ابتسم السبعينى وقال: "الموات كلمة كبيرة، عزيزي! فالأَرضُ الموات التى لم تُزرَع ولم تُعْمَر، ولا أظنُّك تقصد بذلك أرض الوعى الجمعى المصرى المعاصر! وإلا فالثورات بدءًا من المماليك أتت من فراغ، رغم حزم النكت التى أعقبت بعضها، لتمهد الأرض لأخريات! ". تفكرت فى قوله وعقّبتُ: "أنت، يا سيدى، تخلط بين النكتة والسخرية! زمن موات النُّكت! - جريدة المال. فالأخيرة من طرق التعبير التى تُقلب فيها المعانى لما يقوله الساخر، كنقد أو انتقاد يصل للاستهزاء، بدون هدف أو رسالة! النكتة الحقيقية صناعة وإنتاج وإفراز ثقافة، بالأصل نتاج البهجة وحرية الضمير، وتصل إلى حد جنس أدبى مبتكر، مع مساحات فهم ونضج تجعل أراضى المعانى والأفكار والأحلام تُنكت وتُحرث، لتُثمر فى النهاية مقولة ورسالة فى أذن مسئول أو حاكم أو طاغية فيعيد حساباته، والتاريخ يزخر بعشرات الظرفاء والساخرين الذين مهدوا طرق الإبداع والتغيير بسجنهم والتضييق عليهم. أما ربطك بين الوعى الجمعى والثورات وتمهيدات النكت على الأوضاع، فهو مناورة أحب أن أستزيد من خباياها". اعتدل السبعينى بجلسته، وعقد كفّيه على ركبته وسرَح قائلًا: "لا أنكر لحاقى بزمن البهجة والخشية معًا! منذ ستين عامًا كان عمرى 15 سنة، وعاصرت زخمًا من الحراك الثقافى والاجتماعى والسياسى، للعديد من السياسيين والاقتصاديين والمفكرين والأدباء والمثقفين، حتى الحرفيين ورجال الأعمال، كانت النكتة لهم أدوات تفريج وأسلحة نقد ومشاعل إضاءة ومنافذ تفريج، حتى النكت الخارجة كانت تقف بعد سماعها والانتشاء بتصورها.
- زمن موات النُّكت! - جريدة المال
- ما هي أسباب غفلة الإنسان؟ بقلم الشيخ حسن عبد الله العجمي - شفقنا العراق
- غض البصر
زمن موات النُّكت! - جريدة المال
أبواب الله "حلقات يومية يحاور فيها تامر إسماعيل الداعية الشيخ أحمد الطلحى، حول أهم الموضوعات والقضايا الدينية من منظور السعى والوصول إلى أبواب الله ونيل رضاه ورحمته، وتتميز بالاختلاف فى طرح الأسئلة والإجابات، بما يلائم كل الأجيال والثقافات وبما يتناسب أيضًا مع جمهور السوشيال ميديا.
الفائدة الثانية " في غض البصر: فهو نور القلب والفراسة قال تعالى عن قوم لوط: {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ} [الحجر: 72]، فالتعلق بالصور يوجب فساد العقل وعمى البصيرة وسكر القلب بل جنونه. وذكر الله سبحانه آية النور عقيب آيات غض البصر فقال: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [النور: 35]، وكان شجاع بن شاه الكرماني لا تخطئ له فراسة وكان يقول: من عمر ظاهره باتباع السنة وباطنه بدوام المراقبة، وغض بصره عن المحارم، وكف نفسه عن الشهوات، وذكر خصلة سادسة أظنه هو أكل الحلال:- لم تخطئ له فراسة؛ والله تعالى يجزي العبد على عمله بما هو من جنس عمله، فيطلق نور بصيرته ويفتح عليه باب العلم والمعرفة والكشوف، ونحو ذلك مما ينال ببصيرة القلب. الفائدة الثالثة: قوة القلب وثباته وشجاعته، فيجعل الله له سلطان البصيرة مع سلطان الحجة؛ فإن في الأثر: "الذي يخالف هواه يفرق الشيطان من ظله"، ولهذا يوجد في المتبع هواه من ذل النفس وضعفها ومهانتها ما جعله الله لمن عصاه؛ فإن الله جعل العزة لمن أطاعه والذِلة لمن عصاه. ما هي أسباب غفلة الإنسان؟ بقلم الشيخ حسن عبد الله العجمي - شفقنا العراق. فالله يصرف عن عبده ما يسوءه من الميل إلى الصور والتعلق بها، ويصرف عنه الفحشاء بإخلاصه لله، ولهذا يكون قبل أن يذوق حلاوة العبودية لله والإخلاص له تغلبه نفسه على اتباع هواها، فإذا ذاق طعم الإخلاص وقوي في قلبه انقهر له هواه بلا علاج؛ قال تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ} [العنكبوت: 45]، فإن الصلاة فيها دفع للمكروه وهو الفحشاء والمنكر، وفيها تحصيل المحبوب وهو ذكر الله ، وحصول هذا المحبوب أكبر من دفع المكروه؛ فإن ذكر الله عبادة لله، وعبادة القلب لله مقصودة لذاتها، وأما اندفاع الشر عنه فهو مقصود لغيره على سبيل التبع.
ما هي أسباب غفلة الإنسان؟ بقلم الشيخ حسن عبد الله العجمي - شفقنا العراق
شفقنا العراق- من أسباب غفلة الإنسان عن الله سبحانه وتعالى وعن الآخرة هي الذنوب التي تؤثر على نفس الإنسان تأثيراً كبيراً وخطيراً وتصيبها بالظلمة والتكدر والرين، والمراد بالغفلة بمعناها الشرعي هي الحالة التي يكون عليها الإنسان من عدم الالتفات إلى خالقه وما يريده منه، ونسيان الآخرة من خلال الانهماك في التمتع بشهوات الدنيا وملذاتها، والركون إليها وكأنها دار خلود وقرار. قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ﴾ 1. وقال سبحانه وتعالى أيضاً: ﴿ وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ ﴾ 2. غض البصر. والمراد بالغفلة بمعناها الشرعي هي الحالة التي يكون عليها الإنسان من عدم الالتفات إلى خالقه وما يريده منه، ونسيان الآخرة من خلال الانهماك في التمتع بشهوات الدنيا وملذاتها، والركون إليها وكأنها دار خلود وقرار، ولا شك أن أكبر سبب لحصول الغفلة عن الله سبحانه وتعالى والآخرة هو الانغماس في حب الدّنيا، فإنّ حب الدّنيا واتباع الشهوات يجعل الإنسان يعيش حالة الحجب عن الله سبحانه وتعالى، فالإنسان الذي تكون الدنيا أكبر همّه لا يفكر إلا فيها، ولا يستطيع أن يحرر فكره من أسرها، فيغفل عن الله سبحانه وتعالى وطاعته وعمّا أعدّه سبحانه وتعالى لعباده الصالحين من جزاء حسن وثواب عظيم ونعيم دائم في الآخرة.
كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ. كَلاَّ إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ. تاريخ النشر:
6 فبراير 2017م
عدد الزيارات:
1910 زيارة
من إنتاج: موقع إسلام إينو
التصنيف: التفسير
تاريخ ومكان إلقاء هذا الدرس:
يوم الأحد 2017/02/05 بمسجد أولاد ابراهيم - بالناظور
غض البصر
فالإنسان عندما يصاحب أمثال هؤلاء فإنه ولا شك سوف يعيش حالة الندم في يوم القيامة، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا ﴾ 7، فهذه الآية الكريمة المباركة توضح حقيقة غاية في الأهمية وهي أن أحد أسباب الغفلة عن الله سبحانه وتعالى والضلال عن الذكر بعد بيانه هو مصاحبة الأشرار الذين يشعر الإنسان بالندم لمصاحبتهم ويتمنى لو أنه لم يصاحبهم ولات حين مندم. إن علاج الغفلة إنما يتحقق بالمعرفة الحقيقية للدنيا من أنها دار فناء وزوال وأن كل ما فيها من متع وشهوات ولذات إنما هو محدود وزائل وأن الآخرة هي دار الخلود والبقاء وأن كل ما فيها من خيرات ونعيم وملذات فهو باق لا يعتريه التحول والزوال.. ويتحقق أيضاً بالابتعاد عن الذنوب والكف عنها والتوبة مما صدر عنه منها، وبمصاحبة الأخيار، السالكين طريق الله وخط الاستقامة في هذه الحياة8. سماحة الشيخ حسن عبد الله العجمي/مركز الإشعاع الإسلامي
————————
المقالات والتقارير المنشورة بأسماء أصحابها تعبر عن وجهة نظرهم ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع
————————–
القران الكريم: سورة الأعراف (7)، الآية: 179، الصفحة: 174.
اهـ. قال شيخ الإسلام ابن تيمية في معرض كلامه عن حكم النظر بغير شهوة " مجموع الفتاوى "(15/419-418):"... ففيه وجهان في مذهب أحمد أصحهما وهو المحكي عن نص الشافعي وغيره أنه لا يجوز، و"الثاني": يجوز؛ لأن الأصل عدم ثورانها؛ فلا يحرم بالشك بل قد يكره. والأول هو الراجح كما أن الراجح في مذهب الشافعي وأحمد أن النظر إلى وجه الأجنبية من غير حاجة لا يجوز وإن كانت الشهوة منتفية؛ لكن لأنه يخاف ثورانها؛ ولهذا حرم الخلوة بالأجنبية؛ لأنه مظنة الفتنة، والأصل أن كل ما كان سببًا للفتنة فإنه لا يجوز؛ فإن الذريعة إلى الفساد سدها إذا لم يعارضها مصلحة راجحة، ولهذا كان النظر الذي قد يفضي إلى الفتنة محرمًا إلا إذا كان لحاجة راجحة، مثل نظر الخاطب والطبيب وغيرهما فإنه يباح النظر للحاجة مع عدم الشهوة. وأما النظر لغير حاجة إلى محل الفتنة فلا يجوز، ومن كرر النظر إلى الأمرد ونحوه وأدامه وقال: إني لا أنظر لشهوة كذب في ذلك؛ فإنه إذا لم يكن له داع يحتاج معه إلى النظر لم يكن النظر إلا لما يحصل في القلب من اللذة بذلك. وأما نظر الفجأة فهو عفو إذا صرف بصره كما ثبت في الصحاح عن جرير قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجأة قال: "اصرف بصرك"، وفي السنن أنه قال لعلي رضي الله عنه: "يا علي لا تتبع النظرة النظرة فإنما لك الأولى وليست لك الثانية"، وفي الحديث الذي في المسند وغيره: "النظر سهم مسموم من سهام إبليس"، وفيه: "من نظر إلى محاسن امرأة ثم غض بصره عنها أورث الله قلبه حلاوة عبادة يجدها إلى يوم القيامة "، أو كما قال.