تاريخ النشر: الأحد 2 ذو القعدة 1428 هـ - 11-11-2007 م
التقييم:
رقم الفتوى: 101070
84808
0
416
السؤال
ما هو الغائط، وما هو المذي، وما هو الودي أفادكم الله؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالغائط قد ورد في قول الله تعالى: أَوْ جَاء أَحَدٌ مِّنكُم مِّن الْغَآئِطِ {النساء:43} وفي الآية 6 من المائدة، والغائط في اللغة هو المكان المنخفض من الأرض، واستعير هذا اللفظ للخارج من الإنسان مجازاً ترفعاً عن ذكر القبيح، والمراد به ما يخرج من الدبر على وجه الخصوص. والمذي ماء رقيق لزج يخرج عند الشهوة الصغرى، ويجب منه غسل الذكر كله والوضوء. والودي ماء أبيض خاثر يخرج بعد البول غالباً وربما خرج قبله، ولا علاقة له بالشهوة، ولا يلزم منه إلا ما يلزم من البول, وكل هذه الثلاثة نجسة. والله أعلم.
السؤال:
ما حكم مسح أثر الغائط والبول بالورق؟ هل يكفي عن الماء؟
الجواب:
نعم يكفي المسح بالورق وغيره من الجامدات الطاهرات كالأحجار والخشب والخرق والتراب وغير ذلك، ما عدا العظام والأرواث إذا أنقى المحل وكرر ذلك ثلاث مرات فأكثر، ويقوم ذلك مقام الماء لأحاديث كثيرة وردت في ذلك منها: قوله ﷺ: إذا ذهب أحدكم إلى الغائط فليذهب معه بثلاثة أحجار يستطيب بهن، فإنهن تجزي عنه [1]. رواه أحمد وأبو داود والنسائي من حديث عائشة رضي الله عنها، وقال الحافظ الدارقطني: إسناده صحيح، وعن خزيمة بن ثابت الأنصاري قال: سئل النبي ﷺ عن الاستطابة فقال: بثلاثة أحجار ليس فيها رجيع [2] رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه، وعن أبي هريرة قال: نهى رسول الله ﷺ أن نستنجي بعظم أو روث وقال: إنهما لا يطهران [3] أخرجه الدارقطني وقال: إسناده صحيح، وأخرج مسلم في صحيحه عن سلمان الفارسي أن النبي ﷺ نهى أن يستنجى بأقل من ثلاثة أحجار، ونهى أن يستنجى برجيع أو عظم [4] ، والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، وفيما ذكرناه منها كفاية إن شاء الله [5]. أخرجه النسائي في كتاب الطهارة، باب الاجتزاء في الاستطابة بالحجارة دون غيرها برقم 44، والإمام أحمد في باقي مسند الأنصار، حديث عائشة رضي الله عنها برقم 24491.
ابتداءً من
ابدأ الان
أطباء متميزون لهذا اليوم
المقدم: لكن في مثل حالة المستمع الذي ذكر أليس من الأجدر أن لا يذهب إلى المسجد إلا عند إقامة الصلاة؛ إذا كان مصاب بمرض البول؟
الشيخ: هذا أولى به، يعني لا يعجل، حتى يكون مجيئه قرب إقامة الصلاة حتى يتمكن من أدائها مع الجماعة، ثم يرجع سليمًا، هذا ينبغي له أن يلاحظه من أصيب بمثل هذا من كثرة البول أو الريح، أو ما أشبه ذلك، ينبغي له أن يتحرى قرب الإقامة حتى يتمكن من الأمرين من صلاة الجماعة، وسلامة الطهارة، نعم.
ويدل على ذلك:
1 - حديث الباب حديث أبي أيوب رضي الله عنه حيث قال أبو أيوب رضي الله عنه بعد أن ساق الحديث: " فقدمنا الشام فوجدنا مراحيض بنيت قبل القبلة فنحرف ونستغفر الله تعالى "وهذا الذي فهمه راوي الحديث حتى في البنيان. 2- حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: " إذا جلس أحدكم على حاجته فلا يستقبل القبلة ولا يستدبرها " رواه مسلم. 3- حديث سلمان رضي الله عنه في أول الباب قال: " نهانا أن نستقبل القبلة لغائط أو بول " رواه مسلم. فهذه ثلاثة أحاديث عن ثلاثة من الصحابة وكلها جاءت مطلقة. وأما حديث ابن عمر رضي الله عنه في الباب: " رقيت على بيت أختي حفصة فرأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قاعداً لحاجته مستقبل الشام مستدبر القبلة " وكذلك حديث جابر رضي الله عنه: " نهى نبي الله صلى الله عليه وسلم أن نستقبل القبلة ببول فرأيته قبل أن يقبض بعام يستقبلها " رواه أحمد وأبو داود فهما يحكيان حادثةَ فعلٍ فعلها النبي صلى الله عليه وسلم والفعل يرد عليه الاحتمال فقد يكون النبي صلى الله عليه وسلم فعلها لعذرٍ ما ولا يقال بأن هذا خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم فهذا احتمال ضعيف لأن الأصل التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم في أفعاله مع أقواله ما لم يدل دليل على الخصوصية.