﴿ولَهم عَذابُ الحَرِيقِ﴾ وهو نارٌ أُخْرى زائِدَةُ الإحْراقِ كَما تُنْبِئُ عَنْهُ صِيغَةُ فَعِيلٍ لِعَدَمِ تَوْبَتِهِمْ ومُبالاتِهِمْ بِما صَدَرَ مِنهم. وقالَ بَعْضُ الأجِلَّةِ: أيْ: ﴿فَلَهم عَذابُ جَهَنَّمَ﴾ بِسَبَبِ كُفْرِهِمْ فَإنَّ فِعْلَهم ذَلِكَ لا يُتَصَوَّرُ مِن غَيْرِ الكافِرِ ﴿ولَهم عَذابُ الحَرِيقِ﴾ بِسَبَبِ فَتْنِهِمُ المُؤْمِنِينَ والمُؤْمِناتِ، وفي جَعْلِ ذَلِكَ جَزاءَ الفِتَنِ مِنَ الحُسْنِ ما لا يَخْفى.
- إعراب قوله تعالى: إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم الآية 10 سورة البروج
- الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا - مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام
- القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة البروج - الآية 10
- تفسير قوله تعالى: أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم
إعراب قوله تعالى: إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم الآية 10 سورة البروج
"إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا.. " || ياسر الدوسري - YouTube
الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا - مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام
[٢٩] يستفاد مما سبق بأن عاقبة كل الطغاة ستكون بالهلاك في الدنيا، أو الإمهال إلى الآخرة، وبأن الثابتين على الدين، الّذن واجهوا العديد من العقبات جرّاء توحيدهم لله -تعالى-، أعد لهم الله -تعالى- الثواب العظيم، والنعيم المقيم، فلا ييأس الداعية من أي عقبات يواجهها في سبيل دعوته. إعراب قوله تعالى: إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم الآية 10 سورة البروج. أثر سورة البروج على المرء المسلم
مما ياتي بعض من الآثار الإيجابية لسورة البروج على حياة المسلم، وهي كما يأتي: [٣٠]
يدرك المسلم بأنّ النصر للمؤمن آت لا محالة، والعقاب للمسيئين لهذا الدين الإسلامي لا مفرّ منه، فيسير المسلم في حياته في طريق الدعوة مطمئن للثواب الّذي ينتظره، غير آبهٍ لما يواجهه من عقبات. يدرك المسلم قوة المؤمنين السابقين الثابتين، فيأخذ من حياتهم دروسًا في الثبات والصبر، ليستعن بهم على عقبات الدعوة، وما يلاقيه من العصاة الكفار. يدرك المسلم بقسم الله -تعالى- بعظمته وقدرته سبحانه المطلقة وملكه لهذا الكون، بأن العاقبة في النهاية ستكون لا محالة للمؤمنين. يدرك المسلم مشهدًا من مشاهد يوم القيامة من شهادة الملائكة على بني الإنسان على أعمالهم، فيسعى المسلم إلى ان يحسن سعيه في الحياة الدنيا، استعداد لهذا اليوم العظيم المهيب.
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة البروج - الآية 10
وفي الكَشْفِ: الوَجْهُ أنَّ عَذابَ جَهَنَّمَ وعَذابَ الحَرِيقِ واحِدٌ، وصْفٌ بِما يَدُلُّ عَلى أنَّهُ لِلْمَبْعُودِينَ جِدًّا عَنْ رَحْمَتِهِ عَزَّ وجَلَّ، وعَلى أنَّهُ عَذابٌ هو مَحْضُ الحَرِيقِ وهو الحَرْقُ البالِغُ وكَفى بِهِ عَذابًا. الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا - مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام. والظّاهِرُ أنَّهُ اعْتَبَرَ الحَرِيقَ مَصْدَرًا، والإضافَةَ بَيانِيَّةً ولا بَأْسَ بِذَلِكَ إلّا أنَّ الوَحْدَةَ الَّتِي ادَّعاها خِلافُ ظاهِرِ العَطْفِ. وقالَ بَعْضُهُمْ: لَوْ جُعِلَ مِن عَطْفِ الخاصِّ عَلى العامِّ لِلْمُبالَغَةِ فِيهِ لَأنَّ عَذابَ جَهَنَّمَ بِالزَّمْهَرِيرِ والإحْراقِ وغَيْرِهِما كانَ أقْرَبَ، ولَعَلَّ ما ذَكَرْناهُ أبْعَدُ عَنِ القالِ والقِيلِ. وجُمْلَةُ ﴿فَلَهم عَذابُ﴾ إلَخْ وقَعَتْ خَبَرًا لِأنَّ، أوِ الخَبَرُ الجارُّ والمَجْرُورُ، و«عَذابُ» مُرْتَفِعٌ بِهِ عَلى الفاعِلِيَّةِ وهو الأحْسَنُ والفاءُ لِما في المُبْتَدَأِ مِن مَعْنى الشَّرْطِ ولا يَضُرُّ نَسْخُهُ بِأنَّ، وإنْ زَعَمَهُ الأخْفَشُ. واسْتُدِلَّ بِالآيَةِ عَلى بَعْضِ أوْجُهِها عَلى أنَّ عَذابَ الكُفّارِ يُضاعَفُ بِما قارَنَهُ مِنَ المَعاصِي.
وأعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر. والحاكم في الولايات العامة أو الخاصة مأجور إذا
كان عالماً مجتهداً فإذا حكم فإن أصاب الحق فله أجران أجر الاجتهاد وأجر الإصابة
وإن أخطأ فله أجر واحد, أجر الاجتهاد كما قال عليه الصلاة السلام: ( إذا حكم
الحاكم فاجتهد, ثم أصاب فله أجران, وإذا حكم فاجتهد, ثم أخطأ فله أجر) أخرجه
مسلم/1716.
أما الجواب التفصيلي فحاصله، أن آية البقرة واردة على ما تقدمها من خطاب المؤمنين على العموم في قوله سبحانه: { يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة} (البقرة:208)، وتحذيرهم بقوله: { فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات} (البقرة:209)، وأشار قوله سبحانه: { أن الله عزيز حكيم} (البقرة:209) إلى قدرته سبحانه على من زلَّ، فحاد وتنكب عن هدي الإسلام.
تفسير قوله تعالى: أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم
قالَ:
؎فَلَمّا تَنازَعْنا الحَدِيثَ وأسْمَحَتْ ∗∗∗ هَصَرْتُ بِغُصْنٍ ذِي شَمارِيخَ مَيّالِ
﴿أمْ حَسِبْتُمْ أنْ تَدْخُلُوا الجَنَّةَ ولَمّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنكم ويَعْلَمَ الصّابِرِينَ﴾ هَذِهِ الآيَةُ وما بَعْدَها عَتْبٌ شَدِيدٌ لِمَن وقَعَتْ مِنهُمُ الهَفَواتُ يَوْمَ أُحُدٍ. واسْتَفْهَمَ عَلى سَبِيلِ الإنْكارِ أنْ يَظُنَّ أحَدٌ أنْ يَدْخُلَ الجَنَّةَ وهو مُخِلٌّ بِما افْتُرِضَ عَلَيْهِ مِنَ الجِهادِ والصَّبْرِ عَلَيْهِ. والمُرادُ بِنَفْيِ العِلْمِ انْتِفاءُ مُتَعَلِّقِهِ؛ لِأنَّهُ مُنْتَفٍ بِانْتِفائِهِ كَما قالَ تَعالى: ﴿ولَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأسْمَعَهُمْ﴾ [الأنفال: ٢٣] المَعْنى: لَمْ يَكُنْ فِيهِمْ خَيْرٌ؛ لِأنَّ ما لَمْ يَتَعَلَّقْ بِهِ عِلْمُ اللَّهِ تَعالى مَوْجُودًا لا يَكُونُ مَوَجُودًا أبَدًا. ام حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يعلم ه. و"أمْ" هُنا مُنْقَطِعَةٌ في قَوْلِ الأكْثَرِينَ تَتَقَدَّرُ بِبَلْ، والهَمْزَةُ عَلى ما قُرِّرَ في النَّحْوِ. وقِيلَ: هي بِمَعْنى الهَمْزَةِ. وقِيلَ: "أمْ" مُتَّصِلَةٌ. قالَ ابْنُ بَحْرٍ: هي عَدِيلَةُ هَمْزَةٍ تَتَقَدَّرُ مِن مَعْنى ما تَتَقَدَّمُ، وذَلِكَ أنَّ قَوْلَهُ: ﴿إنْ يَمْسَسْكم قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ القَوْمَ﴾ [آل عمران: ١٤٠] إلى آخِرِ القِصَّةِ يَقْتَضِي أنْ يَتْبَعَ ذَلِكَ: أتَعْلَمُونَ أنَّ التَّكْلِيفَ يُوجِبُ ذَلِكَ، أمْ حَسِبْتُمْ أنْ تَدْخُلُوا الجَنَّةَ مِن غَيْرِ اخْتِبارٍ وتَحَمُّلِ مَشَقَّةٍ، (p-٦٦)وأنْ تُجاهِدُوا فَيَعْلَمَ اللَّهُ ذَلِكَ مِنكم واقِعًا.
قوله تعالى: أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب قوله تعالى: أم حسبتم أن تدخلوا الجنة " حسبتم " معناه ظننتم. قال قتادة والسدي وأكثر المفسرين: نزلت هذه الآية في غزوة الخندق حين أصاب المسلمين ما أصابهم من الجهد والشدة ، والحر والبرد ، وسوء العيش ، وأنواع الشدائد ، وكان كما قال الله تعالى: وبلغت القلوب الحناجر. وقيل: نزلت في حرب أحد ، نظيرها - في آل عمران - أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم. وقالت فرقة: نزلت الآية تسلية للمهاجرين حين تركوا ديارهم وأموالهم بأيدي المشركين ، وآثروا رضا الله ورسوله ، وأظهرت اليهود العداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأسر قوم من الأغنياء النفاق ، فأنزل الله تعالى تطييبا لقلوبهم أم حسبتم. تفسير قوله تعالى: أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم. و " أم " هنا منقطعة ، بمعنى بل ، وحكى بعض اللغويين أنها قد تجيء بمثابة ألف الاستفهام ليبتدأ بها ، و " حسبتم " تطلب مفعولين ، فقال النحاة: " أن تدخلوا " تسد مسد المفعولين. وقيل: المفعول الثاني محذوف: أحسبتم دخولكم الجنة واقعا. و " لما " بمعنى لم.