[٦]
الكرم
كان من أخلاق الرسول -صلى الله عليه وسلم- الكرم الذي اختلف بدوره عن كرم العرب، فلم يكن مقصده التفاخر والتباهي ولم يكن مقصده ابتغاء مرضاة أحد الملوك أو لمنصبٍ ما، ولم يكن ينتظر امتداح المادحين أو الشكر والثناء، بل كان يقصد بكرمه وجه الله -تعالى- ويبتغي رضاه، وكان لا يردّ سائلًا قط حتى ولم يكن يملك شيئًا، عليه أفضل الصلاة وأتمّ التسلم. العدل
كان الرسول -عليه الصلاة والسلام- أعدل الناس فقد كان لا يُظلم عنده أحد، وكان القاضي الذي يطمئن الناس جميعًا لحكمه، وقد اتبع في عدله منهج الله -عزّ وجلّ- واستقى من تعاليم القرآن الكريم أعظم مثالٍ للعدل بين البشر جميعًا. الرحمة
هي من أخلاق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- التي تفرّد بها على عظمتها، فقد اشتملت رحمته القوي والضعيف والغنيّ والفقير والمسلم والكافر والإنسان والحيوان، وحتى أنّ الله -جلّ وعلا- بيّن للناس أنّه بعث نبيّه رحمةً منه بالعباد فقد قال: {وماَ أرْسْلناكَ إلَّا رحمًة للْعاَلمين}. كيف تكتسب خلقاً من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم - موضوع. [٧]
الحلم والصبر
فقد صبر رسول الله -عليه الصلاة والسلام- على أذى أهل قريش واليهود وتعذيبهم له، وصبر عليهم ولم يكلّ أو يتقاعس لحظةً في دعوتهم إلى الإسلام وتوحيد الله تعالى، وقد كان من أخلاق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أيضًا الحلم الذي استطاع به أن يدخل قلوب الجميع، وقد كانت سماحة نفسه وصبره وحلمه من أهم أساليب دعوته إلى دين الله -عزّ وجل-.
اخلاق الرسول صلي الله عليه وسلم فادلجوا
وأما تواضعه عليه الصلاة والسلام على علو منصبه ورفعة رتبته، فكان أشد الناس تواضعًا، وأعدمهم كبرًا. وحسبك أنه خير بين أن يكون نبيًا ملكًا أو نبيًا عبدًا، فاختار أن يكون نبيًا عبدًا. وخرج عليه الصلاة والسلام مرة على أصحابه متوكئًا على عصا فقاموا له، فقال: "لا تقوموا كما تقوم الأعاجم يعظهم بعضهم بعضًا". وقال: "إنما أنا عبد آكل كما يأكل العبد وأجلس كما يجلس العبد". وأما عدله عليه الصلاة والسلام، وأمانته، وعفته، وصدق لهجته، فكان آمن الناس، وأعدل الناس وأعف الناس وأصدقهم لهجة منذ كان، اعترف له بذلك محادوه وأعداؤه، وكان يسمى قبل نبوته الأمين. وأما وقاره عليه الصلاة والسلام، وصمته، وتؤدته، ومروءته، وحسن هديه، فكان عليه الصلاة والسلام أوقر الناس في مجلسه، لا يكاد يخرج شيئًا من أطرافه، وكان إذا جلس احتبى بيديه، وكذلك كان أكثر جلوسه محتبيًا. اخلاق الرسول صلي الله عليه وسلم اريد نبي الله عليهم. وكان كثير السكوت لا يتكلم في غير حاجة، يعرض عمن تكلم بغير جميل، وكان كلامه فصلاً لا فضول ولا تقصير، وكان ضحك أصحابه عنده التبسم توقيرًا له واقتداء به، مجلسه مجلس حلم وحياء وخير وأمانة، لا ترفع فيه الأصوات ،إذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رؤوسهم الطير. وقال ابن أبي هالة: كان سكوته ـ صلى الله عليه وسلم ـ على أربع: على الحلم، والحذر، والتقدير، والتفكر.
اخلاق الرسول صلي الله عليه وسلم اريد نبي الله عليهم
وقالت عائشة رضي الله عنها: كان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يحدث حديثًا لو عده العاد لأحصاه، وكان يحب الطيب والرائحة الحسنة، ويستعملهما كثيرًا، ويحض عليهما. ومن مروءته ـ صلى الله عليه وسلم ـ نهيه عن النفخ في الطعام والشراب، والأمر بالأكل مما يلي، والأمر بالسواك وإنقاء البراجم والرواجب (مفاصل الأصابع من ظاهر الكف وباطنها). نموذج من أخلاق الرسول الأعظم محمد(صلى الله عليه وآله وسلم). أما تواضعه عليه الصلاة والسلام على علو منصبه ورفعة رتبته، فكان أشد الناس تواضعًا، وأعدمهم كبرًا. وحسبك أنه خير بين أن يكون نبيًا ملكًا أو نبيًا عبدًا، فاختار أن يكون نبيًا عبدًا. وأما زهده عليه الصلاة والسلام فحسبك شاهدًا على تقلله من الدنيا وإعراضه عن زهرتها، وقد سيقت إليه بحذافيرها وترادفت عليه فتوحها؛ أن توفى عليه الصلاة والسلام ودرعه مرهونة عند يهودي في نفقة عياله، وهو يدعو ويقول: اللهم اجعل رزق آل محمد قوتًا، وقالت عائشة رضي الله عنها: ما شبع عليه الصلاة والسلام ثلاثة أيام تباعًا من خبز حتى مضى لسبيله؛ وقالت: ما ترك عليه الصلاة والسلام دينارًا ولا درهمًا ولا شاة ولا بعيرًا، ولقد مات وما في بيتي شيء يأكله ذو كبد إلا شطر شعير في رف لي. وأما خوفه ربه وطاعته له، وشده عبادته، فعلى قدر علمه بربه، ولذلك قال: لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيرًا، إني أرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعون، أطّت (صوَّتت) السماء وحق لها أن تئط، ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته ساجدًا لله، والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيرًا، وما تلذذتم بالنساء على الفرش، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله تعالى، لوددت أني شجرة تعضد، وكان عليه الصلاة والسلام يصلي حتى ترم قدماه، فقيل له: أتكلف هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: "أفلا أكون عبدًا شكورًا!
بتصرّف. ↑ "أخلاق الحبيب صلى الله عليه وسلم" ، ، 28-6-2009، اطّلع عليه بتاريخ 20-9-2020. بتصرّف. ↑ "الرسول قدوتنا في الأخلاق" ، ، 25-4-2014، اطّلع عليه بتاريخ 20-9-2020. بتصرّف. ↑ "من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 20-9-2019. بتصرّف. ↑ ياسر عبد الرحمن (2007)، موسوعة الأخلاق والزهد والرقائق (الطبعة الأولى)، القاهرة: مؤسسة اقرأ، صفحة 65، جزء 2. أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم - ملتقى الخطباء. بتصرّف. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 2389، صحيح. ↑ مجموعة من المؤلفين، موسوعة الأخلاق ، صفحة 184، جزء 1. بتصرّف. ↑ سعيد بن وهف القحطاني، سلامة الصدر ، الرياض: مطبعة السفير، صفحة 49، جزء 1. بتصرّف. ↑ عبد العزيز السلمان، مرد الظمآن لدروس الزمان (الطبعة الثلاثون)، صفحة 407، جزء 4. بتصرّف.
معاني الفاتحة وقصار المُفصَّل: قال المُصنِّف - حفظه الله -: «فإن معرفة آحاد المُفرَدات تُعينُ على فهم الجُمَل الكلِّيات، ومعرفةَ معاني كَلِم القرآن، تُيسِّر إدراكَ ما له من الهُدى والبيان. وهذه نُبذةٌ مُختصرةٌ، وتُحفةٌ مُعتصرةٌ، من المُوضِّح المُحصَّل؛ في معاني كلمات سُورة الفاتِحة وقِصار المُنفصِل».
كتب معاني الفاتحة وقصار المفصل - مكتبة نور
إِيَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ
إنا نخصك وحدك بالعبادة، ونستعين بك وحدك في جميع أمورنا، فالأمر كله بيدك، لا يملك منه أحد مثقال ذرة. وفي هذه الآية دليل على أن العبد لا يجوز له أن يصرف شيئًا من أنواع العبادة كالدعاء والاستغاثة والذبح والطواف إلا لله وحده، وفيها شفاء القلوب من داء التعلق بغير الله، ومن أمراض الرياء والعجب، والكبرياء. ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ
دُلَّنا، وأرشدنا، ووفقنا إلى الطريق المستقيم، وثبتنا عليه حتى نلقاك، وهو الإسلام، الذي هو الطريق الواضح الموصل إلى رضوان الله وإلى جنته، الذي دلّ عليه خاتم رسله وأنبيائه محمد صلى الله عليه وسلم، فلا سبيل إلى سعادة العبد إلا بالاستقامة عليه. كتب معاني الفاتحة وقصار المفصل - مكتبة نور. صِرَٰطَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّآلِّينَ
طريق الذين أنعمت عليهم من النبيين والصدِّيقين والشهداء والصالحين، فهم أهل الهداية والاستقامة، ولا تجعلنا ممن سلك طريق المغضوب عليهم، الذين عرفوا الحق ولم يعملوا به، وهم اليهود، ومن كان على شاكلتهم، والضالين، وهم الذين لم يهتدوا عن جهل منهم، فضلوا الطريق، وهم النصارى، ومن اتبع سنتهم. وفي هذا الدعاء شفاء لقلب المسلم من مرض الجحود والجهل والضلال، ودلالة على أن أعظم نعمة على الإطلاق هي نعمة الإسلام، فمن كان أعرف للحق وأتبع له، كان أولى بالصراط المستقيم، ولا ريب أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هم أولى الناس بذلك بعد الأنبياء عليهم السلام، فدلت الآية على فضلهم، وعظيم منزلتهم، رضي الله عنهم.
- كتاب معانى القرآن للأخفش - سورة الفاتحة - المكتبة الشاملة
﴿ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾:
• صراط الذين أنعمت عليهم بالهداية والإيمان، من الصحابة والتابعين، ومن سلك سبيلهم، الذين يعملون بما يعلمون. • غير طريق اليهود ﴿ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ﴾ الذين يعلمون بلا عمل. • وغير طريق النصارى ﴿ الضَّالِّينَ ﴾ الذين يعملون بلا علم؛ لهذا ضلوا في العبادة والمعاملة، والسلوك والخلق. • آمِين: بتخفيف الميم لا بالتشديد؛ أي: (اللهم استَجِب)، هنا استحضر سعادتك بقوله صلى الله عليه وسلم: ((إذا أَمَّنَ الإمام فأَمِّنوا، فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة، غفر له ما تقدم من ذنبه)) [7]. - كتاب معانى القرآن للأخفش - سورة الفاتحة - المكتبة الشاملة. • وبعد الفاتحة: اقطف من ثمرات القرآن ما شئت، وربك القائل: ﴿ وَلَقَدْ آَتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآَنَ الْعَظِيمَ ﴾ رغبةً في القرآن وحبًّا له، واستحضر الخطاب النبوي: ((يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتق، ورتِّل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها)) [8]. [1] أخرجهما مسلم: (395). [2] أخرجه الترمذي: (3125)، والنسائي: (914)، وأحمد: (21094)، وصححه الألباني في صحيح الجامع: (5560). [3] حلية الأولياء وطبقات الأصفياء؛ لأبي نُعيم الأصفهاني: (12/161).
معاني رائعه في سورة الفاتحه - عالم حواء
﴿ فَاعبُدهُ وَتَوَكَّل عَلَيهِ﴾ [هود: 123] واسأله الهداية متضرعا إليه. ﴿اهدِنَا الصِّراطَ المُستَقيمَ ﴾ [الفاتحة: 5]
دعاءٌ صريح، لنيل أجل مطلوب، لم يُعطَ أحدٌ أفضل منه. وفِّقنا إلى معرفةِ الطريق الصحيح وأرشِدنا إليه، قوِّ هدايَتَنا وارزقنا الثبات عليه، فقد يكون الإنسان اليوم مهتديا وغدا من الضالين. الصراطُ المستقيم دين الإسلام، ومتابعة سنة خير الأنام، عليه الصلاة والسلام. الصراط المستقيم لا يهتدي العبد إليه إلا ببذل أسبابه، بمعرفة الحق والعمل به. معاني رائعه في سورة الفاتحه - عالم حواء. ولَمَّا طلبَ الهِداية إلى أشرفِ طَريق، ناسَب ذلك سؤالَ أَحسنِ رفيقٍ، فقال: ﴿صِراطَ الَّذينَ أَنعَمتَ عَلَيهِم﴾ [الفاتحة: 6]
﴿صِراطَ الَّذينَ أَنعَمتَ عَلَيهِم﴾ [الفاتحة: 6] الذين نالوا الهداية التامة. من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا. وكلما استوحشتَ في تفردك فانظر إلى الرفيق السابق، وكُن نِعمَ المتابعَ له واللاحق. كيف لا وهو صراط الأنبياء والصالحين، وطريق السعداء المهتدين. ﴿غَيرِ المَغضوبِ عَلَيهِم وَلَا الضّالّينَ﴾ [الفاتحة: 7]
إنه صراط مستقيم؛ مقتضٍ مخالفةَ أصحابِ الجحيم. ﴿غَيرِ﴾ طريق ﴿المَغضوبِ عَلَيهِم﴾ ، وهم الذين عرفوا الحق وتركوه، وكتموه وبدّلوه، كاليهود الذين ضلوا قصدا عن سواء السبيل، وغير صراط الضالين، كالنصارى الذين يتعبدون على غير هدى ودليل.
تفضُلٌ بعد تفضل، ووعد من الله لا يُخلَف؛ فاسألوا الله من فضله. ﴿ مالِكِ يَومِ الدّينِ ﴾ [الفاتحة: 3]
يومُ الدين يومُ الجزاء من العلي الأعلى، يجازي اللهُ العباد فيه بما عملوه في الدنيا ﴿ لِيَجزِيَ الَّذينَ أَساءوا بِما عَمِلوا وَيَجزِيَ الَّذينَ أَحسَنوا بِالحُسنَى﴾ [النجم: 31]
﴿يَومَئِذٍ يُوَفّيهِمُ اللَّهُ دينَهُمُ الحَقَّ﴾ [النور: 25]
يومُ الدين: هو اليوم الذي تنقطع فيه أملاك الخلق، يستوي فيه الملوك والرعايا والعبيد والأحرار، كلهم مذعنون لعظمته، منتظرون لمجازاته. ﴿وَما أَدراكَ ما يَومُ الدّينِثُمَّ ما أَدراكَ ما يَومُ الدّينِيَومَ لا تَملِكُ نَفسٌ لِنَفسٍ شَيئًا وَالأَمرُ يَومَئِذٍ لِلَّهِ﴾ [الانفطار: 17-19]
وإذا كان اللهُ عز وجل هو ربُ العالمين، وهو الرحمنُ الرحيم، وهو مالكُ يوم الدين، فهو إذن وحده المعبودُ والمستعان. ﴿إِيّاكَ نَعبُدُ وَإِيّاكَ نَستَعينُ ﴾ [الفاتحة:4]
لا نعبد يا ربُّ إلا إياك، ولا نستعين بأحد سواك. قال شيخ الإسلام رحمه الله " ﴿إِيّاكَ نَعبُدُ﴾ تدفع الرياء، ﴿ وَإِيّاكَ نَستَعينُ ﴾ تدفع الكبرياء "
ومن أفرد الله بالعبودية نال من ربه السعادة الأبدية. الله أكبر.. ﴿إِيّاكَ نَعبُدُ وَإِيّاكَ نَستَعينُ ﴾: عبودية لله وحده، وَفق أمره وشرعه، واستعانةٌ به سبحانه على عبوديتِه، لا بحولِ العبد وقوته.
". هذه -عباد الله- بعضُ الفضائل والآثار, أما المعاني والأسرار, وجليلُ الهدايات والأنوار؛ فذاك بحر زخّار. ( الحَمدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمينَ)[الفاتحة: 1]؛ ثناء على الله بصفات الكمال، وبما لَه -تعالى- من جليل الألطاف والأفعال, ثناءٌ أَثْنَى بِهِ -تعالى- عَلَى نَفْسِهِ، وأَمَرَ عِبَادَهُ أَنْ يُثْنُوا عَلَيْهِ بِهِ. ( رَبِّ الْعَالَمِينَ)[الفاتحة: 2], ( رَبُّ السَّماواتِ وَالأَرضِ وَما بَينَهُما إِن كُنتُم موقِنينَ)[الشعراء: 24]؛ إنه ربُّ العالمين الغنيُّ المعبود المألوه، والخلق عبيدُه وفقراءُ إليه من جميع الوجوه, الذي ربَّى جميع الخلق بنعمه؛ فهو مالكهم وخالقهم، وهو مدبرهم ورازقهم, وخصَّ أولياءه المؤمنين بالإيمان والطاعات، وصَرفَ عنهم الشرور والآفات. ونِعم الله عليكم لا تحصى ولا تعد؛ فقابِلوا نعمَ ربكم بالشكر والحمد, فاللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الحَمْدُ مِلءَ السَّماواتِ وَمِلءَ الأَرْضِ, وَمِلءَ مَا بَيْنَهُمَا, وَمِلءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيءٍ بَعْدُ. ( الرَّحمنِ الرَّحيمِ)[الفاتحة: 2]؛ اسمان دالان على أنه -تعالى- ذو الرحمة الواسعة والنعمة السابغة؛ فرحمته وسعت كل شيء، ونعمته عمت كل حي؛ فهو رحمان بخلقه في الدنيا عامة، ورحيم في الدنيا والآخرة بالمؤمنين خاصة.