"وقبل أن يجيب (الحسن)، قال واصل بن عطاء: أنا لا أقول إن صاحب الكبيرة مؤمن مطلق، ولا كافراً مطلقاً؛ بل هو في منزلة بين المنزلتين، لا مؤمن ولا كافر، ثم قام واعتزل إلى إسطوانة من إسطوانات المسجد، يقرر ما أجاب به على جماعة من أصحاب الحسن، فقال الحسن: اعتزلَنا واصل، فسُمِّيَ هو وأصحابه المعتزلة". أما البغدادي؛ فيقول إن واصل بن عطاء زَعَمَ أنَّ الفاسِق من هذه الأُمَّة لا مؤمن ولا كافر، وجعل الفِسق في منزلة بين منزلتي الكفر والإيمان، وأن الحسن البصري لمَّا سمِع ذلك منه؛ طَرَدَه من مجلسه، وانضمَّ إليه صديقه عمرو بن عبيد، فقال النَّاس فيهما: إنهما قد اعتزلا قول الأُمَّة، وسُمِّيَ أتباعهما من يومئذ مُعتزلة. القواعد في مدرسة واصل الاعتزالية:-
أولاً: القول بنفي الصِّفات لله في الكِتاب والسُّنة، والحُجَّة في ذلك أنه يستحيل وجود إلهين قديمين أزليين، ومن أثبت معنى وصفة قديمة فقد أثبت إلهين. ثانياً: القول بالقَدَر، وهو أنَّ العبد هو الفاعل للخير والشَّر والإيمان والكُفْر، وهو المُجازى على فعله، والرَّب تعالى أقدره على ذلك، لأنَّه تعالى حكيم عادل، لا يجوز أن يضاف إليه شرٌ ولا ظُلم، ولا يجوز أن يريد من عباده خِلاف ما يأمر، ويحتِّم عليهم شيئاً ثم يجازيهم عليه، ويستحيل أن يخاطب العبد بإفعل وهو لا يمكنه أن يفعل.
- إشكالية الراء عند واصل بن عطاء – إبداعاتكم – مقالات حرة| قصة الإسلام
- واصل بن عطاء .. رأس المعتزلة | تاريخكم
- واصل بن عطاء - مكتبة نور
- حكم تحنيك الطفل والأذان في أذنيه وحلق رأسه
إشكالية الراء عند واصل بن عطاء – إبداعاتكم – مقالات حرة| قصة الإسلام
لثغته:-
ولقد طبقت لثغة واصل بن عطاء الآفاق شهرة وصيتاً _على أن المصابين باللثغة كثير_ نظراً لشهرة صاحبها ومنزلته الفكرية والأدبية. فالرجل على ما رزقه الله تعالى من قدرة بيانية عجيبة وحسن تصرف في القول، وفطنة عقلية كبيرة لم يسلم كغيره من البشر من النقص اللازم لبني الإنسان، إذ كانت له عاهة في منطقه تصيب لسانه على وجه الخصوص وتعيب كلامه، وتعرض له في حرف من الحروف ألا وهو حرف الراء. وقد كانت تسبب له حرجاً شديداً لا يستطيع الإفلات منه، ولا يتمكن من ممارسة الكلام أو الخطابة، أو إقامة المناظرات _وهو رئيس نحلة_ بالصورة التي تلائم منزلته الكبيرة. ولقد أشار الكثيرون ممن ترجموا لواصل أو تناولوه بالحديث إلى لثغته كعلامة من علاماته التي يتميز بها ويعرف، وفي مقدمتهم الجاحظ الذي يقول: "وكان واصل بن عطاء قبيح اللثغة شنيعها.. ". ويقول قدامة بن جعفر: "وقد ذكر أن واصل بن عطاء كان قبيح اللثغة على الراء".
واصل بن عطاء .. رأس المعتزلة | تاريخكم
[١]
جالس واصل بن عطاء عبد الله بن محمد بن الحنفية المكنَّى أبا هاشم، ثمَّ لازمَ حلقة الحسن البصري وكان من تلاميذه، واتصفَ بأنَّه طويل الصمت وطويل الرقبة، وقد ألفَ كتابًا في التوحيد بعنوان: "المنزلة بين المنزلتين"، توفي واصل في سنة 131 هجري الموافق لتاريخ 748م. [٢]
أقوال واصل بن عطاء
اشتهرت كثير من أقوال واصل لا سيما بين أتباعه، وفيما يأتي بعض أقواله: [٣]
من لم يحسن إلى نفسه لم يحسن إلى غيره. المؤمن إذا جاع صبر وإذا شبع شكر. أنا لا أقول إنَّ صاحب الكبيرة مؤمنٌ مطلق ولا كافر مطلق، بل هو في منزلة بين المرتبتين لا مؤمن ولا كافر. [٤]
المراجع ^ أ ب الزركلي، كتاب الأعلام ، صفحة 108-109. بتصرّف. ↑ الذهبي، سير أعلام النبلاء ، صفحة 175. بتصرّف. ↑ "واصل بن عطاء" ، حكم ، اطّلع عليه بتاريخ 13/1/2022. بتصرّف. ↑ "واصل بن عطاء وفرقة المعتزلة" ، البيان ، اطّلع عليه بتاريخ 13/1/2022. بتصرّف.
واصل بن عطاء - مكتبة نور
وقالَ آخرُ: فلا تجعَلْني مثلَ همزة واصل *** فيلحقني حذف ولا راء واصل [2] قال الجاحظ: "كانَ إذا أرادَ أن يذكرَ البُرّ قال: القمح أو الحِنْطة. والحنطة لغة كوفية والقمح لغة شامية. هذا وهو يعلمُ أنّ لغةَ من قال بُرّ، أفصح من لغة من قال قمح أو حِنطة" [3]. قال عنه المبرّد في الكامل: "كان واصل بن عطاء أحد الأعاجيب، وذلك أنّه كانَ ألثغَ قبيح اللّثغة في الرّاء، فكان يخلص كلامه من الرّاء ولا يُفْطِنُ لذلك، لاقتداره على الكلام وسهولة ألفاظه" [4].
وأشهد شهادة حق، وقول صدق، بإخلاص نية، وصدق طوية، أن محمد بن عبد الله عبده ونبيه، وخاصته وصفيه، ابتعثه إلى خلقه بالبينات والهدى ودين الحق، فبلغ مألكته، ونصح لأمته، وجاهد في سبيله، لا تأخذه في الله لومة لائم، ولا يصده عنه زعم زاعم، ماضياً على سنته، موفياً على قصده، حتى أتاه اليقين. فصلى الله على محمد وعلى آل محمد أفضل وأزكى، وأتم وأنمى، وأجل وأعلى صلاة صلاها على صفوة أنبيائه، وخالصة ملائكته، وأضعاف ذلك، إنه حميد مجيد. أوصيكم عباد الله مع نفسي بتقوى الله والعمل بطاعته، والمجانبة لمعصيته، فأحضكم على ما يدنيكم منه، ويزلفكم لديه، فإن تقوى الله أفضل زاد، وأحسن عاقبة في معاد. ولا تلهينكم الحياة الدنيا بزينتها وخدعها، وفوائن لذاتها، وشهوات آمالها، فإنها متاع قليل، ومدة إلى حين، وكل شيء منها يزول، فكم عاينتم من أعاجيبها، وكم نصبت لكم من حبائلها، وأهلكت ممن جنح إليها واعتمد عليها، أذاقتهم حلواً، ومزجت لهم سماً. أين الملوك الذين بنوا المدائن، وشيدوا المصانع، وأوثقوا الأبواب، وكاثفوا الحجاب، وأعدوا الجياد، وملكوا البلاد، واستخدموا التلاد، قبضتهم بمخلبها، وطحنتهم بكلكلها، وعضتهم بأنيابها، وعاضتهم من السعة ضيقا، ومن العز ذلاً، ومن الحيلة فناء، فسكنوا اللحود، وأكلهم الدود، وأصبحوا لاتعاينُ إلا مساكنهم، ولا تجد إلا معالمهم، ولا تحسس منهم أحد ولا تسمع لهم نَبساً.
[6] فقال جمهور العلماء أنّ التحنيك مشروعٌ للمسلمين وهو مستحب، وقال بعضهم أنّه خاصٌّ بالنبي صلى الله عليه وسلم، ويكون التحنيك بعد الولادة مباشرة، حتى يكون ما يطعمه المولود من التحنيك أول الطعام الذي يطعمه والله أعلم. [7]
حكم العقيقة عن المولود
في الخوض في طريقة الاذان في اذن المولود، وبيان أحكام وسنن المولود فإنّ من الضروري بيان حكم العقيقة عن المولود، والتي اختلف أهل العلم في حكمها على ثلاثة أقوال، بعضهم قال أنها واجبة، وآخرون قالوا أنها مستحبة، وبعضهم قال أنّها سنة مؤكدة وهو القول الراجح، وقد ورد عن اللجنة الدائمة أن العقيقة سنّةٌ مؤكدة وتجزئ عن الغلام شاتان وعن الجارية شاةٌ واحد، وتذبح العقيقة في اليوم السابع بعد الولادة، ولا يأثم المسلم لو أخّرها ولكن الأفضل الإسراع بها وتقديمها والله أعلم. [8]
بهذا نصل لختام مقال طريقة الاذان في اذن المولود ، والذي بيّن حكم الاذان والإقامة للمولود وبيّن طريقتيهما، وبين حكمة وفوائد الأذان في أذن المولود، وذكر سنن المولود بعض أحكامه في الإسلام.
حكم تحنيك الطفل والأذان في أذنيه وحلق رأسه
ولكن إذا فعل ذلك المؤمن فلا بأس فقد جاء في هذا أحاديث تشدُّ بعضها بعضاً وإن تركها فلا بأس" اهـ. قال الشيخ عبد المُحسن العبَّاد في شرحه لأحاديث الباب في سُنن أبي داود: " حسَّنه الشيخ الألباني، وأخيراً رجع عن ذلك، والحديث في إسناده رجل ضعيف وهو عاصم ابن عبد الله، والشيخ ناصر قال أنه بعدما طبع الكتاب ووجد في إسناده رجل كذاب ومتروك. فيبقى الحديث بدون شاهد، فلا يكون هناك شيء يصلح للاحتجاج في الموضوع، أما إذا كان التعويل على هذا الحديث والحديث الآخر في شعب البيهقي فلا يشهد أحدهما للآخر، فهذا الحديث في سنن أبي داود فيه حديث ضعيف والآخر في كذاب ومتروك" اهـ. حكم الاذان في اذن المولود عند ولادته. ولذلك فإنَّ الشيخان الإمامان الألباني -رحمه الله- والشيخ المحدث عبد المُحسن العبَّاد قد تفطنا لوضعه. أمَّا الإمامان الجليلان سماحة الشيخ ابن باز، والإمام ابن عثيمين -رحمهما الله- لم يتفطنا إلى ذلك، تبعاً للنووي في الأذكار وشيخ الإسلام ابن تيمية في الكلم الطيب وابن القيم في تحفة المولود وغيرها. وعلى ذلك، فلا يحل لأحدٍ أن يستدل بقول الإمام ابن باز أو ابن عثيمين أومن سبقهم في هذه المسألة، وهو يعلم أن الحديث موضوع. قال الإمام الألباني في الضعيفة ( 1 / 491): " 321 - " من ولد له مولود فأذن في أذنه اليمنى و أقام في أذنه اليسرى لم تضره أم الصبيان ".
أما العقيقة فيكون في اليوم السابع، يعق عنه في شاتين إن كان ذكرًا، أو بشاة واحدة إن كان أنثى في اليوم السابع، إن شاء ذبحها وأكلها وأهل بيته، هو وأهل بيته ونحو ذلك، وإن شاء وزعها بين الجيران والفقراء، وإن شاء أكل بعضها، وفرّق بعضها، كله واسع بحمد الله، وهكذا يحلق الصبي شعره، يحلق رأس الصبي الذكر، هذا هو السنة؛ لقول النبي ﷺ: كل غلام مرتهن بعقيقته، تذبح عنه يوم سابعه، ويحلق ويسمى هكذا جاء الحديث عن النبي ﷺ وهو حديث لا بأس به، جيد، نعم. المقدم: لكن بالنسبة للأذان هل يكون بعد الولادة مباشرة أو في اليوم السابع؟
الشيخ: الأمر واسع، إما في اليوم الأول، وإلا في يوم السابع، واسع. المقدم: شكرًا، أثابكم الله.