وقال ابن عباس: هذا لي أي: هذا من عندي. وما أظن الساعة قائمة ولإن رجعت إلى ربي إن لي عنده للحسنى [ ص: 333] أي الجنة ، واللام للتأكيد. يتمنى الأماني بلا عمل. قال الحسن بن محمد بن علي بن أبي طالب: للكافر أمنيتان ، أما في الدنيا فيقول: لإن رجعت إلى ربي إن لي عنده للحسنى ، وأما في الآخرة فيقول: يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين و " يا ليتني كنت ترابا ". فلننبئن الذين كفروا بما عملوا أي لنجزينهم. قسم أقسم الله عليه. ولنذيقنهم من عذاب غليظ شديد. قوله تعالى: وإذا أنعمنا على الإنسان يريد الكافر أعرض ونأى بجانبه. وقال ابن عباس: يريد عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأمية بن خلف أعرضوا عن الإسلام وتباعدوا عنه. ومعنى نأى بجانبه أي: ترفع عن الانقياد إلى الحق وتكبر على أنبياء الله. وقيل: نأى تباعد. يقال: نأيته ونأيت عنه نأيا بمعنى تباعدت عنه ، وأنأيته فانتأى: أبعدته فبعد ، وتناءوا تباعدوا ، والمنتأى الموضع البعيد ، قال النابغة: فإنك كالليل الذي هو مدركي وإن خلت أن المنتأى عنك واسع
وقرأ يزيد بن القعقاع و " ناء بجانبه " بالألف قبل الهمزة. لا يسأم الانسان من دعاء الخير. فيجوز أن يكون من " ناء " إذا نهض. ويجوز أن يكون على قلب الهمزة بمعنى الأول.
- لَا يَسْأَم الْإِنْسَان مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ – اجمل واروع الصور الاسلامية والدينية 2020
- لا يسأم الإنسان من دعاء الخير وإن مسه الشر فيئوس قنوط.(مقطع رائع) - YouTube
لَا يَسْأَم الْإِنْسَان مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ – اجمل واروع الصور الاسلامية والدينية 2020
أيها المسلمون
إن اليأْس والقنوط ليس من صفات المؤمنين: قال ابن عطية: (اليأْس من رحمة الله، وتفريجه من صفة الكافرين.
لا يسأم الإنسان من دعاء الخير وإن مسه الشر فيئوس قنوط.(مقطع رائع) - Youtube
{ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ} أي: المكروه، كالمرض، والفقر، وأنواع البلايا { فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ} أي: ييأس من رحمة الله تعالى، ويظن أن هذا البلاء هو القاضي عليه بالهلاك، ويتشوش من إتيان الأسباب، على غير ما يحب ويطلب. إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات، فإنهم إذا أصابهم الخير والنعمة والمحاب، شكروا الله تعالى، وخافوا أن تكون نعم الله عليهم، استدراجًا وإمهالا وإن أصابتهم مصيبة، في أنفسهم وأموالهم، وأولادهم، صبروا، ورجوا فضل ربهم، فلم ييأسوا. لا يسأم الإنسان من دعاء الخير وإن مسه الشر فيئوس قنوط.(مقطع رائع) - YouTube. ثم قال تعالى: { وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ} أي: الإنسان الذي يسأم من دعاء الخير، وإن مسه الشر فيئوس قنوط { رَحْمَةً مِنَّا} أي: بعد ذلك الشر الذي أصابه، بأن عافاه الله من مرضه، أو أغناه من فقره، فإنه لا يشكر الله تعالى، بل يبغى، ويطغى، ويقول: { هَذَا لِي} أي: أتاني لأني له أهل، وأنا مستحق له { وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً} وهذا إنكار منه للبعث، وكفر للنعمة والرحمة، التي أذاقها الله له. { وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى} أي: على تقدير إتيان الساعة، وأني سأرجع إلى ربي، إن لي عنده، للحسنى، فكما حصلت لي النعمة في الدنيا، فإنها ستحصل]لي[ في الآخرة وهذا من أعظم الجراءة والقول على الله بلا علم، فلهذا توعده بقوله: { فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ} أي: شديد جدًا.
وإذا مسه الشر أي أصابه المكروه فذو دعاء عريض أي كثير ، والعرب تستعمل الطول والعرض في الكثرة. يقال: أطال فلان في الكلام وأعرض في الدعاء إذا أكثر. وقال ابن عباس: فذو دعاء عريض فذو تضرع واستغاثة. والكافر يعرف ربه في البلاء ولا يعرفه في الرخاء.