موقع مـداد علمي شرعي ثقافي غير متابع للأخبار و المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما
تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر
المصدر.
- إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة المائدة - القول في تأويل قوله تعالى "يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود"- الجزء رقم9
- يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود أحلت لكم بهيمة الأنعام
- تفسير قول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود أحلت لكم بهيمة الأنعام)
- يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ - طريق الإسلام
إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة المائدة - القول في تأويل قوله تعالى "يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود"- الجزء رقم9
والوفاء بالعهد كما يقول العالم الأزهري د. أحمد عمر هاشم أستاذ السنة النبوية وعضو هيئة كبار العلماء من أهم المبادئ التي يقوم عليها بناء الشخصية الإسلامية، ونقض العهد يؤدي إلى الضياع والخسران، ومن وثق عهده بيمين أو باتخاذ الله كفيلاً فهو عهد مع الله، ونقضه إنما هو نقض لعهد ربه، وقد شبه القرآن من ينقض العهد بالحمقاء التي تغزل غزلها ثم تنقضه أوصالاً وأجزاء، وربما يكون من بواعث نقض العهد، أن يجد أمة أكثر وأوسع من أخرى، فلا يصح أن يكون هذا باعثاً لنقض العهد، قال الله تعالى: "وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلاً إن الله يعلم ما تفعلون. ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً تتخذون أيمانكم دخلاً بينكم أن تكون أمة هي أربى من أمة إنما يبلوكم الله به وليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون". يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ - طريق الإسلام. وقد قسم العلماء العهد إلى نوعين: عهد مع الله، وعهد مع الناس، فعهد الله هو الالتزام بشرعه، وما عاهد المسلم ربه عليه، والعهد الذي مع الناس يكون بالتمسك بالالتزامات الصحيحة التي ينبغي التمسك بها بينهم في سائر العلاقات والمعاملات، وإلى النوع الأول يشير القرآن الكريم بقول الحق سبحانه: "وبعهد الله أوفوا ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون".
يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود أحلت لكم بهيمة الأنعام
وقد انطلق الرسول في احتفائه بقيمة الوفاء العظيمة التي يحتاج المسلم في كل أحواله إلى التسلح بها من احتفاء القرآن الكريم، حيث جاء استعمال هذا المفهوم في آياته على وجوه متعددة، فهناك وفاء بعهد الله، وهناك وفاء بالعهد على نحو مطلق، وهناك وفاء بالعقود، أو وفاء في الكيل والميزان، أو وفاء بالنذر، كما جاء في مفهوم الوفاء في آيات قرآنية كثيرة في مقابل نقض المواثيق. وهذا يدلنا كما يقول علماء الأخلاق على اتساع مساحة الوفاء في منظومتنا الإسلامية، فالأمر لا يتعلق بعلاقة بين صديقين فحسب، وإنما الأمر يشمل جميع العلاقات بين الأفراد والجماعات والشعوب ويتجاوز الدائرة الضيقة بين فردين إلى دائرة أوسع تشمل الإنسانية كلها. تفسير قول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود أحلت لكم بهيمة الأنعام). الوفاء.. ماذا يعنى؟ (الوفاء) و(الإيفاء) هو الإتيان بالشيء وافياً، يقال في اللغة: (وفي) (يفي) بالعهد أو بالوعد أي: حافظ عليه وأتمه، والقرآن الكريم يقول: يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود... ، أي حافظوا على عهودكم المؤكدة، ومنها ما ألزمكم الله تعالى به وعقده عليكم من التكاليف، ومنها ما تعقدونه في ما بينكم من عقود المعاملات، والأمانات ونحوها مما يطالب المسلم شرعاً بالوفاء به وفاء كاملاً غير منقوص.
تفسير قول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود أحلت لكم بهيمة الأنعام)
ومن الوفاء الذي يجب أن يعني به المسلم أيضاً الوفاء بعهد الزواج الذي منحه الإسلام عناية خاصة ورعاية كبيرة، ذلك أن الله عز وجل وصفه بالميثاق الغليظ في قوله تعالى: "وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذن منكم ميثاقاً غليظاً". عقاب الخائنين
ونقض العهد رذيلة لا تتفق مع شخصية المسلم لأن هذا السلوك يؤدي إلى اهتزاز الثقة به، ويؤدي إلى تمزيق العلاقات بينه وبين الآخرين، بل إن نقض العهد من علامات النفاق. ويكفي أن الله سبحانه وتعالى قال في كتابه الحكيم: إنه "لا يحب الخائنين"، وقال كذلك "لا يهدي كيد الخائنين". إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة المائدة - القول في تأويل قوله تعالى "يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود"- الجزء رقم9. يقول الشيخ محمد الراوي عالم التفسير الشهير وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر: لقد نعى الحق سبحانه على اليهود خيانتهم للعهد وعدم احترامهم لوعودهم ومما قاله في شأنهم: "إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمناً قليلاً أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم. وإن منهم لفريقاً يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون"، فالقرآن الكريم يخبرنا هنا أن كل من مكر وخدع وكذب ونافق ولم يف بما وعد فهو خارج نطاق عفو الله ورحمته، وكل من وفى بعهود الله واتقاه فهو أهل لمحبته ورضاه.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ - طريق الإسلام
وقال آخرون: بل هذه الآية أمر من الله تعالى لأهل الكتاب بالوفاء بما أخذ به ميثاقهم ، من العمل بما في التوراة والإنجيل في تصديق محمد صلى الله عليه وسلم وما جاءهم به من عند الله. [ ص: 454]
10913 - حدثنا القاسم قال: حدثنا الحسين قال: حدثني حجاج ، عن ابن جريج: " أوفوا بالعقود " ، قال: العهود التي أخذها الله على أهل الكتاب: أن يعملوا بما جاءهم. 10914 - حدثني المثنى قال: حدثنا أبو صالح قال: حدثني الليث قال: حدثني يونس قال: قال محمد بن مسلم: قرأت كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كتب لعمرو بن حزم حين بعثه على نجران فكان الكتاب عند أبي بكر بن حزم ، فيه: "هذا بيان من الله ورسوله: " يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود " ، فكتب الآيات منها حتى بلغ" إن الله سريع الحساب ". قال أبو جعفر: وأولى الأقوال في ذلك عندنا بالصواب ، ما قاله ابن عباس ، وأن معناه: أوفوا ، يا أيها الذين آمنوا ، بعقود الله التي أوجبها عليكم ، وعقدها فيما أحل لكم وحرم عليكم ، وألزمكم فرضه ، وبين لكم حدوده. وإنما قلنا ذلك أولى بالصواب من غيره من الأقوال ، لأن الله جل وعز أتبع ذلك البيان عما أحل لعباده وحرم عليهم ، وما أوجب عليهم من فرائضه.
وترتبط قيمة الوفاء في التصور الإسلامي كما يقول د. زقزوق بالصدق والتقوى، ولذلك جاء حديث القرآن الكريم في وصف الموفين بعهودهم والصابرين بأنهم الذين صدقوا وبأنهم المتقون: أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون. أنواع كثيرة ويقسم بعض العلماء الوفاء إلى أنواع كثيرة منها: الوفاء مع الله، فعلى المسلم أن يكون وفياً بعهده مع الله في أن يعبده وحده لا يشرك به شيئاً، وأن يبتعد عن طريق الشيطان الذي يدفعه إلى ارتكاب المعاصي. الوفاء بالعقود والعهد، فالإسلام يوصي باحترام العقود وتنفيذ الشروط التي تم الاتفاق عليها، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المسلمون عند شروطهم. الوفاء بالكيل والميزان، فالمسلم يفي بالوزن فلا ينقصه لأن الله تعالى قال: أوفوا بالمكيال والميزان بالقسط ولا تبخسوا الناس أشياءهم. الوفاء بالنذر، فالمسلم مطالب بالوفاء بنذره وأداء ما عاهد الله عليه، ومن صفات أهل الجنة أنهم يوفون بالنذر، يقول الحق سبحانه وتعالى: يوفون بالنذر ويخافون يوماً كان شره مستطيراً. الوفاء بالوعد، فالمسلم مطالب بأن يفي بوعده ولا يخلفه، والرسول يحذر من الإخلاف بالوعد ويعتبره من أخلاق المنافقين، فيقول: آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان.