ورواه الإمام أحمد عن إسماعيل بن يزيد الرقي [ أبي يزيد] حدثنا فرات ، عن عبد الكريم ، به. وقال ابن أبي حاتم: حدثنا الحسن بن أحمد [ قال]: حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن بشار ، حدثنا سرور بن المغيرة ، عن عباد بن منصور ، عن الحسن ، قال: قول الله ما كانوا ليتمنوه بما قدمت أيديهم. قلت: أرأيتك لو أنهم أحبوا الموت حين قيل لهم: تمنوا ، أتراهم كانوا ميتين ؟ قال: لا والله ما كانوا ليموتوا ولو تمنوا الموت ، وما كانوا ليتمنوه ، وقد قال الله ما سمعت: ( ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين) وهذا غريب عن الحسن. ثم هذا الذي فسر به ابن عباس الآية هو المتعين ، وهو الدعاء على أي الفريقين أكذب منهم أو من المسلمين على وجه المباهلة ، ونقله ابن جرير عن قتادة ، وأبي العالية ، والربيع بن أنس ، رحمهم الله. ونظير هذه الآية قوله تعالى في سورة الجمعة: ( قل يا أيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين ولا يتمنونه أبدا بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون) [ الجمعة: 68] فهم عليهم لعائن الله لما زعموا أنهم أبناء الله وأحباؤه ، وقالوا: لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى ، دعوا إلى المباهلة والدعاء على أكذب الطائفتين منهم ، أو من المسلمين.
- قل إن الموت الذي تفرون من و
- قل إن الموت الذي تفرون من أجل
قل إن الموت الذي تفرون من و
فعلم كل أحد باطلهم ، وخزيهم ، وضلالهم وعنادهم عليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة. [ وسميت هذه المباهلة تمنيا; لأن كل محق يود لو أهلك الله المبطل المناظر له ولا سيما إذا كان في ذلك حجة له فيها بيان حقه وظهوره ، وكانت المباهلة بالموت; لأن الحياة عندهم عزيزة عظيمة لما يعلمون من سوء مآلهم بعد الموت]. ولهذا قال تعالى: ( ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين)
قل إن الموت الذي تفرون من أجل
يصف الحافظ ابن رجب (ت: 795هـ) حال الصحابة رضي الله عنهم لما سمعوا هذه الآيات، فيقول: فهموا أن المراد من ذلك أن يجتهد كل واحد منهم أن يكون هو السابق لغيره إلى هذه الكرامة، والمسارع إلى بلوغ هذه الدرجة العالية، فكان أحدهم إذا رأى من يعمل عملا يعجز عنه، خشي أن يكون صاحب ذلك العمل هو السابق له، فيحزن لفوات سبقه ، فكان تنافسهم في درجات الآخرة واستباقهم إليها ، كما قال تعالى: { وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} [المطففين:26] ، ثم جاء من بعدهم فعكس الأمر، فصار تنافسهم في الدنيا الدنية وحظوظها الفانية ( [7]). رابعًا: أن يتزود من العلم النافع يجب على كل مسلم ان يتعلم ما يقيم به عبادته ويعرف به عقيدته الصحيحة، وما تصح به معاملاته في حياته اليومية، وما تطهر به القلوب وتزكوا به النفوس، وتكمل به الأخلاق. وفي فضل العلم- والتفقه في الدين والحث عليه وبيان أنه سبب سعادة العبد - يقول صلى الله عليه وسلم: ( { مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ)} ( [8]). تجدر الإشارة إلى أن معرفة الحياة الدنيا والإحاطة بعلومها ليست مذمومة بحدِّ ذاتها بل هي مطلب شرعي؛ وإنما المذموم أن يكون ذلك كل هَمِّ الإنسان ومبلغ عِلْمه، في الوقت الذي لا يعلم فيه شيئا عن أساسيات وأصول دينه.
Powered by vBulletin® Version 3. 8. 11 Copyright ©2000 - 2022, vBulletin Solutions, Inc.
جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها وقرار البيع والشراء مسؤليتك وحدك
بناء على نظام السوق المالية بالمرسوم الملكي م/30 وتاريخ 2/6/1424هـ ولوائحه التنفيذية الصادرة من مجلس هيئة السوق المالية: تعلن الهيئة للعموم بانه لا يجوز جمع الاموال بهدف استثمارها في اي من اعمال الاوراق المالية بما في ذلك ادارة محافظ الاستثمار او الترويج لاوراق مالية كالاسهم او الاستتشارات المالية او اصدار التوصيات المتعلقة بسوق المال أو بالاوراق المالية إلا بعد الحصول على ترخيص من هيئة السوق المالية.