وللأسف كان مفهوم الواقعية يعادل ما نفهمه الآن على أنه تفسير اجتماعي للطبيعة، بينما كان مفهوم الحداثة يعني إعادة اكتشاف معنى الفرد ضمن أمته وما يفرضه عليه ذلك من واجبات، وفي مقدمتها تحرير الأرض والإرادة. وعلى ما أرى أن تعدد الأشكال في الاتجاه الطليعي لم يكن دليلا على تعدد المضامين، ولأول مرة تجد تباعدا بين طرفي المعادلة، فالعلاقة لم تعد جدلية، لكن روحية. عدا عن ذلك فإن الأسباب لم تخرج من رؤية محددة للتاريخ، لكن من مقاطعة لاتجاه سياسي كان يلعب بالتاريخ ويؤدلجه لخدمة خطاب سياسي شمولي. وعليه فإن الفرق بين الأجيال كان تعبيرا عن موقف من المرحلة وليس من فهم الجيل لتطور الأمة. فالنموذج الذي سيطر على رؤيتنا للواقع ولتحديثه قفز ليأخذ شكل وعي خاص بالمرحلة. بتعبير أوضح دخلت النمذجة في بوتقة التمايز، وتعرض الإنسان الشامل للهدم وتحول إلى إنسان أحادي في مواجهة نفسه. جريدة الرياض | العنصرية .. هذه الفكرة البغيضة!. فشخصيات سعيد حورانية أو تكوينات صميم الشريف ونصر الدين البحرة، خرجت على علاقاتها الواضحة مع الطبيعة والمكان. ويمكن أن تقول الشيء نفسه على المخلوقات الهلامية التي صورتها غادة السمان أو وليد إخلاصي وجورج سالم. فقد تخلت عن إحساسها بالمجتمع وخصصت كامل وعيها لإدراك معاناتها الشخصية.
إبراهيم عيسى ١٤
تعود القدس اليوم إلى الفكرة والوعي والعاطفة والمشاعر والوجدان، ولكنها وهو الأهم، تعود أيضًا وبقوة إلى الميدان، بل إلى كل الميادين، من أجل القدس تبنى اليوم جيوش حقيقية وقوى ومقاتلون أولو بأس شديد، عقولهم وعيونهم وقلوبهم وروحهم شاخصة إلى القدس ومشدودة إليها، تعود القدس اليوم ولها سيف في غزة، يدافع عنها كما حصل في العام الماضي في معركة سيف القدس، وقد شاهدنا في الأيام والأسابيع الماضية من شهر رمضان، كيف كانت معركة القدس حاضرة بقوة في وجدان الشعب الفلسطيني وأيضًا في عقل العدو وحسابات العدو وقنوات العدو وتهيب العدو. تعود القدس ولها اليوم محور يتجمع ليصنع معادلته الإقليمية القوية الصلبة من أجل حمايتها أولًا، ومن أجل تحريرها ثانيًا إن شاء الله، هذه المعادلة التي أنا اليوم أؤكد عليها والتي نعمل على استكمال كل عناصرها القوية والمتينة والمتكاملة إن شاء الله. تعود القدس وشعبها في فلسطين والداخل الـ 48 وغزة، يصنع الملاحم التي تهز الكيان، كما حصل في الأيام القليلة الماضية، وتثبت لهذا الكيان ولأسياده في العالم، أن هذا الشعب الفلسطيني الأبي والمظلوم والصامد والصابر والمجاهد لا يمكن أن ينسى ولا يمكن أن يتيه ولا يمكن أن ييأس أو يتنازل أو يستسلم، ولن يغادر أبدًا أرضه مهما ضاقت أيامه وصعبت معيشته وعظمة تضحياته، في آخر المطاف من عليه أن يغادر هو المحتل والغاصب.
جريدة الرياض | العنصرية .. هذه الفكرة البغيضة!
البقاء للقراء
مؤتمر الأمم المتحدة لمناهضة العنصرية في (ديربادن)، جنوب إفريقيا والذي سيعقد نهاية أغسطس ـ آب ـ تتخذ منه أمريكا موقفاً صارماً بسبب توجه الدول العربية إلى طرح مساواة الصهيونية بالعنصرية، والأمم المتحدة ومعها الولايات المتحدة تريان أن موضوع العنصرية والصهيونية حسمته الأمم المتحدة عندما ألغت القرار الذي يساوي العنصرية بالصهيونية. أيضاً في هذا المؤتمر هناك من يسعى من الأفارقة إلى طرح مسألة دفع تعويضات عن العبودية والرق التي مارستها الدول الأوروبية وأمريكا بحق السود الأفارقة حيث جُلب إلى أمريكا وحدها ما يقارب الخمسة ملايين أسود، بالاضافة إلى الملايين الذين ماتوا من الأمراض والأوبئة عندما كانوا مقيدين بالسلاسل في ناقلات البشر العملاقة التي كانت تأخذهم من سواحل إفريقيا إلى أمريكا. والولايات المتحدة تعارض أيضاً إدراج تعويضات العبودية، وحتى لو أدرجت هذه المسألة في مناقشات المؤتمر فالأفارقة لن يخرجوا بشيء، وهم يعرفون ذلك، ولكن المؤسف أن الإنكار الذي يتم تبريره مقبول في حق السود ولكنه مرفوض في حق اليهود الذين مازالوا يحصلون على التعويضات المادية والمعنوية إزاء ما حدث لهم في أوروبا.. واليهود تكافئهم أمريكا والأمم المتحدة حتى على جرائمهم ضد الإنسانية التي ارتكبوها في حق الفلسطينيين والغاء مساواة الصهيونية بالعنصرية هو أكبر نصرمعنوي يحققونه في الأمم المتحدة، وكان انتكاسة وهزيمة مدوية للدبلوماسية العربية حينئذ!!
الجمعة 10 ذو الحجة 1438هـ - 1 سبتمبر 2017م - 10 برج السنبلة
سيطرة الكاتب على مادته هى التي تجعل منه فنانا وإذا بحثنا في قيمة أي عمل فني فإننا لابد أن يتصف هذا العمل بالحيوية والفيض الحسي الذي يصل بدوره للفيض المعنوي ولكنه لا يتأتى ذلك سوى باتصال حب متدفق مع المتلقى..
كثيرا ما نتساءل لماذا لا يكتب الأدباء فنا مسرحيا ؟ ولماذا تندر الكتابة المسرحية ولماذا يتفرد بها كاتب دون غيره؟ إنه سؤال محير يتبادر إلى أذهاننا كلما تكلمنا عن أزمة النص المسرحي العربي! فالكتابة المسرحية تعتمد في مجملها على ( الفكرة) وهي تلك ( القدحة الذهنية)القائمة على اصطيادها! فهي لحظة انبثاق الرؤية هى لحظة زمنية عابرة والتي لم تعد عابرة حيث يعمل المبدع على توقيف الزمن عند هذه اللحظة ثم يقوم بتكبيرها إلى درجة عمل فني رائع ، وكأنه أشبه بأداة (الكاميرا) حين تلتقط الصورة فيتوقف الزمن، ثم يأتي تحريك هذه اللحظة كيفما تتحرك في مخيلة المبدع ليخلق منها عملا رائعا حيا وحيويا ؛ يتحرك وينطق ويتأزم ويتألم ويضحك، حياة رائعة وممتعة من خيال المؤلف. عن طريق هذه المهارة يتم توصيل رسالة الى المتلقي التي يحرص الكاتب عليها فيجعل كل ما يتحرك أمامه يخدم هذه الرسالة ويصب في مجراها، ولا ينفصل المبدع عن تلك الحياة التى يحيكها يقول ( جون هوارد لاسون):" إن نشاطه الخلاق نشاط شخصي واجتماعي معا وتصويره للعالم الذي حوله امتداد لحياته هو نفسه لأنه يبرز معاني وقيما ومطامح اجتماعية تطرق وتشكل بعد صهرها فى نيران التجربة الحية ".