وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (27) ويبقى وجه ربك يا محمد ذو الجلال والإكرام; وذو الجلال والإكرام من نعت الوجه فلذلك رفع ذو. وقد ذُكر أنها في قراءة عبد الله بالياء، ( ذي الجَلال والإكْرام) على أنه من نعت الربّ وصفته.
ذو الجلال والإكرام
ويلحظ في السورة تكرار قوله تعالى (فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) إحدى وثلاثين مرّة، والآلاء هي النعم، وكأنه نداء يتكرر ليقرع القلوب والعقول، أن لا تنسوا نعمة ربكم عليكم، وقوموا بحق شكرها، لتدوم لكم البركات، وتتنزّل عليكم الرحمات. وفي الختام، وبعد أن عرضت السورة في سياقها مشاهد القدرة، فهو سبحانه رب المشرقين ورب المغربين، ورب السماوات والأرض، خزائنها في قبضته، وأمرها تحت مشيئته، لا يحدث فيها شيء إلا بعلمه، ولا يخرج من أقطارها شيء إلا بإذنه....
ثم مشاهد الخلق، خلق السماء ورفعها، وخلق الأرض ووضعها، وخلق الانس والجن، ثم مشاهد القيامة وما فيها من النعيم والجحيم.... كلّ هذه مشاهد الجلال.... ثم ما تخلّلها من مظاهرالنعم والآلاء والتي هي مشاهد الإكرام والإنعام، جاءت آخر آية لتجمع الجلال والإكرام كله لله تعالى (تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ). اللهم اجعلنا من عبادك العارفين بفضلك... ذو الجلال والإكرام. الشاكرين لأنعمك... اللهم آمين
معلومات الموضوع
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الرحمن - الآية 27
| قال تعالى: { وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ "27"} (سورة الرحمن) هو الذي لا جلال ولا كمال ولا شرف إلا هو له، ولا كرامة ولا إكرام إلا هو صادر منه. فالجلال له في ذاته، والكرامة فائضة منه على خلقه. وقيل: { ذُو الْجَلَالِ. "27"} (سورة الرحمن) إشارة إلي صفات الكمال. القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الرحمن - الآية 78. { وَالْإِكْرَامِ "27"} (سورة الرحمن) إشارة إلي صفات التنزيه. وقيل "الجلال" هو الوصف الحقيقي "والإكرام" هو الوصف الإضافي. وقيل "الجلال" صفة ذاته سبحانه، و"الإكرام" صفة فعله تعالى.
ذو الجلال والإكرام …. سورة الرحمن – بصائر
(الرحمن)... رغم ورود هذا الاسم من أسماء الله الحسنى مرّة واحدة في هذه السورة، إلا أنها سميّت به... وما ذلك إلا لأنه تتجلّى فيها من أولها إلى آخرها مظاهر رحمة الله.... القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الرحمن - الآية 27. رحمات دينية ورحمات دنيوية، رحمات دينية تتنزّل على عباد الله المتقين في جنات النعيم، بما تعرضه السورة في خاتمتها من مشاهد الجنة، وأهلها فيها ينعمون ويتمتعون، ورحمات دنيوية من خلال سرد السورة للنعم والآلاء المبثوثة في هذا الكون. وقد تكرّر في السورة وصف الجلال والإكرام لله تعالى مرتين في بدايتها (وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ) وفي آخرها (تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ) لتلخّص موضوع السورة والذي يجمع بين مشاهد الجلال ومشاهد الإكرام. (الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الإنسان * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ)
وقد استهلت السورة بذكر نعمة إنزال القرآن، وقد بدأ بها لأنها أعظم النعم وأجلّ الرحمات، بل إنها ذُكرت قبل نعمة خلق الإنسان، وكأنه لا قيمة لحياتك أيها الإنسان بغير هذا القرآن، وأنه لا بدّ أن يكون الأوّل في حياتك، والقمة في أولويّاتك، فلا معنى للحياة بغير القرآن، ولا حياة طيبة لا يحفّها هدى الرحمن.
القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الرحمن - الآية 78
ثم يأتي مشهد من مشاهد القيامة (فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ) أي انشقت السماء فصارت مثل الوردة في الحمرة، فعندها يكون الحساب والسؤال، وقوله (فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ) أي لا يسأل سؤال استعلام واستفهام وإنما سؤال توبيخ وتقريع. عندها يُعرف الجرمون حيث يُحشرون سود الوجوه زرق العيون، ويا لها من صورة مهينة لهم تصورها الآيات حين تضم الملائكة أرجلهم إلى نواصيهم ثم يُلقون في النار، هذه النار التي كانوا بها يكذبون، ولعذابها ينكرون، فإذا قاسوا حرّها طلبوا الماء، فسُقوا ماءً حميماً تغلي منه البطون. ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام. (يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ * يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ). ثم تأتي صورة أخرى مقابلة، تصف ألوان النعيم، لعباد الله المتقين، ممن خافوا مقام ربهم ورجوا رحمته، فتجعلهم الآيات صنفين: سابقون مقربون، وآخرون أقل منزلة وهم أصحاب اليمين، ولكلٍّ درجته ومنزلته في الجنة. وكأنها رسالة واضحة، أن فرّوا من نار ربّكم إلى جنته، ومن عذابه إلى رحمته....
وتقرّر السورة، قاعدة ذهبية في العمل والكسب في قوله تعالى (هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ) فحين يوقن المؤمن أن عمله يُحصى عليه وأنه سيُجزى عليه الجزاء الأوفى، عندها يركن إلى عدالة الرحمن، ويأخذ بالأسباب ويكل النتائج لرب الأرباب.
ثم جاء تخصيص نعمة البيان في خلق الإنسان، والبيان كل ما يُبين به الإنسان عما يجول في نفسه، ويدور في عقله، ويدخل فيه لغة الإشارة والجسد، وكل منطوق أومكتوب، ولولا البيان لمَا ألقى أحدٌ خطاباً ولا كتب كتاباً. ولعلّ ذكْر البيان بعد إنزال القرآن، إشارة لضرورة بيان هذا القرآن للناس، والقيام بواجب إبلاغ رسالته للعالمين. (الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ * وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ). ثم تذكر الآيات الشمس والقمر، وأنهما يجريان بحساب دقيق، ليقوم عليهما تحديد المواسم والمواقيت، وإثبات سجود النجم في السماء وسجود الشجر في الأرض، دليل على خضوع السماء والأرض وما فيهما للقدرة الإلهية المطلقة.
ثم ذكر خلْق الإنسان وخلْق الجانّ، و جمع الله بينهما كثيرا في هذه السورة، لأنهما يشتركان في التكليف، وتبعات الإيمان والكفر (خَلَقَ الإنسان مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ * وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ). ثم ذكر البحر وما تجري فيه من الأفلاك، وما في أعماقه من الخيرات كاللؤلؤ والمرجان، وكيف أنّ البحار بعضها مالح وبعضها فرات لا يمتزجان (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ). ولكن ذلك كلّه إلى زوال وإلى فناء، ولا يبقى إلا وجه الله (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ) وفي الآية تذكيرٌ باليوم الآخر، وتوجيه العباد إلى عبادة الله وحده وشكره على هذه النعم، قبل أن تزول هذه الدنيا ويكون الجزاء والحساب. ولأنّ له - سبحانه وتعالى – ملكوت السماوات والأرض، يقصده عباده – مؤمنهم وكافرهم – لقضاء حوائجهم، وتحقيق مطالبهم، وهو سبحانه كل يوم في شأن، يحيي هذا ويميت هذا، يُعزّ هذا ويُذلّ هذا، يعطي هذا ويحرم هذا، لا تشغله حاجات هؤلاء عن حاجات أولئك، فهو يرحم الجميع ويرزق الجميع (يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ).
ذات صلة شعر نزار قباني في الغزل شعر غزل نزار قباني
الغزل
كثيراً ما يراود في عقل البشر كلمات تفوق الوصف فيستخدم الإنسان عبارات غزلية تقرب القلوب بذكر محاسن المحبوبة وجمالها والتغزل باللطافة المنسوجة بحسنها الخُلقي وكثيراً ما يستخدم الغزل في التعبير عن شدّة الشوق للقاء الأحباب، حيث يبعث الغزل الثقة بالنفس في قلب المحبوبة ويجعلها قريبة من المُحب وكثيراً ما يشدد الوصال بين الأحبة، ويعتبر الشاعر نزار قباني من أشهر شعراء الغزل، وسنذكر في هذا المقال بعض من قصائده الغزلية.
نزار قباني شعر غزل
501 مقولة عن غزل فاحش نزار قباني:
شعر نزار قباني غزل
عبارات ذات صلة عبارات وشعر عن الليل أجمل عبارات شعر مميزة عن الحب والليل والظلام والرومانسية سوف تجدها على موقعنا من افواه أعظم ادباء العرب ، من خلال مجموعة متنوعة من عبارات وشعر عن الليل للاقتباس منها وبدأ مشاركتها مع الاصدقاء والتعبير معهم عن مدى جمال الليل. كلام عن الليل والحب تويتر حبيبي الشوق إليك يقتلني دائماً أنت في أفكاري وفي ليلي […] إقرأ المزيد عبارات شعر عن الخيل والحب حب ركوب الخيل من اجمل الامور التي يجب أن ينشأ عليها كل شخص ، فلذة الركوب على الخيل لا يشعر بها إلا من أذاقها ، فهي اجمل رياضة ترفيهية للكبار والصغار ، لذا استمتع باجمل كلام وحكم وعبارات شعر عن الخيل والحب من موقعنا لمشاركتها في تغريدة وبوست مع كل العائلة والأصدقاء. شعر عن الخيل […] إقرأ المزيد كلام عن البحر بالإنجليزي كلام عن البحر بالإنجليزي مخصص لكل زوار موقعنا الكرام مترجم باللغة العربية ليتم مشاركتها في بوست او تغريده بما تشعر به من حبك للبحر وبمشاركة اجمل اللحظات معه. كلام عن البحر بالإنجليزي تويتر The sea lives in every one of us البحر يعيش في كل واحد منا. The sea is as near as we come […] إقرأ المزيد
هجرتك حتى قيل لا يعرف الهــوى........ و زرتـك حـتى قـيـل لـيـس لـه صـبـرا. قـالت جنـنت بمن تهوى فقلت لهـا........ الـعـشـق أعـظــم مـمـا بالـمـجـانـين. ولو خلط الـسـم المذاب بريقهـــا........... وأسـقـيـت مـنـه نـهـلـة لـبـريــــت. و قلت شهودي في هواك كـثيــرة..... وأَصـدَقـهَـا قـلـبي و دمـعي مـسـفـوح. أرد إليه نظرتي و هو غافــــل.......... لـتسرق مـنـه عـيـنـي مـالـيـس داريــا. لها القمر الساري شـقيـق و إنهــا........... لـتـطـلـع أحـيـانـاً لـه فـيـغــيـــب. و إن حكمت جـارت علي بحكمهــا...... و لـكـن ذلـك الـجور أشـهى من العـدل. ملكت قـلبي و أنـت فـيــــــه........... كـيـف حـويـت الـذي حـواكــــــــا. قـل لـلأحبة كيف أنـعم بعدكـــم........... و أنـا الـمـســافر و الـقـلـب مــقـيم. عـذبـيـنـي بـكـل شـيء ســوى........... الـصـدّ فمـا ذقـت كالـصـدود عـذابــا. و قد قـادت فؤادي في هـواهــا........... و طـاع لـهـا الفؤاد و مـاعـصـاهــا. خـضـعت لـهـا في الحب من بعد عزتي........... و كـل محب لـلأحـبـة خـاضـــع. ولقد عـهدت الـنار شـيـمـتها الـهــدى........ و بـنار خـديـك كـل قـلـب حائـــر.