دلالات قوله تعالى _ولحم طير مما شتهون_
يقول الله تعالى: وفاكهة مما يتخيرون ولحم طير مما شتهون. يقول بعض المحدثين من أهل التفسير أنه قدم جل شأنه الفاكهة على أكل اللحم لما للفاكهة من فوائد صحية تساعد على هضم الطعام ويقولون أيضاً: أنه ذكر لحم الطير لأنه أزكى اللحوم وأجودها. إلا أنني سأسوق لإخواني بعض ما فتح الله تعالى عليّ لهذه المسألة فأقول وبالله التوفيق:
ان تقديم الفاكهة على لحم الطير سببه أن أهل الجنة لا يأكلون أكل جوع أو حاجة للأكل فهم يتفكهون ويتنعمون في الجنة وهذا يدل على الرفاه والنعيم المقيم. وبالتالي فإن تقديم الفاكهة على اللحم أو العكس لا دخل له إلا من جهة التفكه والتنعم والتمتع حسب وقع النفس فيما اشتهت وطلبت. أما سبب ذكر لحم الطير عن دون اللحوم الأخرى فليس كما قال البعض لأنه أزكى اللحوم وأجودها. فقد ورد في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم أن أول طعام يتحف الله به أهل الجنة زيادة كبد الحوت. فلو كان لحم الطير أزكى وأشهى لقدمه الله تعالى لأهل الجنة بدلاً من كبد الحوت. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الطور - الآية 22. فهل هناك حكمة أخرى في ذكر لحم الطير غير التي قيلت؟. من المعلوم أن اصطياد الطيور ليس بالأمر الهين ناهيك عن إيجادها والوصول اليها.
إعراب قوله تعالى: ولحم طير مما يشتهون الآية 21 سورة الواقعة
وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ (21) ( وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ) يقول: ويطوفون أيضا عليهم بلحم طير مما يشتهون من الطير الذي تشتهيه نفوسهم.
القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة الواقعة - الآية 21
وقد ذكر ابن عاشور في تفسيرها: أن لحم الطير هو أرفع اللحوم وأشهاها وأعزها، ويحتمل أن يكون ذلك هو السبب لتخصيصه بالذكر في هذه الآية. وقد ثبت في الحديث ما يفيد وجود الغنم في الجنة، كما في الحديث: الشاة من دواب الجنة. رواه ابن ماجه وقال الشيخ الألباني: صحيح، وقال المناوي في فيض القدير عند شرحه لهذا الحديث: الشاة من دواب الجنة. ولحم طير مما يشتهون. أي: أن الجنة فيها شياه، وقد ثبت في الصحيحين أنهم يأكلون لحم البقر والسمك، فقد أخرج البخاري ومسلم في الصحيحين عن أبي سعيد الخدري قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة يتكفؤها الجبار بيده كما يتكفأ أحدكم خبزته في السفر نزلا لأهل الجنة فأتى رجل من اليهود فقال: بارك الرحمن عليك يا أبا القاسم ألا أخبرك بإدامهم قال: بلى. قال: إدامهم بالام ونون. قالوا: ما هذا؟ قال: ثور ونون يأكل من زيادتهما سبعون ألفا. قال النووي: أما النون فهو الحوت باتفاق العلماء، وأما بالام فبباء موحدة مفتوحة وتخفيف اللام وميم مرفوعة غير منونة والصحيح في معناها أنها لفظة عبرانية معناها ثور. وقد قال ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث: وإذا جاز أن يكون في الجنة لحم جاز أن يكون فيها معزى وضأن وإذا جاز أن يكون فيها طير يؤكل جاز أن يكون فيها نعم يؤكل.
تفسير قوله تعالى ولحم طير مما يشتهون - إسلام ويب - مركز الفتوى
تعالى, مما, يتخيرون, وفاكهة, عين, يشتهون, *وحور, طير, الله, قال, *ولحم
القائمة الرئيسية
مصاحف مقسمة لتيسير الحفظ
تفسير القرءان الكريم مرئي
تلاوات تعليمية واحكام التجويد بالصوت والصورة
جميع الحقوق محفوظة لشبكة الكعبة الإسلامية ولجميع المسلمين ©
يتصفح الموقع حاليا 1 العدد الكلي للزوار 13098201
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الطور - الآية 22
والله أعلم.
قال الله تعالى: { وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ}[الواقعة: 21]. وفى ((مسند البزَّار)) وغيره مرفوعاً: ((إنَّكَ لَتَنْظُرُ إلى الطَّيْرِ فى الجَنَّةِ، فَتَشْتَهيهِ، فيَخِرُّ مشويّاً بين يَدَيْكَ)). إعراب قوله تعالى: ولحم طير مما يشتهون الآية 21 سورة الواقعة. ومنه حلال، ومنه حرام. فالحرامُ: ذو المِخلَب، كالصَّقرِ والبازى والشـاهِين، وما يأكلُ الجِيَـفَ كالنَّسْر، والرَّخَـم، واللَّقْـلَق، والعَـقْـعَـق، والغُـراب الأَبْقع، والأسـود الكبير، وما نُهىَ عن قتله كالهُدهُـدِ، والصُّرَدِ، وما أُمِرَ بقتله كالحِـدَأة والغراب. والحلالُ أصناف كثيرة، فمنه: الدَّجاج: ففى ((الصحيحين)) من حديث أبى موسى ((أنَّ النبىَّ صلى الله عليه وسلم أكل لحمَ الدَّجاجِ)). وهو حارٌ رطب فى الأُولى، خفيفٌ على المَعِدَة، سريعُ الهضم، جيدُ الخَلْطِ، يَزيد فى الدِماغ والمَنِىِّ، ويُصفىِّ الصوت، ويُحَسِّنُ اللَّون، ويُقَوِّى العقل، ويُوَلِّد دماً جيداً، وهو مائل إلى الرطوبة، ويقال: إنَّ مداومَة أكله تُورث النِّقْرس، ولا يثبت ذلك. ولحمُ الديك: أسخنُ مزاجاً، وأقلُّ رطوبة، والعتيقُ منه دواء ينفع القُولنج والرَّبو والرِّياح الغليظة إذا طُبخَ بماء القُرْطُم والشِّبْث، وخصِيُّها محمودُ الغِذَاء، سريعُ الانهضام، والفَراريجُ سريعة الهضمِ، مُليِّنة للطبع، والدَّمُ المتولد منها دمٌ لطيف جيد.
ـ لحم السُّمَانى: حارٌ يابس، ينفعُ المفاصل، ويضُرُّ بالكَبِدِ الحار، ودفعُ مضَّرته بالخَلِّ والكُسْفَرَة، وينبغى أن يُجتنبَ مِن لحوم الطير ما كان فى الآجام والمواضع العَفِنة. ولحومُ الطير كلها أسرعُ انهضاماً من المواشى، وأسرعُها انهضاماً أقلُّها غذاءً، وهى الرِّقاب والأجنحة، وأدمغتُها أحمد من أدمغة المواشى. ـ الجــراد: فى ((الصحيحين)): عن عبد الله بن أبى أوْفَى قال: ((غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعَ غَزَواتٍ، نأكُلُ الجَرَادَ)). وفى ((المسند)) عنه: ((أُحِلَّتْ لنا مَيْتَتَانِ ودَمَانِ: الحُوتُ والجرادُ، والكَبِدُ والطِّحالُ)). يُروى مرفوعاً وموقوفاً على ابن عمر رضى الله عنه. وهو حارٌ يابس، قليل الغذاء، وإدامةُ أكله تُورث الهزال، وإذا تُبُخِّرَ به نفع من تقطير البَوْل وعُسرِه، وخصوصاً للنساء، ويُتبخَّر به للبواسير، وسِمانُه يُشوى ويُؤكل للسع العقرب، وهو ضار لأصحابِ الصَّرع، ردىء الخَلط. وفى إباحة ميتته بلا سبب قولان: فالجمهور على حِلِّه، وحرَّمه مالك، ولا خِلافَ فى إباحة ميتته إذا مات بسبب، كالكبسِ والتحريق ونحوه. القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة الواقعة - الآية 21. فصل فى ضرر المداومة على أكل اللَّحم وينبغى أن لا يُداوَمَ على أكل اللَّحم، فإنه يُورث الأمراض الدموية والامتلائية، والحمّياتِ الحادَّة، وقال عمر بن الخطاب رضى الله عنه: إياكم واللَّحم، فإنَّ له ضَرَاوةً كضراوة الخَمر، وإنَّ الله يبغض أهل البيت اللَّحمى.