسير السعدي ﴾
ثم سجل تعالى على ضلالهم البليغ بأن سلبهم العقول والأسماع وشبههم في ضلالهم بالأنعام السائمة التي لا تسمع إلا دعاء ونداء، صم بكم عمي فهم لا يعقلون بل هم أضل من الأنعام لأن الأنعام يهديها راعيها فتهتدي وتعرف طريق هلاكها فتجتنبه وهي أيضا أسلم عاقبة من هؤلاء، فتبين بهذا أن الرامي للرسول بالضلال أحق بهذا الوصف وأن كل حيوان بهيم فهو أهدى منه. ﴿ تفسير البغوي ﴾
( أم تحسب أن أكثرهم يسمعون) ما تقول سماع طالب الإفهام ،) ( أو يعقلون) ما يعاينون من الحجج والإعلام ،) ( إن هم) ما هم ، ( إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا) لأن البهائم تهتدي لمراعيها ومشاربها وتنقاد لأربابها الذين يتعهدونها ، وهؤلاء الكفار لا يعرفون طريق الحق ، ولا يطيعون ربهم الذي خلقهم ورزقهم ، ولأن الأنعام تسجد وتسبح لله وهؤلاء الكفار لا يفعلون.
بل هم كالانعام بل اضل سبيلا
وكتب سامي بن سلامة الناشط السياسي والعضو السابق في هيئة الانتخابات "أي شخص يحمل الجنسية التونسية ويدعو للجهاد في أوكرانيا يجب اعتقاله ومحاكمته فورا". وأضاف سامي الطاهري الناطق باسم اتحاد الشغل "أنا مع سامي بن سلامة، كل تونسي (الخادمي مثالا) يدعو إلى الجهاد/الإرهاب في أوكرانيا، سياسي أو إمام أو رئيس جمعية يجب إيقافه فورا ومحاكمته في إطار ملف التسفير". لكن الخادمي نشر بعد أيام شريط فيديو آخر أكد فيه أن تصريحاته السابقة عبارة عن "مداخلة عادية وليست فتوى دينية أو موقفا سياسيا"، وتدخل في إطار "الدعوة للإغاثة والتوعية والتقنين أي إحداث ما ينفع البلاد والعباد، فالعقيدة الإسلامية تأمر بالتآزر والتعاون، ونحن ندين العدوان سواء على المسلمين أو غيرهم، اهتمام العلماء يكون عبر حث الناس على إنهاء الحروب والتآزر".
ويقول الله عز وجل "وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ" سورة الأعراف: 205. والتقصير في حق الله -عز وجل- غفلة عن أداء حقه المتمثل في الانقياد والطاعة والعبادة، وعقوق الوالدين هو نوع من الغفلة عن حقوق الوالدين. الغفلة عن الحساب والظلم
غفلة الكثيرين عن الحساب في الآخرة ربما كانت سببا في جرأتهم على ظلم الآخرين والانتقاص من حقوقهم، ولذلك نجد التركيز في القرآن الكريم على الإيمان باليوم الآخر، وبأنه يوم الفصل ويوم الجزاء ويوم الحساب، حتى يردع الإنسان عن ظلم الآخرين في الدنيا.
بل هم كالانعام بل هم اضل سبيلا
الغفلة مرض خطير يصيب الكثير من الناس، ومشكلة الغفلة أن الناس لا يشعرون بها، ولا يدركون مخاطرها على حياتهم وبعد مماتهم، والغافل اللاهي يضيع نفسه ويظلم غيره، ولا يفيق من غفلته إلا على مصيبة كبيرة أو عندما يأتيه الموت. زمن الغفلة
لا شك أننا نعيش في زمن الغفلة بصورها المتعددة، الغفلة عن الغاية التي خلقنا الله عز وجل من أجلها، وهي عبادته وعمارة الحياة، والغفلة عن أداء الواجبات والحقوق، خاصة حقوق الوالدين والأقارب، والغفلة عن تطوير أنفسنا والارتقاء بها، والغفلة عن اغتنام الأوقات، خاصة الأوقات الفاضلة كشهر رمضان، والغفلة عن الذكر، والغفلة عن التوبة، والغفلة عن الموت الذي يأتي بغتة. ونظرا لخطورة الغفلة ورد التحذير منها في القرآن الكريم في عدة مواضع، يقول الله عز وجل:
"اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ" سورة الأنبياء: 1. بل هم كالانعام بل اضل سبيلا. ويقول الله عز وجل "وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ" سورة الأعراف: 179.
إن هذا القرار عارٌ على من أصدره ومن رضي به ومن أيده بسكوته عن استنكاره، وإننا لنشعر بالحياء والخجل أمام خالقنا العظيم ونحن نرى جملة من المحسوبين علينا نحن البشر يتجرأون على حدوده بهذا الانتهاك الفظيع، ونسبّح ربنا وننزهه عما يفعل الظالمون. فتمسكوا بإسلامكم أيها الأحبة وحافظوا على التزامكم وارفعوا رؤوسكم شامخين واشكروا الله تعالى على ما هداكم اليه. ([1]) حديث سماحة المرجع اليعقوبي (دام ظله) مع حشد كبير من الزوار الذين وفدوا لتعزية سماحته بمناسبة ذكرى استشهاد امير المؤمنين × مساء يوم الاربعاء 21 رمضان 1436 المصادف 8/7/2015. ([2]) بتاريخ: 25/6/2015 – 8 رمضان/1436. “الجهاد في أوكرانيا” يثير جدلاً واسعاً في تونس- (فيديو) | القدس العربي. ([3]) وسائل الشيعة: كتاب النكاح، ابواب مقدماته، باب 1 ح 4. ([4]) الكافي: 7 / 424 / 7 ، تهذيب الأحكام: 6 / 306 / 850 كلاهما عن أبي الصباح الكناني ، من لا يحضره الفقيه: 3 / 24 / 3254 عن الأصبغ بن نباتة ، المناقب لابن شهر آشوب: 2 / 369 كلاهما من دون إسناد إلى المعصوم.