ت- يجبُ التّرتيبُ بين الاسم واللّقب؛ بحيث يَتقدّم الاسمُ ويتأخّرُ اللّقب [9] ، مثل: عمرُ الفاروقُ هو الخليفةُ الثاني من الخلفاء الرّاشدين، وعليٌّ زينُ العابدين. وهذا التّرتيب واجبٌ – في الأفصح – إن لم يكنِ اللّقبُ أشهرَ من الاسم، فإن كان أشهرَ جاز [10] الأمران؛ مثل: المسيحُ عيسى بنُ مريمَ رسولٌ كريمٌ، أو: عيسى بنُ مريمَ المسيحُ رسولٌ كريمٌ. الفرق بين الكنية واللقب - حياتكِ. ذلك أنّ (المسيح) أشهرُ من (عيسى). ومثل: السفّاحُ عبدُ اللّه أوّلُ الخلفاء العبّاسيين، أو: عبدُ اللّه السفّاحُ = ومن أجل ذلك كثُر تقديمُ ألقاب الخلفاء والملوك على أسمائهم– مع صحّة التّأخير -. وفي غير هذه الحالة، وما أشرنا إليه في الحاشية(رقم2) فإنّ تقديمُ اللّقب على الاسم لم يقع في كلام العرب إلاّ نادرًا، ولعلّ ذلك وقع منهم على سبيل الغلط أو السّهو، ومن أمثلته ما أنشده، ابن الخبّاز في النّهاية: [من الوافر]
أَنَا اِبْنُ مُزَيْقِيَا عَمْرو وجَدِّي
أَبُوهُ عَامِرٌ [11] مَاءُ السَّمَاءِ [12]
وذكره ابن مالك في شرح التّسهيل، وأنشد عليه [13]: [من البسيط]
أَبْلِغ هُذَيْلاً وَأبْلِغْ مَنْ يُبَلِّغُهَا
عَنِّي حَدِيثًا وَبَعْضُ القَوْلِ تَجْرِيبُ
بِأَنَّ ذَا الكَلْبِ عَمْرًا خَيْرُهُمْ حَسَبًا
بِبَطْنِ شِرْيَانَ يَعْوِي حَوْلَهُ الذِّيبُ
وهذا البيتُ [14] اشتملَ على تقديم اللّقبِ وتأخيره.
- الفرق بين الكنية والاسم واللقب
- الفرق بين الكنية واللقب - حياتكِ
- إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه
الفرق بين الكنية والاسم واللقب
السؤال:
الفتوى رقم(3205)
ما هي الكنية، وما هو اللقب، وما هي الشهرة ؟
الجواب:
الكنية: ما صدر بأب أو أم، كأبي محمد، وأبي علي، وكأم محمد، وأم علي، مثلا، واللقب: ما أشعر بمدح أو ذم، مثل: زين العابدين، وأنف الناقة، والشهرة: ما اشتهر به الإنسان لكثرة إطلاقه عليه، اسما كان أو كنية أو لقبا. وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. المصدر:
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء(11/486- 487)
عبد الله بن قعود... عضو
عبد الرزاق عفيفي... الفرق بين الكنية والاسم واللقب. نائب رئيس اللجنة
عبد العزيز بن عبد الله بن باز... الرئيس
الفرق بين الكنية واللقب - حياتكِ
[١]
المقصود بالكُنية
المقصود بالكُنية هو إسباق الاسم ب(أب) أو (أم)، كقولنا أبو محمد وأم محمد، والهدف من الكُنية عادةً هو تعظيم لمكانة الشخص وقيمته وإجلاله والزيادة من احترامه، وخاصة لمن هم في عمر كبير، فالعديد من الناس يُفضّلون أن يُذكروا بكُنيتهم لا بأسمائهم، وفي اللغة العديد من التعريفات لمعنى كلمة الكُنية ومن هذه التعريفات:
الكنية هو كلُّ مُرَكَّبٍ إضافيّ سُبق بـ(أَبٍ) كـ: أبي خالد، وأبي عمر، أو(أُمٍّ) ك: أمّ محمد، وأمِّ أحمد. والكنية هو ما كان في أوله "أب" أو "أم" وقال بعضهم أو "خال" أو "عم" ، وقد تكون الكنية لقبًا مثل "أبو الجود" و"أبو لهب". والكنية هي: كل مركب إضافي في صدره "أب" أو "أم" كَـ " أبي بكر " و"أم كلثوم". الكنية بضم الكاف وكسرها وسكون النون مصدر كنَّى، اسم علم مبدوء بأب أو أم أو ابن ، نحو أبو عمرو، وأم عمار، وابن الخطاب. وقيل أن الكنية هو ما يُجعل عَلَمًا على الشَّخص سوى الاسم واللقب، نحو: أَبو الحسن، وأُمُّ الخير، وتكون مُصدَّرة بلفظ أَب أَو ابن أَو بنت، أَو أَخ أَو أَخت، أو عمّ أَو عمّة، أو خال أو خالة، وتستعمل مع الاسم واللقب أو دونهما؛ تفخيمًا وتعظيمًا لشأن صَاحبها أن يذكر اسمُهُ مجرَّدًا، وتكون الكنية لأشراف الناس، وربما كُنِيَ الوليد تفاؤلًا وقد كُنِيَ بعضُ أجناس الحيوانات، فللأسد: أَبو الحارث، وللضّبع: أَمُّ عامر، ونحو ذلك كثير شائع في كلام العرب.
– محمّد محي الدّين عبد الحميد في شرح قطر النّدى (ص 135 هامش 1 باب العَلَم). [8] معجم القواعد العربيّة (ص309 باب العين/العَلَم). [9] وتأخير اللّقب عن الاسم واجب - بشرطه - سواء أوجد مع الاسم كنية أم لم توجد - النّحو الوافي ص316 هامش 2 -. [10] وهناك صورة أخرى لا يجب فيها تقديم الاسم وتأخير اللّقب، بل يجوز، هي: أن يكون اجتماعهما على سبيل إسناد أحدهما للآخر. (أي: الحكم على أحدهما بالآخر سلبًا أو إيجابًا). ففي هذه الحالة يتأخّر المحكوم به، ويتقدّم المحكوم عليه. فإذا قيل: مَن زين العابدين؟. فأجبت: زين العابدين عليّ – فهنا يتقدّم اللّقب؛ لأنّه المعلوم الذي يراد الحكم عليه بأنّه عليّ، ويتأخّر الاسم لأنّه محكوم به... وإذا قيل: مَن عليٌّ الذي تمتدحونه؟. فأجبت: عليٌّ زينُ العابدين. فيتقدّم الاسمُ هنا؛ لأنّه المعلوم الذي يراد الحكم عليه، ويتأخّر اللّقبُ، لأنّه محكوم به. وهكذا... فعندنا صورتان لا يجب تأخير اللّقب فيهما، وإنّما يجوز. - النّحو الوافي (ص316 هامش 3) -
[11] في شرح الأشمونيّ (1 /58 رقم 66 العَلَم): مُنْذِرٌ بدل عَامِر. [12] البيت لأوس بن الصّامت كما في حاشية الخضريّ على ابن عقيل (1 /152 العَلَم)، وشرح الألفيّة لابن عقيل (1 / 121 العَلَم).
إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض.
إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه
بقلم / محمــــــد الدكــــــرورى
فى اختيار الزوج الصالح للفتاه وضع لنا الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم -معايير يجب علينا ان نلتمسها فى اختيار الزوج الصالح فيقول النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم -: (إذا أتاكم مَن ترْضَوْن دِينه وخُلُقه فزوِّجوه، إلا تفعلوا تكُنْ فتنةٌ في الأرض وفسادٌ كبير) وهذا خطابٌ للرِّجال العقلاء، لا للنِّساء اللواتي قلدن أمر الزواج في هذا المجتمع. ولقدْ صار بيَدِ المرأة الموافقة على الزواج، وبيدها تحديدُ المهر، فكثُرتِ العوانس، وغلتِ المهور، وتضاعفتْ نفقات الزواج، ولا شكَّ أنَّ المرأة بما جبلت عليه من فِعال وعاطفة، وبما تحبُّه مِن المظاهر والمفاخَرة وحبِّ الظهور أمامَ الناس، لا يمكن أن يتحقَّق على يديها خِطبة أو زواج، إلا إذا كانتْ تزِن الأمور بميزان الشَّرْع والدِّين، ومِثل ذلك قليل، فكم سمعنا عن أمهات يُفْسِدْن زواج بناتهنَّ؛ لأنَّ الواحدة منهنَّ تدَّعي أن ابنتها ليستْ بأقلَّ مِن بنت فلان! إنَّ المرأة مهما بلغتْ فهي ناقِصة عقل، ولا تكاد تعرِف عواقب الأمور؛ لذلك قال الرسول – صلَّى الله عليه وسلَّم -: (لن يُفلِح قوم ولَّوْا أمرهم امرأة) رواه البخاري؛ ولذلك جعَل الله أمرَ التزويج بأيدي الرِّجال الراشدين والأولياء الصالحين..
فقال – تعالى -: ﴿ وَأَنْكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ﴾ هذا أمرُ الله للأولياء بتزويجِ أبنائهم وبناتِهم، ووعْد منه برِزقهم ورعايتهم، ومَن أصْدَق مِن الله قيلاً؟!
إنَّ العار إذا لَحِق إنما يلحَق بالرِّجال، فاحْذروا أيُّها الرِّجال فالقوامة لكم لا لنِسائكم. فيا أيها الأولياء، اتَّقوا الله فيمَن تحتَ أيديكم مِن البنات، بادروا بتزويجهنَّ متى ما تقدَّم الأكْفاء في دِينهم وأخلاقهم، (إلا تَفْعلوا تكُن فِتنةٌ في الأرض وفسادٌ كبير). ولقد حثَّ الإسلامُ على تسهيلِ الزواج وتيسير أموره، ونهَى عن المغالاة في المهور، والمبالَغة في تكاليفه، فهذا خيرُ البشَر محمَّد – صلَّى الله عليه وسلَّم – يزوِّج ابنته فاطمة – رضي الله عنها – بعَليِّ بن أبي طالب بما يساوي أربعةَ دراهم. إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه. والإسلام اعتبر أنَّ المرأةَ كلما كان مهرُها قليلاً كان خيرُها كثيرًا؛ قال رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم -: (إنَّ أعْظمَ النِّكاح بركةً أيسرُه مؤونة) وقال: (إنَّ مِن يُمن المرأة تيسيرَ خِطبتها وتيسير صَداقها وتيسير رحِمها). فاتَّقوا الله ويسِّروا أمْرَ الزواج، واحرِصوا على مَن ترْضَون دِينه وخلُقه، وإيَّاكم والرغبةَ في المال دون الدِّين، فالمال عَرَض زائل وعارية مسترَدَّة، والبقاء للدِّين. وهذه دعوه للعودة إلى المهْر المحدود المقطوع، كما كان قديمًا، به تشتري العروسُ ما شاءتْ، ولا تسأله غيرَ هذا المهر، حقًّا خالصًا لها، كخُطوة أولى نحوَ إحياء سُنة الحبيب المصطفى – صلَّى الله عليه وسلَّم؛ ليتزوَّج العُزَّاب، ويُعدِّد المتزوِّجون، وتقلُّ نِسبة العوانس، ويَستغني الشبابُ بالحلال عن الحرام.