حدثنا الربيع بن سليمان، قال: ثنا ابن وهب، قال: أخبرني أسامة بن زيد، عن أبي حازم، عن عبد الرحمن بن سهل بن حنيف ، أن هذه الآية لما نـزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في بعض أبياته ( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ) فخرج يلتمس، فوجد قوما يذكرون الله، منهم ثائر الرأس، وجافّ الجلد، وذو الثوب الواحد، فلما رآهم جلس معهم، فقال: " الحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلَ لي فِي أُمَّتِي مَنْ أمرني أنْ أصبِرَ نَفْسي مَعَهُ" ورُفعت العينان بالفعل، وهو لا تعد.
- (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي).............. - منتدى قصة الإسلام
- واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم
- واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي سبب النزول - ملك الجواب
(واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي).............. - منتدى قصة الإسلام
والحاصل، أنه تعالى وصف أولئك الفقراء بالمواظبة على ذكر الله، والإعراض عن غير ذكره سبحانه، فقال: {الذين يدعون ربهم بالغداة والعشى يريدون وجهه}، ووَصَفَ هؤلاء الأغنياء بالإعراض عن ذكر الله تعالى، والإقبال على غيره تعالى، وهو قوله: {أغفلنا قلبه واتبع هواه} ثم أمر رسوله بمجالسة أولئك، والمباعدة عن هؤلاء. وقد روى أبو داود عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: (جلست في عصابة من ضعفاء المهاجرين، وإن بعضهم ليستتر ببعض من العري، وقارئ يقرأ علينا، إذ جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام علينا، فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم، سكت القارئ، فسلم، ثم قال: (ما كنتم تصنعون) قلنا: يا رسول الله! إنه كان قارئ لنا يقرأ علينا، فكنا نستمع إلى كتاب الله، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحمد لله الذي جعل من أمتي مَنْ أُمرت أن أصبر نفسي معهم، قال: فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وسطنا؛ ليعدل بنفسه فينا، ثم قال بيده هكذا، فتحلقوا وبرزت وجوههم له، قال: فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم عرف منهم أحداً غيري، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أبشروا يا معشر صعاليك المهاجرين بالنور التام يوم القيامة، تدخلون الجنة قبل أغنياء الناس بنصف يوم، وذاك خمس مائة سنة).
والصواب: ابن حصن ، ولعله من سبق القلم. وقد ذكره صحيحا بعده بقليل.
واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم
فأنتكس وأرجع لسابق عهدي، ثم يشاء الله مرة أخرى أن يرسل تلك الإنسانة التي لا أنسى لها هذا الجميل أبدًا، أتذكر ذلك اليوم جيدًا كان في رمضان، وكنت وعدتُ إحدى صديقات الجامعة أن نذهب للإفطار معًا، فتأتي هذه المباركة فتدعونا إلى إفطار، وحفل لختم القرآن، عندها أسمع عن شيء يُقال له: "إجازة"، وأرى أخوات كنت أحضر معهن دروس التجويد، فيتعلق قلبي بهم مرة أخرى، وأرجع لهذا العالم الذي عاهدت نفسي من وقتها ألَّا أتركه مهما كانت الظروف، إنهم صحبة القرآن وأهل القرآن، أسأل الله العظيم ألَّا يحرمني منهم ما حييت. واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي سبب النزول - ملك الجواب. نصيحتي لكل من يقرأ صفحة من صفحات كتاب حياتي:
أولًا: أن يجاهد في تربية أولاده، لا يكُنْ نصب عينيك فقط أن يتعلموا علوم الدنيا، ولكن عرِّفهم بأمور دينهم، واربطهم دائمًا بصحبة صالحة، بالأخص صحبة القرآن؛ لأنه سوف يأتي عمر لا يسمعون لك، والصديق يكون لهم بمثابة الأب والأم. ثانيًا: كن لأولادك الحِضن الحاني الذي يضمهم عندما تقسو عليهم هذه الدنيا المملوءة بالصعاب والشدائد. ثالثًا: لا تقطع علاقتك بالقرآن، والله ثم والله لا عَيْشَ في هذه الدنيا يساوي شيئًا من غيره؛ إنه كلام ربنا، فيه تنزل البركات والرحمات، فيا حسرة من يتركه!
وإن كان الله أعاذه من الشرك". قال ابن عاشور: "وهذا الكلام تعريض بحماقة سادة المشركين الذين جعلوا همهم وعنايتهم بالأمور الظاهرة، وأهملوا الاعتبار بالحقائق والمكارم النفسية، فاستكبروا عن مجالسة أهل الفضل والعقول الراجحة والقلوب النيرة، وجعلوا همهم الصور الظاهرة. هذا نهي جامع عن ملابسة شيء مما يأمره به المشركون. والمقصود من النهي تأسيس قاعدة لأعمال الرسول والمسلمين تجاه رغائب المشركين، وتأييس المشركين من نوال شيء مما رغبوه من النبي صلى الله عليه وسلم". واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم. الوقفة الرابعة: قوله تعالى: {ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه}، ينهى سبحانه نبيه عن طاعة من شُغِلَ قلبه بالكفر، وغلبه الشقاء عليه، واتبع هواه، وتَرَك اتباع أمر الله ونهيه، وآثر هوى نفسه على طاعة ربه. وبعبارة مختصرة: شُغِل عن الدين وعبادة ربه بالدنيا. قال الرازي: "لما بالغ في أمره بمجالسة الفقراء من المسلمين، بالغ في النهي عن الالتفات إلى أقوال الأغنياء والمتكبرين". والآية تدل -كما قال الرازي- على أن شر أحوال الإنسان، أن يكون قلبه خالياً عن ذكر الحق، ويكون مملوءاً من الهوى الداعي إلى الاشتغال بالخلق؛ ذلك أن ذكر الله نور، وذكر غيره ظلمة... فالقلب إذا أشرق فيه ذكر الله، فقد حصل فيه النور والضوء والإشراق، وإذا توجه القلب إلى الخلق، فقد حصل فيه الظلم والظلمة، بل الظلمات؛ فلهذا السبب، إذا أعرض القلب عن الحق، وأقبل على الخلق، فهو الظلمة الخالصة التامة، فالإعراض عن الحق هو المراد بقوله: {أغفلنا قلبه عن ذكرنا}، والإقبال على الخلق، هو المراد بقوله: {واتبع هواه}.
واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي سبب النزول - ملك الجواب
وقد روى أبو داود عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: جلست في عصابة من ضعفاء المهاجرين، وإن بعضهم ليستتر ببعض من العري، وقارئ يقرأ علينا، إذ جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام علينا، فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم، سكت القارئ، فسلم، ثم قال: « ما كنتم تصنعون؟ » قلنا: يا رسول الله! إنه كان قارئ لنا يقرأ علينا، فكنا نستمع إلى كتاب الله، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « الحمد لله الذي جعل من أمتي مَنْ أُمرت أن أصبر نفسي معهم » ، قال: فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وسطنا؛ ليعدل بنفسه فينا، ثم قال بيده هكذا، فتحلقوا وبرزت وجوههم له، قال: فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم عرف منهم أحداً غيري، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « أبشروا يا معشر صعاليك المهاجرين بالنور التام يوم القيامة ، تدخلون الجنة قبل أغنياء الناس بنصف يوم، وذاك خمس مائة سنة ». وروي أيضاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إليهم، وجلس بينهم، وقال: « الحمد لله الذي جعل من أمتي مَنْ أُمرت أن أصبر نفسي معه، وروي أنه قال لهم: رُحباً بالذي عاتبني فيهم ربي ».
"ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا": قال الحافظ ابن كثير: "أي: شغل عن الدين وعبادة ربه بالدنيا "واتبع هواه وكان أمره فرطا" أي: أعماله وأفعاله سفه وتفريط وضياع، ولا تكن مطيعا له ولا محبا لطريقته، ولا تغبطه بما هو فيه". يقول ابن عطية: "و"الفرط" يحتمل أن يكون بمعنى التفريط والتضييع، أي أمره الذي يجب أن يلتزم، ويحتمل أن يكون بمعنى الإفراط والإسراف، أي أمره وهواه الذي هو بسبيله، وقد فسر المتأولون بالعبارتين، أعني التضييع والإسراف، وعبر عنه خباب بالهلاك، وداود بالندامة، وابن زيد بالخلاف للحق، وهذا كله تفسير بالمعنى". ويبسط د. ناصر العمر في كتابه النفيس إشراقات سورة الكهف عدداً من الوقفات التدبرية في هذه الآية، يمكن اختصارها فيما يلي: الوقفة الأولى: أهمية الرفقة الصالحة:
أمر الله نبيه عليه السلام أن يحبس نفسه مع من يدعونه سبحانه من أهل الإيمان، وأمته تبع له ما لم يقم دليل على الخصوصية (... ) فمن صاحب الأخلاق تخلق بأخلاقهم والعكس؛ فإن كثيراً من الشباب عرفوا الحق والتزموا به بتوفيق الله أولاً ثم بالرفقة الصالحة التي تعينهم على الخير وتثبتهم عليه، و(العكس)؛ فالإنسان بحاجة لأعوان على الحق.. ويخطئ من يثق في حفظ دينه وسط فتن تموج موج البحر.. فالذئب يأكل من الغنم القاصية.