وكذلك أيضًا بالنسبة لفكر وعقيدة الإرجاء الذي يعد مكملًا لعقيدة الجبر حتى يرسخ في ذهن الأمة الخنوع والانقياد للطغاة بوازع ديني. قال قتادة رحمه الله: "إنما أُحدِث الإرجاء بعد هزيمة ابن الأشعث"(3). وظهر أيضًا ما يُعرف بإرجاء الفقهاء؛ "والإرجاء وهو أن الإيمان مجرد التصديق، ولا كفر إلا بالجحود؛ فمهما فعل الخلفاء والأمراء من انحرافات فإنهم لا يخرجون من دائرة الإسلام ما داموا يقرون بالشهادتين مهما استحلوا من المحرمات وفعلوا من الموبقات وارتكبوا من المحرمات. وشيوع الجبر في الاعتقاد.. المطلب الثالث: موقف زيد من حكام بني أمية - موسوعة الفرق - الدرر السنية. أن الإنسان كالريشة في مهب الريح، أو أنه لا فعل له على الحقيقة إلا الاستسلام للواقع والاتكالية بدعوى الإيمان بالقضاء والقدر، وأن الملوك الظَلمة هم عقابٌ من الله وإنما ظلمهم وبطشهم ما هو إلا شيء خارج عن إرادتهم (إرادة الله)، وما هو إلا بقضاء الله وقدره، والواجب علينا الرضا والتسليم بقضاء الله وقدره. إذا اجتمعت كل هذه النظريات (الإرجاء- الجبر- الرضا بالبلاء- وعدم دفعه بالجهاد) فلن تكون النتيجة إلا خضوع الأمة ونزولها علي رأي الطغاة، فلم يكن سقوط الأمة تحت أقدام جيوش التتار إلا نتيجة منطقية طبيعية لشيوع مثل هذه النظريات التي تحمل في طياتها بذور الموت والفناء لأي حضارة إنسانية تروج فيها، ولأي أمة تدين بها وتعتقدها"(4).
المطلب الثالث: موقف زيد من حكام بني أمية - موسوعة الفرق - الدرر السنية
وقدر الله أن لا يموت غالب مهزومًا، ولا مقتولًا، وربما قد استجيبت دعوته بأن اختار الله الأصلح لقيادة المسلمين، وسيتم إكمال ذكر تاريخ الدولة العثمانية.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
" فضل علي وولايته لله وعلو منزلته عند الله معلوم ولله الحمد ، ومن طرق ثابتة
أفادتنا العلم اليقيني " انتهى من " منهاج السنة النبوية " (8/165)
ويقول أيضا رحمه الله:
" وأما علي رضي الله عنه فلا ريب أنه ممن يحب الله ويحبه الله " انتهى من " منهاج
السنة " (7/218)
" كتب أهل السنة من جميع الطوائف مملوءة بذكر فضائله مناقبه ، وبذم الذين يظلمونه
من جميع الفرق ، وهم ينكرون على من سبه ، وكارهون لذلك ، وما جرى من التساب
والتلاعن بين العسكرين ، من جنس ما جرى من القتال ، وأهل السنة من أشد الناس بغضاً
وكراهة لأن يتعرض له بقتال أو سب.