الدعوة
تعتبرُ الدّعوة إلى اللهِ سبحانه وتعالى من أجلّ المهمّات وأعظمِ الرّسالات، فهي حقيقة دعوة الرّسل وسببها، وهي أحسن الأقوال وأعظم الفعال التي تصدر عن الإنسان من أجل هدايةِ النّاس إلى طريق الحقّ والرّشاد، وحيث مظنّة تحقيق رضا الله سبحانه واجتناب ما يغضبه، قال تعالى: "وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ". سمات الدّعوة إلى الله
ولا شكّ بأنّ الدّعوة إلى الله تعالى لها سماتها ومظاهرها التي تضمنُ أن تكونَ في أحسن صورةٍ حتّى تحقّق الهدف المرجوّ منها، فالدّعوة إلى الله تعالى مجموعةٌ من الأساليبِ والأقوال والأفعال التي يكون الهدفُ منها إيصال النّاس إلى برّ الأمان والسّعادة في الدّارين، ووضعهم على الطّريق الصّحيح والمنهج القويم، وبالتّالي على الدّاعية إلى الله أن يراعيَ عدداً من الأمور التي ينبغي أن تتوافر في طرق الدّعوة إلى الله، ومنها أن يكون حكيمًا في دعوته متبصّراً في رؤيته، لا يلقي الكلام جزافًا، ولا يجرح الشّخوص أو يفضحها. طرق الدّعوة إلى الله تعالى
الدّعوة بالنّصيحة والقول الحسن، فالدّاعية إلى الله تعالى يستطيع أن يطوّع لسانه، ويستفيد من بيانه في دعوة النّاس إلى طريق الله تعالى وهدايتهم وإرشادهم باستخدام الألفاظ الرّزينة، والعبارات الجميلة، والكلمات المؤثّرة، والدّعوة باللسان لا شكّ بأنّها دعوةٌ جليلةٌ تُحدث الأثر الكبير في نفوس النّاس، وخاصّة إذا كان الدّاعية متمكّناً من مفردات اللّغة، ضليعًا في اختيار الألفاظِ والعبارات المؤثّرة التي تجذب النّاس إلى كلامه دون تنفير، وفي الحديث الشّريف عن الرّسول -عليه الصّلاة والسّلام-: "إنّ من البيان لَسحراً"، أي أثرٌ عجيبٌ يحدثه في نفوس النّاس.
طرق الدعوة الى الله العنزي
(رواه مسلم). " ويوضح لنا ذلك الموقف في الحديث السابق كيف كان تعامل النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم مع الأعرابي الجاهل، وأن النبي محمد لم يُعنفه، وأيضاً لم يُوبخه، بل أن الرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام قد تركهُ حتى يكمل حاجته، ومن ثم أمر أصحابه ألا يقتربوا منه حتى يكمل؛ وذلك خشية أن يؤذيه ذلك، وذلك من رحمة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بالجاهلين. وسائل الدعوة إلى الله في عصرنا الحاضر (3) - الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ الدكتور عصام عبد ربه محمد مشاحيت. وأيضاً من حكمته وحلمه في الصبر على القيام تعليمهم، فعندما انتهى الأعرابيُّ من قضاء حاجته أوضح له النبيُّ الكريم محمد صلى الله عليه وسلم معلمًا ومؤدِّبًا له برفق ما لهذه المساجد الشريف من الحُرمة والقدسيَّة، وأن المساجد لا تصلح لفعل مثل تلك الأفعال، ومن ثم علَّمه النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم الوظيفة الأساسية لمساجد الله عز وجل. استثمار المواقف والفرص: كان النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يستثمر المواقف في التعليم؛ لأن هذه المواقف هي أوقع أثرًا وهي أثبت في الذاكرة، ومن ذلك أن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم كان مع أصحابه الكرام يومًا، وإذا هناك بامرأة من السبي كانت تبحث عن ولدها، فعندما وجدته ضمته، هنا أراد النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أن يستثمر تلك الفرصة الكبيرة ويعلم أصحابه الكرام مدى رحمة الله عز وجل، فقال الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم لأصحابه الكرام رضوان الله عليهم: "«أَتَرَوْنَ هَذِهِ طَارِحَةً وَلَدَهَا فِي النَّارِ؟» قَالُوا: لَا!!
طرق الدعوه الي الله العريفي يوتيوب
فلا شك أن الراديو أداة إعلامية للتعليم والترفيه والتثقيف، فهو وسيلة إعلامية يقتحم على المستمع مكانه ويتسلل إلى حياته الخاصة شاء أم أبى، وهو يعتمد على الصوت والمؤثرات الصوتية وغيرها، وموضوعاته متنوعة تناسب كل جنس وسن وثقافة. والراديو يقدم للدعاة وسائل جديدة تعينهم على أداء رسالتهم، فقد كان الطغاة والكهنة والخائفون من الحقيقة يمنعون الدعاة من تبليغ كلمة الله إلى الناس، فجاء المذياع لينهي هذه الوصاية ويثب فوق الحجب والموانع. طرق الدعوة الى الله العنزي. والذين لم تبلغهم الدعوة في العالم يمكن أن تبلغهم من خلال الإرسال الإذاعي القوي المبثوث بمختلف اللغات واللهجات، أو على الأقل تبعث فيهم البحث عن الحقيقة، فتكون وظيفة الدعاة ـ من ثم ـ تثبيت الاقتناع والدخول في تفاصيل العبادة والسلوك. والآن يُقدم من خلال هذه الوسيلة الحية كل ما يتعلق بالإسلام ونظامه في الحياة. فلابد أن يكون مقدم البرامج الإسلامية ناجحا في أدائه، فيستهل الحديث ببراعة، ويخاطب الناس على قدر عقولهم، ولا يطيل الحديث، وتكون لديه القدرة على الوصف والتعبير، إذ الإذاعة تعتمد على الكلمة، كما لابد من التركيز على الحوار الذي هو جوهر العملية الإعلامية. التلفاز والفضائيات:
يعتبر التلفزيون أقوى وسيلة إعلامية مؤثرة في هذا العصر، تعليما وتثقيفا وإعلاما وترفيها، فهو يأسر المشاهدين بصوره المتحركة والملونة، والتي تتنوع في مناظرها ولقطاتها واختلاف برامجها، من دينية وثقافية وعلمية وأخبار وأغان وبرامج أطفال وأسرة وغيرها، ويعطي تأثيرا جماليا يدعو إلى المزيد من المشاهدة.
لا شك أن إنشاء قنوات فضائية إسلامية دعوية أصبح اليوم من الواجبات، فهي أكثر الوسائل الدعوية تحقيقاً لواجب الدعوة إلى الله تعالى، حيث هناك من النّاس من لا تصل إليهم الدعوة إلا بواسطة هذه الوسيلة، وما لم يتمّ به الواجب فهو واجب، وإذا لم نستعملها في الدعوة نقص حظّنا منها، وفات كثير من الناس أن يعرفوا شيئاً عن الإسلام، وبقوا على جهلهم، أو يغزوهم المضللون والهدامون فيصلون إليهم بإذاعاتهم وشبكاتهم وقنواتهم الفضائية فتصل إليهم الأفكار الهدامة والعقائد الفاسدة، ولا يصل إليهم نور الإسلام وهديه. إنّ القناة الإسلامية تتوافر لها كثير من إمكانيات الانتشار الواسع والتأثير البالغ، ولذلك قد تعين على الأمّة إنشاء قنوات فضائية إسلامية تحمل همّ الدعوة إلى الله تعالى، وتسير على منهج أهل السنة والجماعة، فتحمل رسالتها بكل ثقة واعتزاز وتبصر، لتبث روح التدين الصحيح القائم على الوسطية في الاعتقاد والسلوك بعيداً عن الغلو والتطرف، كما يمكن لها أن تقدّم المفهوم الصحيح للإسلام لكثير من الأقليات المسلمة التي تعيش في المجتمعات الكافرة ويهددها الذوبان في هذه المجتمعات. إن مسألة إنشاء القناة الفضائية لم يعد خياراً للأمة بل هو واجب شرعي لإشاعة الحق وكشف الباطل، وإنشاء القناة الفضائية الدعوية مهمة: الحكومات المسلمة والعلماء والدعاة والإعلاميون والمفكرون والتجار وغيرهم، ممن لديه استطاعة في الإسهام في إنشاء هذه القنوات بالدعم المالي أو الفكري أو البدني، وذلك بتسخير الطاقات المالية والإعلامية والإدارية لإنشائها واستمرارها في أداء رسالتها الدعوية.