قوله تعالى ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون [ ص: 290] قوله تعالى ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس أخبر تعالى أنه خلق للنار أهلا بعدله ثم وصفهم فقال لهم قلوب لا يفقهون بها بمنزلة من لا يفقه; لأنهم لا ينتفعون بها ، ولا يعقلون ثوابا ولا يخافون عقابا. وأعين لا يبصرون بها الهدى. وآذان لا يسمعون بها المواعظ. إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة الأعراف - القول في تأويل قوله تعالى "ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس "- الجزء رقم13. وليس الغرض نفي الإدراكات عن حواسهم جملة كما بيناه في البقرة. أولئك كالأنعام بل هم أضل لأنهم لا يهتدون إلى ثواب ، فهم كالأنعام; أي همتهم الأكل والشرب ، وهم أضل; لأن الأنعام تبصر منافعها ومضارها وتتبع مالكها ، وهم بخلاف ذلك. وقال عطاء: الأنعام تعرف الله ، والكافر لا يعرفه. وقيل: الأنعام مطيعة لله تعالى ، والكافر غير مطيع. أولئك هم الغافلون أي تركوا التدبر وأعرضوا عن الجنة والنار.
- إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة الأعراف - القول في تأويل قوله تعالى "ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس "- الجزء رقم13
- القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الأعراف - الآية 179
- إسلام ويب - تفسير القرطبي - سورة الأعراف - قوله تعالى ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس - الجزء رقم7
إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة الأعراف - القول في تأويل قوله تعالى "ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس "- الجزء رقم13
Skip to content
الرئيسية
كتاب التفسير الجامع
سورة الأعراف (88-206)
الآية رقم (179) - وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ
﴿ وَلَقَدْ ذَرَأْنَا ﴾: ذرأ؛ أي بثّ ونشر.
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الأعراف - الآية 179
وكثيرا ما يستعمل في القرآن بمعنى دقة الفهم والتعمق في العلم. وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِها: دلائل قدرة الله، بصر عظة واعتبار
وَلَهُمْ آذانٌ لا يَسْمَعُونَ: بِها الآيات والمواعظ سماع تدبر واتعاظ
أُولئِكَ كَالْأَنْعامِ: في عدم الفهم والبصر والاعتبار
بَلْ هُمْ أَضَلُّ: من الأنعام لأنها تحرص على ما ينفعها، وتهرب مما يضرها، وهؤلاء يقدمون على النار معاندة
الْغافِلُونَ: الكاملون في الغفلة
إسلام ويب - تفسير القرطبي - سورة الأعراف - قوله تعالى ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس - الجزء رقم7
المشروع هو محاكاة الكترونية للمصحف الشريف - متوفر بجميع اللغات - مع اسباب النزول, التعريف, ومعاني القرآن الكريم لأكثر من ستون لغة, والترجمة, وسبعة تفاسير, فهرس الصفحات, تفسير السعدي, تفسير القرطبي, تفسير بن كثير, التفسير الميسر, تفسير الجلالين, تفسير البغوي, تفسير الطبري
عن الموسوعة
نسعى في الجمهرة لبناء أوسع منصة إلكترونية جامعة لموضوعات المحتوى الإسلامي على الإنترنت، مصحوبة بمجموعة كبيرة من المنتجات المتعلقة بها بمختلف اللغات. © 2022 أحد مشاريع مركز أصول. حقوق الاستفادة من المحتوى لكل مسلم
ووجه كونهم أضل من الأنعام: أن الأنعام لا يبلغ بها ضلالها إلى إيقاعها في مهاوي الشقاء الأبدي لأن لها إلهاما تتفصى به عن المهالك كالتردي من الجبال والسقوط في الهوات ، هذا إذا حمل التفضيل في الضلال على التفضيل في جنسه وهو الأظهر ، وإن حمل على التفضيل في كيفية الضلال ومقارناته كان وجهه أن الأنعام قد خلق إدراكها محدودا لا يتجاوز ما خلقت لأجله ، فنقصان انتفاعها بمشاعرها ليس عن تقصير منها ، فلا تكون بمحل الملامة ، وأما أهل الضلالة فإنهم حجزوا أنفسهم عن مدركاتهم ، بتقصير منهم وإعراض عن النظر والاستدلال فهم أضل سبيلا من الأنعام. [ ص: 185] وجملة أولئك هم الغافلون تعليل لكونهم أضل من الأنعام وهو بلوغهم حد النهاية في الغفلة ، وبلوغهم هذا الحد أفيد بصيغة القصر الادعاءي إذ ادعي انحصار صفة الغفلة فيهم بحيث لا يوجد غافل غيرهم لعدم الاعتداد بغفلة غيرهم ، كل غفلة في جانب غفلتهم كلا غفلة لأن غفلة هؤلاء تعلقت بأجدر الأشياء بأن لا يغفل عنه ، وهو ما تقضي الغفلة عنه بالغافل إلى الشقاء الأبدي فهي غفلة لا تدارك منها ، وعثرة لا لعى لها. والغفلة عدم الشعور بما يحق الشعور به ، وأطلق على ضلالهم لفظ الغفلة بناء على تشبيه الإيمان بأنه أمر بين واضح يعد عدم الشعور به غفلة ، ففي قوله هم الغافلون استعارة مكنية ضمنية ، والغفلة من روادف المشبه به ، وفي وصف الغافلون استعارة مصرحة بأنهم جاهلون أو منكرون.