79 - شرح حديث لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله / الشيخ: عبدالرزاق بن عبدالمحسن البدر - YouTube
- الدرر السنية
الدرر السنية
أكثرْ من الأولاد تكْثرُ لك الأرزاق، هذا هو الصحيح. الدرر السنية. وفي هذا دليلٌ – أيضا – على أنَّ الإنسان إذا توكلَّ على الله حقَّ التوكل فليفعل الأسباب. ولقد ضلَّ من قال لا أفعلُ السَّببَ، وأنا متوكِّلٌ، فهذا غير صحيحٍ، المتوكلُّ: هو الذي يفعل الأسباب متوكِّلًا علي الله عزَّ وجلَّ، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: «كما يرْزقُ الطَّيْرَ تغدُوا خِماصًا» تذهب لتطلب الرزق، ليست الطيور تبقي في أوْكارِها، لكنَّها تغدو وتطلبُ الرِّزقَ. فأنت إذا توكَّلتَ على اللهِ حقَّ التوكُّلِ، فلا بدَّ أن تفعل الأسباب التي شرعَها الله لك من طلبِ الرزقِ من وجهٍ حلالٍ بالزراعة، أو التجارة، بأي شيءٍ من أسباب الرزق، اطلبِ الرزقَ معتمدًا على الله، ييسر الله لك الرزق.
التوكل على الله عند أهل السُنَّة إنما يكون مع السعي والأخذ بالأسباب، وبدون الأخذ بالأسباب المشروعة تكون دعوى التوكل جهلا بالشرع، وتواكلا لا توكل، فالتواكل هو ادَّعاء التوكل على الله وعدم الأخذ بالأسباب، والاعتماد على الغير من المخلوقات، والمسلم مُطالب بأن يتوكل على الله ويستعين بالله ويسعى لكسب معيشته ومعيشة مَنْ هو تحت رعايته، والتواكل يتنافى مع العقيدة الإسلامية لما فيه من كسل وخمول والاعتماد على الغير. فمِنْ مُقْتَضَى التوكل على الله عز وجل وشرط صحته: العمل والأخذ بالأسباب النافعة المأذون بها شرعاً، ولا تعارض مطلقا بين التوكل على الله والسعي والأخذ بالأسباب. مواد ذات الصله
لا يوجد مواد ذات صلة